تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الشيخ المغامسي - يدعونا للاستعداد لليلة القدر]

ـ[نبض طيبة الطيبه]ــــــــ[30 - 08 - 2010, 01:43 ص]ـ

قلبياً لابد أن يشعر الإنسان بضعفه وحاجته الملحة إلى ربه، وأن الله جل وعلا كريم هيأ لعباده أن يطيعوه فليس من الأدب مع الله أن يصُد الإنسان عما أعرضه الله إليه، قال أصدق القائلين: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ) فربٌ عظيم جليل لا رب غيره ولا إله سواه يُنبأ أنها ليلة مباركة وينبأ قال: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ) ثم يخبر أن الملائكة تنزل فيها تتنزل فيها وأن الروح الأمين يقدمهم، وأنها سلام هي حتى مطلع الفجر. ثم ترى من ترى -عياذاً بالله- ينشغل عنها بل لا يأبه بها بل لم يقع في خلده لحظة أن يقومها، لا يُمكن أن تعمر ليلة القدر بأعظم من الطاعة والقيام، وقد نقل عن سعيد بن المسيب إمام التابعين قوله: [من شهد العشاء في جماعة فقد نال حظه منها].

لا بد أن يكون هناك نية رغبة في القيام، رغبة في أن يُظهر العبد لله ما يحب الله أن يراه منه، لابد أن يسعى الإنسان بنفسه إلى الله" من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً". لابد أن يُهاجر الإنسان بقلبه إلى ربه. لابد أن يقبل على الله.

لكن ينبغي أن يُعلم النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " التقوى ها هنا" ويشير إلى قلبه، على هذا هو ليس الشأن أن تكون في عملك كالأطباء أو الحرس أو العسكر أو من له وظيفة ليلية أو من له رزق يدر عليه في بقالته في الليل، فبقاؤك في المتجر بقاؤك في العمل ليس بمعارض أن تُقبل بقلبك على الله، فقد يكون الإنسان في المسجد جبرا وقلبه بعيد. لكن المهم الخطوة الأولى أين أضع قدمي الخطوة الأولى أين قلبك، ينبغي أن يكون قلبك متوجهاً إلى الله، حتى وأنت بين خلطائك بين أصدقائك بين من لا مفر من الجلوس معه، حتى وأنت في سيارتك غادٍ من المسجد أو عائداً منه أنت بين أبنائك وزوجتك وبنيك، أن يكون قلبك معلقاً بالله ترجف،

وأعظم ما يثقل كاهلك أعظم ما يثقل به كاهلك وأعظم ما يهمك إذا انتهت هذه الليالي وخُتمت هل أنا من الفائزين أم من غير الفائزين، كان ابن عباس رضوان الله تعالى عليهم يُسمي ليلة النصف من شعبان ليلة البراءة، ويُسمى ليلة القدر ليلة التعظيم، ويسمي ليلتي العيد ليالي الجائزة.

لأن ليلة العيد ينتهي فيها، ويؤيد هذا في المسند -وإن كان في السند شيء يسيرٌ من الضعف- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن رمضان في آخر الخمس التي خصت بها هذه الأمة: " ويوفى فيها الأجير أجره قالوا: يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: لا إنما يوفى الأجير أجره إذا أنهى عمله" فليلة العيد يكون الأعمال في رمضان قد انتهت فسميت ليلة الجائزة لما ورد في الآثار أن أهل الصيام والقيام ينالون جوائزهم في صلاة العيد.

والمقصود من هذا أولاً: قضية أن يكون القلب معلقاً بالله جل وعلا أن يكون الإنسان رطباً بذكر الله، وليفقه كل عبد أنه و الله ما لهجت الألسن بشيء أعظم من ذكرها لباريه (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) وهي عبادة تكون على أي حال كما قال ربنا جل وعلا: (يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ) فالذكر يمكن أن يؤتى به على كل حال هذا، أمر آخر.

قيامها هو المقصود منها أولياً وإلا تشرُّف بكثير من الطاعات بالصدقة بصلة الأرحام ببر الوالدين بالعفو عمن ظلمنا بالإحسان إلى الناس، طرائق الخير كثر، لكن رأس الأمر فيها القيام " من قام ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير