تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سب الدهر ..]

ـ[رحمة]ــــــــ[02 - 10 - 2010, 04:27 م]ـ

سب الدهر

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ".

أخرجه مسلم (4/ 1763، رقم 2246).

سُئِلَ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حكم سب الدهر فأجاب قائلا في "فتاوى العقيدة " (1/ 197):

سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام.

القسم الأول: أن يقصد الخبر المحض دون اللوم: فهذا جائز مثل أن يقول "تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده" وما أشبه ذلك لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر.

القسم الثاني: أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر: فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله.

القسم الثالث: أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة: فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر، لأنه ما سب الله مباشرة، ولو سب الله مباشرة لكان كافراً.

انتهى كلامه رحمه الله، ومن ذلك قولهم في هذه الأيام: يلعن الساعة التي فعلت فيها كذا، أو اليوم التي عرفت فيها فلان، وكل ذلك لا يجوز كما ورد في هذا الحديث وغيره.

ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 10 - 2010, 05:08 م]ـ

جزاكِ الله خيرًا أخية

وجزى الله العلامة ابن العثيمين (رحمة الله عليه) خير الجزاء

وعلى المسلم أن يتحلى بالصبر, وأن يحتسب الأجر على الله في كل نازلة تحل به

نسأل الله أن يعافينا وجميع المسلمين

ـ[زاهر الترتوري]ــــــــ[02 - 10 - 2010, 05:46 م]ـ

بارك الله فيك أختي رحمة على توضيح الحكم وتفصيلة

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[02 - 10 - 2010, 09:16 م]ـ

أثابك الله أخيّة، وما أكثر هذا عند الشعراء، "إلا من تاب وآمن وعمل عملًا صالحًا"، إذ إن قصائدَ كثيرةً تجعلني أبتعد عنها لمجرد قراءة لفظة من تلك الألفاظ، لا أدري ما الذي سيحدث لو قام بتغيير اللفظة، هذا الأمر أراهُ كثيرًا، حتّى نحنُ البشر في حياتنا العادية أحيانًا نتجه هذا الاتجاه، فتجدين من يقول (يانهار أسود) أو (زمن ابن كذا وكذا)، كل هذه محرّمات، افتقادنا للثقافة الدينية والتثقيف العام أدى إلى شيوع مثل هذه الأمور، وربما تجدين من يعرف هذا ولكن ينسى أو يتناسى نتيجة تصارع الحياة وأن الإنسان يشعر وكأنه في دائرة مؤصدة أو طاحونة مقيدة، ومع هذا لا يجب أن يقترب أحدٌ من هذه الثوابت، رحم الله الشيخ وكل العلماء الصالحين.

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[03 - 10 - 2010, 03:47 ص]ـ

جزاك الله خيرا أستاذتنا رحمة

لدي استفسار لإثراء الموضوع

كيف نوجه قوله تعالى (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها)

ـ[رحمة]ــــــــ[03 - 10 - 2010, 07:00 م]ـ

إخوتي الكرام:أبا طارق , أبا همام , نور الدين , أبا سهيل.

جزاكم الله خيرا على مروركم الكريم و دعائكم الطيب.

ننتظر الرد على استفسار الأستاذ أبي سهيل.

ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[15 - 10 - 2010, 07:39 ص]ـ

بارك الله فيكِ أختي الكريمة رحمة، هذه من المسائل التي أجد صعوبة في فهمها ربما لأني إذا قرأت لأحد علماء الدين أجده يشدد في الأمر ويبين خطورته بينما علماء اللغة يقولون هذا من اتساع اللغة وأنها تحتمل هذا!

أنقل لكم كلاما للشيخ الفوزان من كتابه إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد:

مسائل مستنبطة من حديث: يؤذيني ابن آدم.

المسألة الأولى: تحريم مسبّة الدهر، ومسبّة الدهر على نوعين:

النوع الأوّل: ما يكون كفرًا وشركًا أكبر، وذلك إذا اعتقد أنّ الدهر هو الفاعل، وهو الذي أحدث المصيبة، فذمّه من أجل ذلك، فهذا شركٌ أكبر، لأنّه أثبت شريكًا لله تعالى.

النّوع الثاني: أن يعتقد أنّ الفاعل هو الله ولكنّه ينسِب الأذى إلى الدهر، أو ينسب الذمّ إلى الدهر من باب التساهُل في اللّفظ: فهذا أيضًا محرّم، ويُعتبر من الشّرك الأصغر، حتى ولو لم يقصد المعنى وإنما جرى على لسانه، فيُعتبر من الشرك في الألفاظ.

المسألة الثانية: فيه: أنّ الله سبحانه وتعالى يتأذّى ببعض أفعال عباده السيِّئة، ولكنّه جل وعلا لا يتضرّر بذلك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير