عِنْدما كُنتُ صَغيراً، عِنْدما أصْبَحْتُ كَبيرا
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[19 - 09 - 2010, 10:47 م]ـ
بِسْمِ اللهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ الله، خيرَ مَنْ أقلّتهُ بَيْداءُ وَأظلّتهُ سماء؛
عِنْدما كُنتُ صَغيراً، عِنْدما أصْبَحْتُ كَبيرا؛
http://inn0.jeeran.com/boy.jpg
( همسة، قبل القراءة:التدخين ممنوعٌ حتّى لا تحترق أوراق الذكريات)
تسألني الطرقات بكل مكوّناتها النفسانيّة والجمودية الثابت منها والمتغير، لتتحد جميعاً وترفع إليّ هذا السؤال، عِندما كُنت صغيرا، عندما كنت كبيرا، ما الذي اختلف!!؛
http://www.wta.org/go-hiking/photos/static-photos/Children%20on%20their%20first%20hike%20at%20Mount%20Rainier%20Nati.jpg
أقول جهراً لأنني لا أهتمُّ كثيراً بترّاهات البشر الآن، (أوهووو) الوضع قد اختلف كثيراً جداً، بل يُمكنني أن أقول، كليّاً اختلف، فلا أنا أنا ولا الطرقات هي الطرقات، ولا البشرية هي البشرية!!
تسألون نفس السؤال؟، وقد أجيبُ قبلكم لكن الآن سأقول لكم كيف تمّ التغيّر بناء على إحصاءات دقيقة مررنا بها جميعاً بل ونعرفها كأنها قطعة بشرية من أجسادنا أو هالة نورانية من أوراحنا.
http://thumbs.bc.jncdn.com/00f5c3e9138fc558970432ad5b7fc466_l.jpg
حين كنتُ صغيراً وعند أول وردة لامستها دون أن أقطفها حفاظاً عليها وعلى الشكل العام للحديقة التي هي فيها أو المزهرية التي نبتت فيها، وزهرة أهدتني عِطرها وسحابة احتميت بظلها وتمتعتُ بأمطارها وسكونها وتحركها الذي يُشبه الليل والنهار تماماً، يا الله؛
http://dc05.arabsh.com/i/00811/okx3y906qbbi.jpg
حين كنت صغيراً، عند أول كتاب قرأت اتخذتهُ صديقاً وأيقنت أنه دائماً وأبداً أن ما فيه من كلمات هي اليقين والسبيل إلى هذا العالم الذي بدأت أتحسس مكوّناته الضخمة العجيبة الغريبة شكلاً ومضموناً؛
http://www.vp.rghh.com/imgcache/up/16077.imgcache.gif
حين كنت صغيراً، بدأت أفك طلاسم أولّ الرسالات الموجهة إليّ من خلال ما أصبغته عليّ وأهدتني إياهُ أمي وشددّ عليه أبي وحاوطني به مُعلمي أن، أخلاقك ثُمَّ مبادئك، ثُمَّ أقوالك، ثُم أعمالك، ثُم طموحاتك، ثم ترجمة فعلية لكل هذا من خلال واقعك وأحلامك،
عندما كنت صغيراً، آمنت وسلمتُ بكلّ هذا دون ترددٍ فارتسمت البسمة على وجهي الصغير العبوس (حالياً)، إيماناً كاملاً أن: ابتسم، فتبسُّمكَ في وجه أخيك صدقة، فَرُحْتُ في الحياة فَرِحَاً كلّما قابلتُ أخي تبسّمتُ، حتّى عُرفتُ لدى الجميع أسرة ومجتمعاً بالضاحك اللامبالي، لأنّ كلّ من كان يقابلني، يُقابل فوراً بسمتي؛
http://2.bp.blogspot.com/_Yv8782mzZ1E/Rrl5D9IH53I/AAAAAAAAAEA/89zrtT3DLzM/s320/clown_with_top_hat.jpg
كما آمنتُ بـ: الجموح والثورة والهمة العالية وردع الخطأ ومد يد العون للحق والخير، فكنتُ مباشرة أتدخل في مشاجرة"لاناقة لي فيها ولا جمل" واقعة بين طرفين أو أكثر لا في صفّ هذا ولا في صفّ ذاك وإنما عملاً بقول سيّد الخلقِ"خيركم أنفعكم للناس"، أو أجدني بين اثنين، يتخاصمان على نقود أو مناقشة ما، فإما أتبرع بكل ما أملك أو أضيع وقتّي معهم بالعقل والتريث والحكمة، عملاً بقوله أيضاً"من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب الآخرة"؛
http://3.bp.blogspot.com/_6cM1KWtoex8/SuHejswJUsI/AAAAAAAAAP8/pXTLAoQL60g/s400/daylightsavingstime.jpg
عندما كنتُ صغيراً، وتعلمتُ وتعلمتم مثلي بطريقة أو بأخرى بالكاد كلّ هذه الأشياء، تُرانا أكان ما تعلمناه وردياً لا ينفعنا لواقع عالمنا هذا المتخلف والمختلف عمّا نشأنا كلياً وجذرياً، أم أنّ ما قرأناها وتدربنا عليه ومارسناهُ صِغارا كباراً قولاً وفعلاً، وتفتقت عليه عقولنا من تعاليم الله ورسوله والقيم والأخلاق الجميلة النبيلة، أكان كلّ هذا وردياً! أكانَ كلّ هذا ورديّاً!! أكانَ كلّ هذا ورديّا!!،
http://fullmoons.jeeran.com/%D9%85%D8%B7%D8%B1.jpg
¥