تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[خبر لم يعد يثير الدهشة!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[01 - 10 - 2010, 03:15 ص]ـ

http://islammemo.cc/akhbar/arab/2010/09/30/107914.html

الخبر ليس غريبا في ظل الهجمة المتصاعدة على النقاب في مصر حتى باتت تلك التصريحات وما يعقبها من تأويل وترجمة فورية لها إلى قرارات ملزمة آخرها منع جامعة عين شمس وجامعة الفيوم للمنتقبات من إلقاء المحاضرات فلا مكان لأستاذة منتقبة إلا في وظيفة إدارية أو من خلال نظام الفيديو كونفرانس!، كما يقول قائد الحملة الظاهر للعيان المدعو: هاني هلال وزير البحث العلمي في وزارة النصب والاحتيال والعبث بأديان ومقدرات شعب مصر التي استولت على مقاليد الأمر والنهي فهي العصابة الحاكمة الآن في ظل غفلة أو تغييب أو تطفيش! أصحاب الكفاءات الشرعية والدنيوية على حد سواء، وإذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة، ولعل المدعو هاني هلال كان يسخر، أو لعله كان جادا فالنقاب يمنع التواصل بين الأستاذة والطلبة، مع أنه لم يكن يمنع ذلك قبل الآن لسنين مضت فلم يتقدم أحد بهذه الشكوى التي تطوعت الجامعات بتأليفها والاستجابة لها! إرضاء للتيار العلماني المتطرف الذي اجتاح من يطلقون عليه النخبة، وهم الأراذل لو دققوا النظر!، في مقابل تيار ديني يسري بهدوء فاعل في المجتمع فيقع التناقض المعهود الآن في معظم المجتمعات الإسلامية بين النخبة الفاسدة والمجتمع الذي يصلح رويدا رويدا، ولكنه لم يصر بعد أهلا لأن يبدله الله، عز وجل، خيرا منهم.

والشاهد أن كل ذلك ليس بغريب في ظل هذا الظرف العصيب، ولكن الملفت أن كثيرا من دعاوى أولئك هي دعاوى تصدر ممن ينتسبون إلى العلم، ولو بشهادات زور، فينكرون بل ويسخرون من شعائر أدلتها يعلمها آحاد طلاب العلم بل من له نوع اطلاع على موارد الشريعة الخاتمة من تنزيل محكم أو سنة محفوظة، لا سيما شعائر الهدي الظاهر من نقاب أو لحية ..... إلخ، مع التسليم بأنها ليست كل الدين، فليس الدين محصورا في الهدي الظاهر بداهة، بل الهدي الباطن أولى بالتقديم، فإذا صلح الباطن ظهر أثر ذلك لزوما على الظاهر إذا صحت آلة البدن وانتفى مانع التخويف أو الإكراه في الدول الديمقراطية المزعومة!، بل كثير من شعائر الظاهر التي يظهر فيها معنى التعبد المحض مقدمة على شعائر الدين التي يظهر فيها معنى التعبد بأمر قد يبدو أنه إلى العادة أقرب، ولكنه بإقرار الشارع له بل بإيجابه قد صار من المتعبد به سواء أكان ذلك مما وقع عليه الإجماع المتقدم كمسألة اللحية مثلا، أو حدث فيه الخلاف، كالخلاف المشهور في حكم النقاب والذي لا يخرجه عن حد المشروع بل والمسنون بل والواجب إذا خشيت الفتنة أو في الأعصار التي يغلب عليها الفساد، فهي ليست كل الدين ولكنها جزء منه فالدين يؤخذ كله برسم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)، وإن قالت الدكتورة بأن بعض شعائره الظاهرة "زفت" تنبغي إزالته من على الرءوس لئلا تتلطخ بجرمه!.

وتلك دعوى قد صدرت من دكتورة في العقيدة والفلسفة، وأولئك قوم يحيون ويموتون إلا أن يشاء الرب، جل وعلا، في أحضان علم الكلام، فتقريرات المتكلمين التي يخالف كثيرا منها عقائد السلف المنقولة بالأسانيد الصحيحة والتي تواطئ العقول الصريحة لا محالة لا العقول المريضة التي تعارض خبر الوحي المعصوم بقياس العقل المضطرب، فتقريرات أولئك المتكلمين هي المقدمة عندهم، وهي تقريرات عقلية يحكم الهوى فيها على النص، فما استحسنه عقل فلان من قياس في مسائل الأخبار الإلهية أو السمعية، وكلها غيب محض لا يتلقى إلا من مشكاة الوحي، ما استحسنه فهو العمدة والدليل المعصوم له تبع، فإن شهد له فهو نافلة بعد فريضة العقل الذي غلا فيه القوم حتى صاروا معتزلة جددا أو كادوا فاقتربوا بل لعلهم اندمجوا في تيار العلمانية الذي ورث كثيرا من تأويلات وتحكمات المعتزلة وإن ألبسها ثوبا عصريا ونسبها إلى نفسه زورا وبهتانا، فليس منها في شيء، فأئمة البدع الأولين، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، كانوا أعلم مع كونهم ضلالا، وكانوا آدب، مع كونهم جهالا أساءوا الأدب مع نصوص الوحي لا سيما السنة التي تسلطوا عليها بسيف التكذيب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير