تبديدُ السُّدَفِ في توجيهِ الرفع فِي "تَلقَّفُ"
ـ[الحامدي]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 02:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال تعالى:
«وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى» [طه:69].
في قوله "تَلْقَفْ"قراءة بالبشديد والرفع، وهي قراءة ابن عامر؛ وصورتها:"تَلَقَّفُ"؛ وقد وقع الفعل هنا في موضع جواب الطلب الذي من حقه الجزم كما في قراءة السبعة "تَلْقَفْ" لأنه جواب الأمر.
ولذلك تأول النحاة هذه القراءة إلى وجوه شتى؛ فما هي أهم الآرء فيها مع مناقشتها؟؟.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 01:57 م]ـ
وعليك السلام والرحمة والإكرام
"تَلْقٌفْ" على قراءة السبعة: فعل مضارع مجزوم لأنه في جواب الأمر 0
وليس ذاك في مقام سؤالك أخي الحامدي!
فسؤالك يقتضي توجيه الرفع على قراءة ابن عامر، وقد قرأ ابن ذكوان بالرفع أيضا إما على الحال وإما على الاستئناف 0
دمت وارفا
ـ[الحامدي]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 03:47 م]ـ
أستاذي وأخي المغربي، بارك الله فيك، وشكرا على مرورك وحسن تفاعلك.
إنما قصدت السؤال عن توجيه الرفع على قراءة ابن عامر كما هو واضح من السياق؛ وبها عنونتُ الموضوعَ (تبديد السدف في توجيه الرفع في "تلقف").
أما قراءة الجمهور بالجزم فلا إشكال فيها ولا تأويل.
مع تحياتي وشكري لأستاذي المغربي
ـ[الحامدي]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 09:30 ص]ـ
إخوتي الكرام. بما أن الموضوع لم يلق التجاوب والتفاعل المطلوب باستثناء مرور الأخ الفاضل المغربي جزاه الله خيرا، فإنني أقدم ملخصا لتوجيهات علمائنا القدامى حول الآية المذكورة مع الترجيح.
في الآية توجيهات منها:
الأول: أن جملة "تلقفُ" جملة استئنافية لا علاقة لها بما قبلها، وممن أخذ بهذا التأويل الزمشري، وإليه ذهب أبو حيان وأبو السعود، والشهاب، والجمل، والآلوسي.
الثاني: أن جملة "تلقفُ" في موضع نصب حال من فاعل "ألق"، وقال به مكي بن أبي طالب "حجة من رفعه أنه جعله حالا من الملقي كأنه المتلقف". واختاره العكبري، والبيضاوي، والآلوسي.
الثالث: أن الجملة "تلقفُ" في موضع نصب حال من المفعول به "ما". وممن ارتضاه ابن خالويه، ومكي، وابن الأنباري، والرازي.
الرابع: أن جملة "تلقفُ" واقعة في جواب الأمر على تقدير الفاء، والمبتدأ محذوف، وتقدير الآية على هذا التوجيه: (ألق مافي يمينك فهي تلقف، أو فإنها تلقف). وذكره ابن خالويه، والطوسي.
والراجح عند النظر في هذه التوجيهات هو القول بأنها جملة في موضع نصب حال من "ما"، لا من فاعل "ألقِ" لأنه يجعل المتلقف هو موسى لا العصا، وهو مخالف للمقصود من الآية، بدليل صريح قوله تعالى: "فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ" [الشعراء: 45].
والله أعلم.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 02:03 م]ـ
أحسنت أخي الحامدي
ودمت فاعلا
ـ[أبو الفوارس]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 11:28 م]ـ
والراجح عند النظر في هذه التوجيهات هو القول بأنها جملة في موضع نصب حال من "ما"، لا من فاعل "ألقِ" لأنه يجعل المتلقف هو موسى لا العصا، وهو مخالف للمقصود من الآية، بدليل صريح قوله تعالى: "فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ" [الشعراء: 45].
والله أعلم.
بارك الله فيك أستاذنا الحامدي ..
أستاذي الكريم. بحثت عن المعنى الذي ذكرته نقلاً عن النحاة الذي هو خلاف المقصود، لأنني لما قرأت الآراء التي ذكرتها والترجيح قلت في نفسي: أيمكن أن يقع المفسرون أو النحاة في خطأ معنوي كهذا!! يبدو أن في المسألة وجهاً ارتضوه وهو مقبول نسبياً .. فوجدت بعضهم يوجه الآية على أن:
تلقفُ: حال من المفعول المُلقَى أو من الفاعل المُلقي، وإن كان التلقف حقيقة للعصا، لأن التلقف كان بإلقائه، فجاز أن ينسب إليه .. فالمعنى يكون مجازياً أكثر من كونه حقيقياً، والمجاز أحد أبواب العربية التي تزين النصوص الأدبية كما نعلم، ويبدو أن المعنيين مقصودان من هذه الآية والله أعلم.
بقي أن أسأل سؤالاً وهو يخص الآية الكريمة ..
هل الحال يمكن أن تدل على المستقبل كما في الآية الكريمة؟ أم هي مخصوصة بالزمن الحاضر والدلالة على الآنية .. لأنني قرأت في الإنصاف ما يدل على أن الحال يصلح في مكانه لفظ الساعة أو الآن، لذلك لم يجيزوا مجي الجملة الماضية حالاً إلا بعد تقدير (قد) لأنها تقربه من الحال .. أبينوا لنا الأمر فقد التبس علينا الحابل بالنابل بارك الله فيكم