تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[علي المعشي]ــــــــ[12 - 02 - 2007, 09:08 م]ـ

السلام عليكم

في هذه الآية أقوال كثيرة أورد الحلبي أكثرها في الدر المصون، وسأعرض بعضها هنا مع شيء من التعليق:

على قراءة الكسائي: "ألا يا اسجدوا" بتخفيف (ألا):

اختُلف في (يا)، هل هي للنداء أو للتنبيه، فالقول بالنداء يقتضي تقدير منادى محذوف، والقول بالتنبيه لا يحتاج إلى ذلك، لذا رجح بعضهم التنبيه.

وهنا يبرز سؤال: أليس الغرض من حرف النداء هو التنبيه أصلا؟

وعليه يكون اختيار القول بالتنبيه إنما هو للتخلص من تقدير منادى محذوف فحسب!

وأما على قراءة (ألاَّ يسجدوا) بالتشديد ففيها وجوه كثيرة يتميز بعضها بعدم الحاجة إلى تقدير وعدم القول بزيادة كلمات، وبعضها يقتضي تقدير محذوف، والقول بزيادة (لا) بعد أن، وسأكتفي بعرض بعض الوجوه من الصنفين:

أـ جعل المصدر (ألا يسجدوا) معمولا للفعل (يهتدون) على أساس إسقاط الخافض، أي يهتدون إلى ألا يسجدوا، ولما كان عدم السجود ليس من الهداية قالوا إن (لا) زائدة، وعليه يكون المعنى (يهتدون إلى أن يسجدوا).

ب ـ جعْل المصدر (ألا يسجدوا) بدلا من (السبيل)، ولأن عدم السجود ليس هوالسبيل ولا بعضا منه قالوا أيضا بأن (لا) التي بعد أن زائدة.

ج ـ جعْل المصدر (ألا يسجدوا) بدلا من (أعمالَهم) أي زين لهم الشيطان أعمالهم ألا يسجدوا لله، فذكر (أعمالهم) التي زينها الشيطان بشكل عام ثم أبدل منها الجزء المقصود هنا وهو عدم السجود لله، ويلاحظ أن هذا الوجه يتميز بموافقة المعنى المراد دون تقدير محذوف ودون القول بأن في الآية كلمة مزيدة؛ لذا أراه من أحسن الوجوه على هذه القراءة، والله أعلم.

كما أن هناك وجوها أخرى لعل بعض الإخوة يتكرم بطرحها،، وتقبلوا أزكى تحياتي.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير