تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عبث اليهود بالقرآن]

ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[18 - 08 - 2010, 02:42 ص]ـ

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=266237&IssueID=1864

نص الموضوع دون تعليق:

يحتل القرآن الكريم مكانة بالغة فى نفوس المسلمين، ويعتبر جوهر الدين والحضارة الإسلامية. لذلك يحظى القرآن باهتمام بالغ فى إسرائيل. ويسود لديهم اعتقاد بأن المواجهة مع المجتمعات العربية تقتضى ترجمة معانى القرآن إلى العبرية، ودراستها لكى يستطيعوا من خلالها استقراء السلوك الإسلامى، واستشرافه.

أما أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، فتؤكد فى تقديرات الموقف التى تصدرها سنويا أن الخطر الحقيقى الذى يحدق بـ «إسرائيل» هو خطر الجماعات الإسلامية التى تسعى للسيطرة على الحكم، ومن هنا ترصد هذه الأجهزة ميزانيات ضخمة لتمويل معاهد الأبحاث العربية فى «إسرائيل» التى تخصصت فى ترجمة معانى القرآن، وكتب التفاسير الإسلامية.

وفى هذا السياق أعد المستشرقون اليهود أربع ترجمات كاملة لمعانى القرآن، وترجموا أمهات الكتب الإسلامية مثل: تفسيرى الطبرى وابن كثير، وسيرة ابن هشام، ومؤلفات الغزالى وابن رشد، وغيرها. لكن المثير أن الترجمات العبرية لمعانى القرآن جاءت محرفة، على الرغم من ادعاءات المستشرقين اليهود أن «العبرية» هى أكثر اللغات قدرة على نقل معانى القرآن، لأنها «أخت سامية» للغة العربية، وأنهم التزموا الموضوعية والأمانة فى النقل.

ويبدأ التحريف المتعمد من «فاتحة الكتاب»، ففى ترجمة الحاخام «أفراهام بر حسداى» لسورة الفاتحة، يقول فيها: (الإله الواحد، الأب الرحمن، ملك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين عطفت عليهم، لا الذين غضبت عليهم إنهم المحتارون).

ونلاحظ عند النظر لهذه الترجمة أن المترجم بدأ بالآية الثانية من سورة الفاتحة مباشرة، ولم يلتزم بالنص القرآنى بل تعمد الإضافة إليه والحذف منه، فعلى سبيل المثال نجده فى الآية الأولى لديه وهى مقابل قوله تعالى «الرحمن الرحيم» يضيف كلمات الإله- الواحد- الأب، وهى لم ترد فى الأصل. وأراد المترجم هنا جذب انتباه القارئ اليهودى نحو العقيدة المسيحية، والادعاء أن الإسلام والمسيحية يصفان الله تعالى بأنه (الأب)، وذلك لإثارة الشعور بمزيد من العداء تجاه الإسلام والقرآن، استنادا للعداء اليهودى القديم للمسيحية بوصفها خروجا على اليهودية الأم.

ويستخدم المترجم ألفاظا عبرية لا تفى بالمعنى العربى، فيستخدم لفظة «الإله» محل اسم الجلالة «الله» فى الوقت الذى استقرت فيه «أدبيات علم الترجمة» على أن اسم الذات لا يترجم.

وأما مقابل «غير المغضوب عليهم» فجاء (الذين غضبت عليهم) وهو ما يأخذه الباحث د. عامر الزناتى المتخصص فى دراسة ترجمات القرآن إلى العبرية، على المترجم لأنه: «نسب الغضب لله بضمير المخاطب، وفيها إساءة أدب مع الله تعالى، خاصة أن الأصل كان صيغة مفعول به دون ذكر الفاعل». وهذا الخطأ يتكرر فى جميع الترجمات العبرية التى تصدت لترجمة سورة الفاتحة، ومرجع هذا الخطأ، فى رأينا، هو تناقض السياق الثقافى بين اللغتين، فالعهد القديم مثلا لا يجد غضاضة فى نسبة مشاعر بشرية كالغضب، والحزن والندم للرب، وتمر هذه الآيات مرور الكرام على أنها صفات تدخل تحت بند المجاز، أما السياق الإسلامى فيقف عندها، ويعتبرها تنتقص من حالة القداسة والتنزيه الإلهى. لكن هذا لا يعد عذرا للمترجم، خاصة أن المستشرق اليهودى «يوسف ريفيلين» عندما قدم ترجمته الكاملة لمعانى القرآن الكريم إلى العبرية عام 1971 انتبه لذلك، وصحح ترجمة آية (المغضوب عليهم)، مدركا لمغزى الآية، وسياقها الإسلامى.

نموذج ثان مهم لكتابات المستشرقين المتضمنة لترجمة بعض آيات القرآن، نجده فى مقال «مدخل لدراسة القرآن»، تأليف زهافا كيستر حيث تترجم معانى سورة الضحى كاملة، ولكن الآية (7) عند قوله تعالى: «ووجدك ضالا فهدى» تترجمها على النحو التالى: (وجدك ضالا «كنت تعبد الأصنام» فهداك إلى الصراط المستقيم).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير