فيأتي الصيام فيضبط هذه الغريزة وينظمها، وبهذا يصبح السير سهلاً على درب التقوى.
وكما جاء في الحديث يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج, ومن لم يستطع فعليه بالصوم فهو له وجاء) رواه البخاري
أما عن الأمور التي يقويها الصيام فهي: استشعار مراقبة الله تعالى، ومجاهدة النفس في الطاعة؛ حيث إن الصائم وهو مستشعر معية الله، وأنه سميع عليم لا يخفى عليه شيء من أمره، لا يمكن أن تسول له نفسه تناول جرعة ماء أو لقمة طعام مهماً جاع وعطش وخفي عن أعين الناس، حتى ماء المضمضة الذي يضعه في فيه لا يراه إلا الله، يجتهد ألّا يدخل منه قطرة واحدة، كل ذلك لأنه مستشعر رقابة الله خائف من عقوبته، وبقدر قوة هذا الشعور وعمقه في القلب يتعدى هذا الأمر إلى ما سواه من أمور الدين مما أمر الله به ونهى عنه، فتزداد تقواه وخشيته الحاملة على طاعة الله واجتناب نواهيه.
فالذين يصومون النهار ثم يفطرون في الليل على المعاصي والمنكرات والأفلام والمسلسلات لم ينجحوا في اختبار التقوى الذي أراده الله، وهؤلاء أنى لهم أن يستشعروا حلاوة القرآن والخشوع في الصلاة.
كأننا نسمع الآن من يقول: منذ عشرين سنة ونحن نصوم ثم نخرج من رمضان ولم يتغير منا شيء!!
لنترك الماضي جانبا ونعزم عزماً أكيداً على العبادة بنية الوصول إلى التقوى، ونعلن التخلي عن السلبية والرتابة والتعلق بالشهوات والتفاهات.
حقاً .. إن التقوى سر من أسرار السعادة والانشراح، فباب الطاعة مفتوح على مصراعيه، وباب التوبة يسع الجميع, حتى ننطلق في ساحات التقوى ونترقى في سلالمها ..
الحمد لله على أننا ما زلنا نعيش لنصل كل عام إلى أحضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق، شهر التقوى، شهر رمضان ..
· تُرى ما أحلامنا التي نريد أن نحققها في هذا الشهر؟؟؟
· وما الكوابيس التي سنستعيذ بالله منها في هذا الشهر ... !؟؟؟
ألا يكفي ما حدث من تضييع في شهور مضت!!؟؟؟
قال عمر بن عبد العزيز – رحمه الله - ليست التقوى قيام الليل, وصيام النهار, والتخليط فيما بين ذلك, ولكن التقوى أداء ما افترض الله, و ترك ما حرم الله, فإن كان مع ذلك عمل, فهو خير إلى خير) "جامع العلوم والحكم"
وإذا كانت النية صادقة في إحداث ذلك التغيير فالفرصة قد دنت، ولا بد من إجراءات مهمة واستعدادات سريعة لتنفيذها مع قرب رمضان، منها:
أولاً: نبدأ بوضع مشروع ثقافي علمي وعظي، يزرع في نفوسنا القوة والشجاعة والعزيمة في عملية الإصلاح والتقوى والتضحية؛ وذلك بقراءة الكتب الخاصة برمضان وسماع الأشرطة المتعلقة به.
ثانياً: إعلان المقاطعة:
فلا بد مع رمضان من إعلان المقاطعة بخطوة موفقةً، وقرار شجاع يجعل حياتنا بلا معاص ولا منكرات ولا قنوات، ولا شك أن ذلك سيوفر لنا الكثير من الوقت لعمل أشياء أكثر فائدة، وسيحمينا من قطاع الطريق الذين يريدون أن يسرقوا منا رمضان، ويحرمونا من المغفرة ومن الرحمة، ويخطفوا منا فرص التوبة، هم تماماً كم يصفهم الله {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا} (27) سورة النساء
وبذلك سنجد لرمضان في حياتنا بصمة لا تنسى، وتغييراً واضحاً حقيقياً، نلمس فيه الفرق بين ما قبل وما بعد رمضان، فرمضان أمانة بين أيدينا فلنتقِ الله في هذه الأمانة ولنرِ الله من أنفسنا خيرا.
ثالثاً: تنظيم الوقت وترتيب الأولويات:
رمضان شهر الجود وطيب النفس، شهر العمل والكسب وليس شهر الخمول والتكاسل وتضييع الأوقات.
فلا بد من إعداد خطة عملية لتنظيم الوقت في شهر رمضان واستغلال لحظاته النفيسة, وإلزام النفس بها وتذكر أنه (أياماً معدودات) سريع الانقضاء.
د. أسماء بنت راشد الرويشد
ودمتمب حفظ الله
ـ[نبض المدينة]ــــــــ[26 - 08 - 2010, 03:20 ص]ـ
الأخت الفضلى نبض طبية الطيبة حفظكِ الله
جزاكِ الله خيرا
حياكِ الله وبياك وجعل الجنة مثواي ومثواك
فرحت جدا لقبولك الدعوة ودخولك منتدى الفصيح:)
فكوني بالقرب دائما.