أو بعد النكرة المخصوصة نحو قوله تعالى: «أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً» [المائدة:114]، يجوز في إعرابها أن تكون نعتية أو حالية.
**************************
رابعا: الجملة الواقعة مضافا إليها، ومحلها الجر؛ وأشهر ما يضاف إلى الجمل:
1ــ أسماء الزمان وظروفه؛ نحو قوله تعالى: «وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ» [مريم:33]، ونحو قوله تعالى: «هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ» [المرسلات:35]؛ فجملة "وُلِدتُّ" في المثال الأول في محل جر مضاف إليه، والمضاف "يومَ" ظرف زمان منصوب، وجملة "لَا يَنطِقُونَ" في المثال الثاني في محل جر مضاف إليه، والمضاف "يَوْمُ" مبتدأ مرفوع، ولكنه اسم زمان.
2ــ "حيثُ" من بين أسماء المكان، نحو: "اجلسْ حيثُ شئتَ"، فجملة "شئت" في محل جر، مضاف إليه.
3ــ "لدُنْ"، وهي اسم لمبدإ الغاية الزمانية أو المكانية؛ نحو قول الشاعر:
صريعُ غوانٍ راقهن ورقنَه = لدنْ شبَّ حتى شاب سودُ الذوائب
فجملة "شبَّ" في محل جر مضاف إليه.
4ـ "ريْثَ"، وهي مصدرُ (راثَ) أي أبطأ، وهو ظرف زمان منقول من المصدر؛ نحو: "انتظرني ريث أعودُ" فجملة "أعودُ" في محل جر، مضاف إليه.
5ـ بعض الكلمات المسموعة إضافتها إلى الجمل، ومنها: (قول)، و (قائل)، و (آية)؛ نحو قول الشاعر:
وأجبتُ قائلَ كيفَ أنتَ؟ بصالح = حتى مللتُ وملني عُوادي
فجملة "كيف أنت" في محل جر مضاف إليه.
**************************
خامسا: الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم مقترنةً بالفاء أو "إذا" الفجائية؛ نحو قوله تعالى: «إن يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ» [آل عمران:160]، فجملة "فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ" واقعة في جواب شرط جازم مقترن بالفاء، محلها الجزم. ونحو قوله تعالى: "وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَة بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيِهمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُون» [الروم:36]، فجملة "إِذَا هُمْ يَقْنَطُون" واقعة في جواب شرط جازم مقترن بـ"إذا"، محلها الجزم.
**************************
سادسا: الجملة التابعة لمفرد،، وهي ثلاثة أقسام:
1ــ المنعوت بها: وهي التي تأتي بعد الاسم المفردِ (الذي ليس جملة ولا شبه جملة) النكرة؛ وتكون اسمية أو فعلية، ومحلها بحسب المنعوت نحو قوله تعالى: «رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً» [البينة:2]، فجملة "يَتْلُو" في محل رفع نعت لـ"رَسُولٌ" الواقعة بدلا من "البَيِّنَةُ" الواقعة فاعلا لـ"تأتِيَهُم" في الآية السابقة لهذه الآية.
2ــ المبدلة من المفرد: ومحلها بحسب المبدل منه رفعا أو نصبا أوجرا؛ نحو قوله تعالى: «مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ» [فصلت:43]، فجملة "إِنَّ رَبَّكَ" إلى آخر الآية في محل رفع بدل من "مَا" الموصولية الواقعة في محل رفع نائب فاعل لـ"يُقَالُ".
ونحو قوله تعالى: «وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ» [الأنبياء:3]، فجملة "هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ" في محل نصب بدل من "النَّجْوَى" الواقعة مفعولا به لـ"أَسَرُّواْ".
3ــ المعطوفة على المفرد، ومحلها بحسب المتبوع؛ نحو قوله تعالى: «وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ» [الأعراف:4]، فجملة "هُمْ قَآئِلُونَ" في محل نصب، معطوفة على "بَيَاتًا" الواقعة حالا من "بَأْسُنَا"؛ والتقدير: أو قائلين.
**************************
سابعا: الجملة التابعة لجملة ذات محل، ومحلها بحسب الجملة المتبوعة، وتكون في بابيْ عطف النسق والبدل خاصة؛ نحو: "العلمُ يرفعُ وينفعُ"، فجملة "ينفعُ" في محل رفع، معطوفة على جملة "يرفعُ" الواقعة خبرا لـ"العلمُ".
ونحو: "اعملْ عملاً ينفعُك يُنقذك من ورطتك "، فجملة "ينقذك" في محل نصب، بدل من الجملة الفعلية "ينفعك" الواقعة في محل نصب صفة لـ"عملا".
مراجع البحث
1ــ[حاشية الدسوقي على مغني اللبيب] للشيخ الدسوقي: الشيخ مصطفى محمد عرفة (ت1230هـ) / تحقيق عبد السلام محمد أمين / ط1 ـ1421هـ/2000م، دار الكتب العلمية ببيروت.
2ــ[جامع الدروس العربية] للشيخ مصطفى بن محمد سليم الغلاييني/ ط1ـ 1425هـ/2005م، المكتبة العصرية ببيروت.
3ــ[نحو اللغة العربية] للدكتور محمد أسعد النادري /ط1 ـ 1415هـ/1995م، المكتبة العصرية بصيدا/لبنان.
4ــ[النحو القرآني: قواعد وشواهد] للدكتور جميل أحمد ظفر / ط2 ـ 1418هـ/1998م، مطابع الصفا بمكة المكرمة.
5ــ[معجم الإعراب والإملاء] جمع الدكتور إميل بديع يعقوب /ط6 ـ 1995م، دار العلم للملايين ببيروت.
6ــ[تبسيط النحو] لشفيق عمر البلوي / ط1ـ 1412هـ/1992م، دار القبلة للثقافة الإسلامية بجدة.
¥