تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أحدهما: أن المنصوب مفعول به والخبر محذوف تقديره إلا يشبه منجنونا وهو الدولاب في دورانه وإلا يشبه معذبا

والثاني: أن منجنونا و معذبا منصوبان نصب المصادر ونائبان عن فعل تقديره إلا يدور دورانا وإلا يعذب تعذيبا) ... ."" .....

وأنقل لك ما جاء في خزانة الأدب لعبد القادر البغدادي:

..... ""الشاهد الثالث والسبعون بعد المائتين

"الطويل"

وما الدّهر إلا منجوناً بأهله ....... وما صاحب الحاجات إلاّ معذبا

على أن يونس استدلّ به على إعمال "ما" مع انتقاض نفيها ب"إلاّ".

وأجيب بأن المضاف محذوف من الأوّل، أي: "يدور" دوران منجنون، و"يدور" خبرالمبتدأ، فحذف هو والمصدر وأقيم منجنون مقام المصدر.

وأنّ الثاني أصله وما صاحب الحاجات إلاّ يعذّب معذّباً، أي: تعذيباً، ف "يعذّب" خبر المبتدأ، فحذف وبقي مصدره. فلا عمل لما في الوضعين.

وخرّجه صاحب اللب على أنّه بتقدير: وما الدّهر إلاّ يشبه منجنونا، وما صاحب

الحاجات إلاّ يشبه معذباً، فهما منصوبان بالفعل الواقع خبراً؛ ومعذّب على هذا اسم مفعول، وهذا أقلّ كلفةً.

وقال شارح اللبّ السيّد عبد الله: ويجوز أن يكون - أي منجنونا - منصوباً على الحال والخبر محذوف، أي: وما الدّهر موجوداً إلاّ مثل المنجنون، لا يستقرّ في حاله. وعلى هذا تكون عاملة قبل انتفاض نفيها. وكذا يكون التقدير في الثاني، أي: وما صاحب الحاجات موجوداً إلاّ معذّباً. ولا تقدّر هنا مثل، لأنّ الثاني هو الأوّل.

وقال ابن هشام في "شرح شواهده": وجوّز ابن بابشاذ أن يكون الأصل: إلاّ كمنجنون، ثم حذف الجارّ فانتصب المجرور. ومن زعم أن كاف التشبيه لا يتعلق بشيء فهذا التخريج عنده باطل، إذ كان حقه أن يرفع المجرور بعد حذفها، لأنّه كان في محلّ رفع على الخبريّة، لا في موضع رفع باستقرارٍ مقدّر؛ فإذا ذهب الجارّ ظهر ما كان للمحلّ. انتهى.

وعندي أن يكون من قبيل تاويل من قرأ: "ونحن عصبةً" بالنصب، أي: نرى عصبة.

والظاهر أن هذا اسهل.

ورواية البيت كذا هي الرواية المشهورة، ورواه ابن جنّي في "المحتسب" عند قراءة ابن مسعود: "إن كلّ إلاّ ليوفينهم" من سورة هود:

أرى الدّهر إلاّ منجنوناً بأهله ....... وما طالب الحاجات إلاّ معلّلا

قال: معنى هذه القراءة ما كلّ إلاّ والله ليوفينهم، كقولك: ما زيد إلاّ لأضربنه، أي: ما زيد إلاّ مستحقٌ لن يقال فيه هذا. ويجوز فيه وجه ثان: وهو أن تكون إن مخفّفة من الثقيلة

وتجعل إلاّ زائدة. وقد جاء عنهم ذلك، قال:

أرى الدّهر إلا منجنوناً "البيت"

أي: الدّهر منجنوناً بأهله يتقلّب بهم، فتارة يرفعهم، وتارة يخفضهم. انتهى.

قال ابن هشام في "المغني": إنّما المحفوظ: وما الدّهر. ثم إنّ ثبتت روايته فيتخرج على أنّ

أرى جوابٌ لقسم مقدّر وحذفت لا، كحذفها في: "تالله تفتؤ تذكر"، ودلّ على ذلك الاستثناء المفرغ. انتهى.""

وأخيراً. أشكرك على هذا النقاش المهم الماتع ... وأرجو أن نتعلم منك المزيد.

(فرأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب))

ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[23 - 02 - 2007, 05:35 م]ـ

قلتم وقولكم كتاب يرتدي ... ثوب الصّحيح وبردة الآراء

ادب وعلم يقتفيه تواضع ... الله ما أحلى حروف ردائي

احسنت واحسن الله اليك استاذي العزيز والله ما زادكم ردّكم هذا الا معزة وتوقيرا في نفسنا بارك الله فيكم ووفقكم الله لما يحبه تعالى ويرضاه **تلميذك "سليم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير