[كلام نفيس لابن قيم الجوزية يستأنس به عما اشتهر عن ابن تيمية رحمه الله؟؟]
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[11 - 02 - 2007, 02:31 م]ـ
بسم الله وبه نستعين
قد مر إخوتي قبلُ مسألة هل خطأ ابن تيمية سيبويه في كذا موضعا أو لا؟؟
وهل قصة اجتماعه مع أبي حيان باطلة؟؟
وبعد أن أدلى الإخوة الأكارم أعضاء الفصيح تبين عدم صحة القصة والنقد؟ هذا ما فهمته .....
علما أننا نعلم أن ابن قيم الجوزية من أشد الناس تأثرا بعلم شيخه وبأرائه ولعلنا نجد عنده القول الفصل ...
ففي بدائع الفوائد يقول ابن قيم: (ولا ريب أن أبا بشر رحمه الله ضرب في هذا العلم بالقدح المعلى، وأحرز من قصبات سبقه، واستولى من أمده على ما لم يستول عليه غيره، فهو المصلي في هذا المضمار، ولكن لا يوجب ذلك أن يعتقد أنه أحاط بجميع كلام العرب، وأنه لا حق إلا ما قاله، وكم لسيبويه من نص قد خالفه جمهور أصحابه فيه، والمبرزون منهم، ولو ذهبنا نذكر ذلك لطال الكلام به.
ولا تنس قوله في باب الصفة المشبهة: ((مررت برجلٍ حسنٍ وجهُهُ)) بإضافة حسن إلى الوجه، والوجه إلى الضمير، ومخالفة جميع البصريين والكوفيين في ذلك.
فسيبويه رحمه الله ممن يؤخذ من قوله ويترك، وأما أن نعتقد صحة قوله في كل شيء فكلا، وسنفرد إن شاء تااه كتابا للحكومة بين البصريين والكوفيين فيما اختلفوا فيه، وبيان الراجح من ذلك، وبالله التوفيق.) أهـ
وبعد فلعل في كلام ابن قيم ما يستأنس به على صحة قصة ابن تيمية مع أبي حيان والله أعلم ...
والأمر إليكم فانظروا ما تأمرون؟؟؟؟؟
ـ[المستفهم]ــــــــ[12 - 02 - 2007, 12:33 ص]ـ
حبذا الزيادة من هذا الموضوع
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[14 - 02 - 2007, 12:02 ص]ـ
السلام عليكم
كنت قد شاركت في ذلك الموضوع واستبعدت أن يكون ابن تيمية قد خطّأ سيبويه، ولكني الآن لا أستبعد ذلك استئناسا بكلام تلميذه ابن القيم، واعتمادا على ما وجدت في الفتاوى من رأي يغلط فيه أكثر النحويين، حيث قال في ج12/ 104 - 105:
ولا يوجد قط في الكتاب والسنة وكلام العرب لفظ (الكلمة) إلا والمراد به الجملة، فكثير من النحاة أو أكثرهم لا يعرفون ذلك بل يظنون أن اصطلاحهم - في مسمى الكلمة [وأنها] تنقسم إلى اسم وفعل وحرف- هو لغة العرب، والفاضل منهم يقول:
وكلمة بها كلام قد يؤم
ويقولون: العرب قد تستعمل الكلمة في الجملة التامة وتستعملها في المفرد، وهذا غلط، لا يوجد قط في كلام العرب لفظ الكلمة إلا للجملة التامة. انتهى كلامه رحمه الله.
وهو بذلك يغلط كل النحويين بلا استثناء حتى ذلك الفاضل منهم فهو بحسب قوله قد غلط لأنه يقول في شرح التسهيل 1/ 3:
الكلمة في اللغة عبارة عن كلام تام كقوله تعالى: وكلمة الله هي العليا، وكقوله عليه السلام: الكلمة الطيبة صدقة، وعن اسم وحده أو فعل وحده، أو حرف وحده، وهذا هو المصطلح عليه في النحو .. انتهى كلام ابن مالك رحمه الله.
ومقتضى كلام ابن تيمية رحمه الله أن اللغويين في معاجمهم أيضا قد غلطوا لأن ذهبوا مذهب النحاة في تفسير الكلمة.
والسؤال الذي يتبادر هنا هو: إذا كان العرب لا يعنون بالكلمة إلا الجملة التامة أو الكلام التام، فماذا كانوا يطلقون على اللفظ المفرد الذي له معنى مستقل؟
يقول ابن تيمية إنهم كانوا يطلقون عليه (الحرف).
وأقول: قد استعمل سيبويه الحرف وأراد به الكلمة. فهذا الاستعمال للحرف لم يكن غائبا عن سيبويه.
وقد جعل ابن مالك إطلاق الكلمة على الكلام من باب المجاز عندما بين دلالات لفظ الكلمة فقال في شرح التسهيل 1/ 5:
والحاصل أن إطلاق الكلمة على ثلاثة أقسام:
حقيقي وهو الذي لا بد من قصده (يعني لا بد من أن يقصده النحوي)
ومجازي مهمل في عرف النحاة وهو إطلاق الكلمة على الكلام التام فلا يتعرض له بوجه.
ومجازي مستعمل في عرف النحاة وهو إطلاق الكلمة على أحد جزأي العَلَم المضاف، فترك التعرض له جائز، والتعرض له أجود لأن فيه مزيد فائدة. انتهى كلام ابن مالك.
ولكل مجتهد نصيب.
مع التحية الطيبة.
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 10:12 م]ـ
جزيت خيرا أستاذنا ولكن ما رأيك في المسألة التي ذكرها ابن القيم؟
هلاا أتحفتنا بشرح لها وبينت هل أخطأ سيبويه؟
وشكرا لكم حفظكم الله
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 02 - 2007, 12:06 ص]ـ
ولا تنس قوله في باب الصفة المشبهة: ((مررت برجلٍ حسنٍ وجهِهِ)) بإضافة حسن إلى الوجه، والوجه إلى الضمير، ومخالفة جميع البصريين والكوفيين في ذلك.
عجيب هذا من ابن القيم رحمه الله، فقد حكم سيبويه على مثل هذا المثال بالرداءة، وخصه بالشعر، فقال:
وقد جاء في الشعر: حسنة وجهِهِا، شبهوه بحسنة الوجه_ وذلك رديء - لأنه بالهاء معرفة كما كان بالألف واللام، وهو من سبب الأول كما أنه من سببه بالألف واللام، قال الشماخ:
أمن دمنتين عرس الركب فيهما****بحقل الرخامى قد عفا طللاهما
أقامت على ربعيهمهما جارتا صفا****كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما,
فسيبويه يرى أن مثل: هذه حسنة وجهها، بالإضافة رديء، لأن في (حسنة) ضمير يعود لهذه، فلا حاجة لإعادة الضمير العائد لهذه في (وجهها).
وقد أنكر بعضهم على سيبويه الحكم بالرداءة على البيت، وخرجوه على أن الضمير (هما) في (مصطلاهما) يمكن أن يعود إلى الأعالي لا إلى الجارتين، فيصير البيت كما لو قلنا: هاتان جاريتان حسنتا الوجوه جميلتا خدودهما، فالضمير في (خدودهما) عائد للوجوه لا إلى الجاريتين لأن المراد بالوجوه وجهين، فالأصل: حسنتا الوجهين، ولكن وضع الوجوه موضع الوجهين.
وفي رأيي المتواضع أن الحق مع سيبويه رحمه الله، وتخريج هؤلاء فيه تكلف.
مع التحية الطيبة.
¥