[أعظم وأعجب محاكمة سمعت بها أذن التاريخ!!!]
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[01 - 10 - 2010, 04:37 ص]ـ
[أعظم وأعجب محاكمة سمعت بها أذن التاريخ!!!]
نادى الغلام: ياقتيبة (هكذا بلا لقب)
فجاء قتيبة وجلس هو وكبير الكهنة أمام القاضي جُميْع
ثم قال القاضي: ما دعواك يا سمرقندي؟
قال: اجتاحنا قتيبة بجيشه ولم يدعنا إلى الإسلام ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا ..
التفت القاضي إلى قتيبة وقال: وما تقول في هذا يا قتيبة؟
قال قتيبة: الحرب خدعة وهذا بلد عظيم وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ولم يقبلوا بالجزية ...
قال القاضي: يا قتيبة هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب؟
قال قتيبة: لا إنما باغتناهم لما ذكرت لك ...
قال القاضي: أراك قد أقررت، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة، يا قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل.
ثم قال: قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء وأن تترك الدكاكين والدور، وأنْ لا يبقى في سمرقند أحد، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك!!
لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه، فلا شهود ولا أدلة ولم تدم المحاكمة إلا دقائق معدودة، ولم يشعروا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون أمامهم، وبعد ساعات قليلة سمع أهل سمرقند جلبة تعلو وأصوات ترتفع وغبار يعم الجنبات، ورايات تلوح خلال الغبار، فسألوا فقيل لهم إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب، في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به ..
وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية، وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر، حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ..
فيا لله ما أعظمها من قصة، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق، أرأيتم جيشاً يفتح مدينة ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج؟
والله لا نعلم شبه لهذا الموقف لأمة من الأمم.
بقي أن تعرف أن هذه الحادثة كانت في عهد الخليفة الصالح عمر بن عبدالعزيز
حيث أرسل أهل سمرقند رسولهم إليه بعد دخول الجيش الإسلامي لأراضيهم دون إنذار أو دعوة
فكتب مع رسولهم للقاضي أن احكم بينهم فكانت هذه القصة التي تعتبر من الأساطير
هي قصة من كتاب (قصص من التاريخ) للشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله .... وأصلها التاريخي في الصفحة 411 من (فتوح البلدان) للبلاذريطبعة مصر سنة 1932
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[01 - 10 - 2010, 05:07 ص]ـ
ما أجمل هذا قاض وقائد وحاكم، جميعهم أسماء تبكي لها الأعين وتحن القلوب، قاضي عادل والقائد قتيبة بن مسلم صاحب الفتوحات العظيمة في شرق آسيا، والحاكم العادل أشج بني أميّة، كل هؤلاء يستحقون أن تخلد أسماؤهم في التاريخ والشعوب نفسها كيف كانت تحب الإسلام وتنفذ ما أراده الله منها. جزاك الله خيرًا أستاذتي على هذا تلك القصة العظيمة في تاريخنا المشرق أعاد الله لنا مثله آمين، ورحم الله علي الطنطاوي كان بحق رائعًا في أعماله.
ـ[الباز]ــــــــ[01 - 10 - 2010, 05:48 ص]ـ
لست أدري كيف يبحث عن الحقيقة من يملكها ?
جزاك الله خيرا أختي الكريمة الباحثة عن الحقيقة
تتحفيننا دائما بما فيه الفائدة الجليلة و العبرة العظيمة
تحيتي وتقديري
ـ[الخطيب99]ــــــــ[01 - 10 - 2010, 06:10 ص]ـ
كل الشكر لنقل تلك القصة
هو الإسلام هذب النفوس و أصلح الضمير حتى ظهر في تعاملات المسلمين الأوائل
حيث لم يستطع أهل سمرقند الصمود أما رحيل أهلهم و أحبتهم من بين ظهرانيهم*
**
وهو مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم
لعدي بن حاتم ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=212&ftp=alam&id=1000063&spid=212) : ( يا عدي ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=212&ftp=alam&id=1000063&spid=212)! أتعرف الحيرة -بلد في العراق-؟ قال: لم آتها وقد حدثت عنها، قال: لئن طالت بك حياة لترين الظعينة -المرأة التي تركب جملها- تسير من الحيرة إلى مكة لا تخشى إلا الله والذئب على غنمها) ومعنى ذلك أن هذه الجزيرة التي هي أشبه بغابة في ذلك الوقت ستتحول إلى واحة آمنة، فلا يأمن الجيش أو الجماعة أو الرجل القوي المسلح فحسب، بل تأمن المرأة الضعيفة التي لا تستطيع أن تدافع عن نفسها، فتسير هذه المسافات الشاسعة لا تخشى أن يعتدي عليها معتد، ولا تخشى أن يقطع الطريق قاطع، وإنما تخشى الله تبارك وتعالى، وكذلك تخشى الحيوان المفترس، لأن الحيوانات المفترسة لا يحدها أو يمنعها مانع عن العدوان.
باقة ورد
ـ[العِقْدُ الفريْد]ــــــــ[01 - 10 - 2010, 06:13 ص]ـ
باركَ اللهُ فيكِ أيَّتُها الباحثة، وصدقَ رسولُ اللهِ:=حين قال: (الدِّيْنُ المُعَامَلة).
¥