تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رَسَائِلُ بَعثها عالم لغوي في إسطنبول إلى شاب عربي

ـ[أخت المؤمنين]ــــــــ[02 - 09 - 2010, 02:15 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الأخوات والإخوة الكرام، سأُقدَّمُ لكم فيما يلي رسائلَ هامةً كتبها العلاّمةُ الشيخ فريد صلاح الهاشمي من إسطنبول إلى شابٍّ عربِيٍّ راسله مدّةً. يُرَكِّزُ الشيح في مواطنَ منها على أهمّية اللّغة العربية، وفيها نصائحُ وتلميحاتٌ إلى قضايا اجتماعيةٍ تُنبِئُ عن الظروف السائدة على الساحة التركية لا يستغني عنها المثقّف العربي، إلاَّ أنّ هذه الرسائلَ تمتاز أوّلاً بقيمتها الأدبية والعلمية.

رأيت نقلها من خلال شبكة الفصيح، لِمَا اعتقدتُ في ذلك من فوائدَ إعلاميّةٍ وثقافية ولغويةٍ عديدةٍ، ولا يفوتني أن أُعبِّرَ عن مدى أسفي الشديد على الإهمال الذي تعرّضتْ له هذه الرسائلُ وأمثالُهَا، فضاعتْ كثيرٌ منها ولم نَعْثُرْ إلاَّ على قليلٍ منها، بسبب جهل الذين وصلتْ إليهم. وإليكم ثلاث منها (وقد حذفتُ اسمَ الْمُرْسَلِ إليه!).

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ اللهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا. مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ. أشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَلَّى الله تَعَالَى وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلىَ يَوْمِ الدِّينِ.

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ تَعَالَى وَبَرَكَاتُهُ، أَمَّا بَعْد،

أَيّها الأخ المكرّم/ السيّد ... حَفِظَهُ اللهُ تَعَالىَ، وَبلّغه مُنَاهُ، وَحَشَرَهُ وإيّانا مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا، آمِين ...

تلقّيتُ – وَبِكُلِّ فَرَحٍ – رِسَالَتَكُمُ الْكَرِيمَةَ، فَجَزَاكُمُ اللهُ تَعَالىَ خَيْرَ الْجَزَاءِ وَأسبَغَ عليكم نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً، وَطَابَ مَسْعَاكُمْ، وَحَفَّتْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ، وَتَبَّوَّأْتُمْ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً ...

أَشْكُرُكُمْ عَلَى مَشَاعِرِكُمُ الطَّيِّبَةِ بِمَا سَجَّلْتُمْ مَا لَسْتُ مِنْ أَهْلِهِ مِنَ الثَّنَاءِ، وَأَسْأَلُهُ تَعَالَى أَنْ يُحَقِّقَ مَا تَظٌنُّونَ فيِ هَذَا الْعَبْدِ الْفَقِيرِ مِنَ الْجَمِيلِ.

أَيّها السيّد الْكَرِيم، إنَّ الْجَاهِلِيَّةً – كَمَا تَعْلَمُونَ – كَانَتْ وَلاَ تَزَالُ تُوَاصِلُ غَطْرَسَتَهَا وَهِيَ دِينُ الأَكْثَرِيَّةِ، وَمَآ أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ. (يوسف/103). سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلا. (الأحزاب/62). جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ والْمُرْسَلِينَ والتَّابِعِينَ لَهُمْ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ وَالصَّحَابَةِ وَالْعُلَمَاءِ والصَّالِحِينَ ابْتَلَوا فيِ مُوَاجَهَةِ الْكُفْرِ والشِّرْكِ والْبَاطِلِ والْخُرَافَةِ وَأَهْلِهَا أَشَدَّ الْبَلاَءِ، وَسَيَكُونُ لِكُلِّ امْرِئٍ صَالِحِ نَصِيبٌ مِنْ هَذَا الْبَلاَءِ إلَى أنْ يَرِثَ اللهُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا. إِنَّهُ الْمُسْتَعَانَ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين.

لَقَدْ أَهَمَّتْكُمْ ظُرُوفُنَا – أَعَزَّكُمُ اللهُ تَعَالَى، وَلاَ أَرَاكُمْ مَكْرُوهَا – وَهَذِهْ الْفَضِيلَةُ مِنْ خِصَالِ الْمُؤْمِنِ.» عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ. وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى «.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير