[(مع) الظرفية]
ـ[أبو الفوارس]ــــــــ[25 - 02 - 2007, 09:56 م]ـ
السلام عليكم إخوتي الفصحاء ورحمة الله وبركاته
سؤالي يتعلق بعلة إعراب الظرف (مع) .. ألم يكن الأجدر به أن يبنى لأنه يشبه الحرف في الوضع، إذ هو على حرفين كـ (في) .. أرجو الإفادة والإيضاح ولكم المحبة والمودة.
ـ[الحامدي]ــــــــ[26 - 02 - 2007, 09:30 ص]ـ
سألخصك لك ما يقوله عباس حسن عن موضوع "مع"
في أصل كلمة "مع" الباقية على ظرفيتها خلاف بين النحاة، هل هي ثنائية في وضعها الأصلي؟ أم هي ثلاثية الوضع وأصلها (مَعَيٌ)، فحُذف حرفها الأخير، وانتقلت حركة الإعراب إلى ما قبله؟.
وهذا الخلاف لا طائل من ورائه، فالرأي الصحيح والمختار أنها ثنائية في وضعها، وهو الذي اختاره عباس حسن ورجحه.
وتلزم "معَ" الظرفية الإضافة في الأغلب لفظا ومعنى، وتكون منصوبة على الظرفية بالفتحة الظاهرة، ومن العرب من يَبنيها على السكونِ فإن وليَها ساكن تخلص منه إلى الفتح أو الكسر؛ نحو: "لا أمنَ معْ ظلم الوالي"، ونحو قول الشاعر:
قد يُدركُ المتأنّي بعضَ حاجته ..... وقد يكونُ معَِ المستعجلِ الزلل
وقد تأخذ "مع" الظرفية معنى "عند"، فترادفها في الدلالة على الحضور المجرد الخالي من معنى الاجتماع والمصاحبة، وتكون مضافة مجرورة بـ"من" الابتدائية وجوبا؛ نجو: "الكفيل مسؤول عن مال اليتيم، فإذا أراد البذل فلينفق مِن مَعِه لا مِن مَعِ اليتيم" أي من عنده.
وتأتي منصوبة منونة "معا" فتكون اسما خاليا من معنى الظرفية يُعرب حالا، أو خبرا حسبَ سياق الجملة؛ نحو: (الطلابُ معًا)، أي موجودون جميعا. ونحو: (حضر الطالبان معًا).
ـ[أبو الفوارس]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 02:10 م]ـ
فالرأي الصحيح والمختار أنها ثنائية في وضعها، وهو الذي اختاره عباس حسن ورجحه.
وتلزم "معَ" الظرفية الإضافة في الأغلب لفظا ومعنى، وتكون منصوبة على الظرفية بالفتحة الظاهرة، ومن العرب من يَبنيها على السكونِ فإن وليَها ساكن تخلص منه إلى الفتح أو الكسر؛ نحو: "لا أمنَ معْ ظلم الوالي"، ونحو قول الشاعر:
قد يُدركُ المتأنّي بعضَ حاجته ..... وقد يكونُ معَِ المستعجلِ الزلل
أشكرك أستاذي الحامدي على هذا التوضيح، ولكنني لم أتوصل من هذه التوضيحات إلى إجابة وافية عن سبب إعراب (معَ) مفتوحة العين، فكيف نتخلص من الشبه الوضعي بالحرف خاصةً إذا كان الراجح فيها أنها على حرفين، لماذا لا نجعلها مبنية كما جعلوا الساكنة مبنية؟ أرجو أن يكون السؤال واضحاً، وبوركتَ مجدداً.
ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 11:11 ص]ـ
السلام عليكم إخوتي الفصحاء ورحمة الله وبركاته
سؤالي يتعلق بعلة إعراب الظرف (مع) .. ألم يكن الأجدر به أن يبنى لأنه يشبه الحرف في الوضع، إذ هو على حرفين كـ (في) .. أرجو الإفادة والإيضاح ولكم المحبة والمودة.
هناك قاعدة عامة يتخرج عليها ما لا يحصى من القواعد الفرعية، وهذه القاعدة هي:
قد يعطى الشيء حكم ما أشبهه في لفظه أو في معناه أو فيهما معا
ولاحظ أول القاعدة (قد) أي: (وقد لا يعطى) فليس كل اسم أشبه الحرف بني، لكن كل اسم مبني فهو مشبه للحرف.
والأصل في الأسماء الإعراب، وما جاء على أصله لا يُسأل عن علته.
ومجيء (مع) معربة هذا الأصل، وإن كانت أشبهت الحرف في الوضع.
والله تعالى أعلم.
ـ[سيف الشجاعة]ــــــــ[16 - 12 - 2010, 01:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أبحث في [جوجل] فقادني إلى هذا الموضوع، فأحببت أن أطرح ماعندي حوله.
أقول -وبالله التوفيق-: أُعرِبَت [مع] رغم شبهها الوضعي للحرف لملازمتها الإضافة كـ[ـأي]، والإضافة من خصائص الأسماء، فإن قلت: [إذ]-عند من يقول بظرفيتها- ملازمة للإضافة وهي مبنية، قيل: هي ملازمة للإضافة إلى جملة وليس إلى اسم، وإن قلت: لماذا بنو [لدن] رغم ملازمتها للإضافة التي هي من خواص الأسماء، فقد أجاب عنها العلامة محمد محيي الدين عبد الحميد -رحمه الله- في حاشيته [عدة السالك] على [أوضح المسالك] لابن هشام ما نصه:
فالجواب عن ذلك أن نذكرك أولاً بأن للعرب في لدن لغتين، إحداهما الإعراب وهي لغة قيس، وعلى هذا يسقط هذا السؤال ويصبح كلام النحاة مستقيماً، وهو أن الإضافة التي هي من خصائص الأسماء إذا لازمت الكلمة وكان في هذه الكلمة شبه للحرف عارض لزوم الإضافة شبه الحرف فبقيت على ما هو الأصل في الاسم وهو الإعراب، واللغة الثانية في لدن البناء، وهي لغة عامة العرب، ويُعتذر عن هذه اللغة بأن هؤلاء قد وجدوا في لدن شبهاً للحرف من جهة اللفظ؛ لأنهم قد قالوا فيها [لد] فهي على حرفين، كما وجدوا فيها شبهاً استعمالياً وهو لزوم استعمالها في وجه واحد وامتناع الإخبار بها أو عنها، بخالف [عند] التي بمعناها؛ فإنها تجيء فضلة وتجيء عمدة، فلما وجدوها قوية الشبه بالحرف من عدة أوجه جنحوا إلى اعتبار هذا الشبه ولم يبالوا بالإضافة. اهـ
هذا والله أعلم.