[إسرائيل تعلم أبناءها اللغة العربية]
ـ[الخطيب99]ــــــــ[03 - 09 - 2010, 02:04 ص]ـ
من الايميل
/
زوايا مانشيت
محمد ديبو
أصدرت "اسرائيل" التي نقارعها منذ ستين عاما ونيف قرار يقضي بالزامية تعليم اللغة العربية في المدارس.
القرار مر مرور الكرام في الصحف العربية وعبر عبورا هادئا في ذهن المثقف العربي, ومن شبه المؤكد أن السياسيين العرب لم يسمعوا به, لأنهم مشغولون بماهو مصيري وفذ!
القرار الذي عبر في مخيلتنا التي لم تعد تتخيل أبعد من يومها, يعكس بطريقة ما واحدا من أهم الاسباب الذي جعل اسرائيل تستمر طيلة هذه السنين على أرض ليست أرضها وعلى تاريخ ليس تاريخها بعد أن حولنا تاريخنا إلى مجرد حلقة تلفزيونية تستمد من "أبو شهاب" و"معتز" وسائر عضوات "باب الحارة" مشروعيتها المشكوك بها أصلا.
في الوقت الذي تتعامل اسرائيل مع كل ما يحيط بها ببراغماتية شديدة تدنس معها كل مقدس وكل أسطورة وكل دين في سبيل الحصول على منافعها ومصالحها مهما بدت صغيرة, مازلنا نستظل في فيء شعاراتنا وأساطيرنا وإيديولوجياتنا التي رثى عليها الزمن, بعيدا عن دراسة تحولات الواقع وضروراته.
اسرائيل رغم كل عنفها وقوتها وهيمنتها, تدرك درسا لم نتعلمه بعد جيدا, وهي أنك لا يمكن أن تنتصر على عدوك إن لم تقرأه ولم تعرف كيف يأكل؟ وكيف يشرب؟ وكيف يفكر؟ وهذا لاسبيل إلى معرفته إلا بامتلاك لغته والتفكير بهذه اللغة, أي أن اسرائيل "المحتلة" "الهمجية" "العنصرية" (قل ماشئت عنها) تحفظ درس الثقافة جيدا, وتدرك أنها لاتستطيع السيطرة على شيء دون امتلاك روحه أي ثقافته, لذا عملت دائما على تهويد الثقافات من داخلها, كما فعلت في السينما والادب حيث عملت على تهويد الثقافة عبر تحويل نموذج اليهودي في الأدب من نموذج الشخص الجشع والمرابي"شايلوك في تاجر البندقية" إلى نموذج اليهودي المظلوم في كل ما بتنا نقرأه ونطالعه حاليا.
ماسبق لم يأت من فراغ, بل جاء عبر سيرة طويلة من العمل ثقافيا على تهويد مالم يهو?'د بعد, وهذا ماشرحه بشكل واضح الراحل ممدوح عدوان في كتابه"تهويد المعرفة".
اسرائيل تعلم أبناءها اللغة العربية, لسبيين متناقضان ولكنهما في النهاية يصبان في مصلحتها, فإن تمكن الاحفاد الذين سيتعلمون هذه اللغة من الانتصار يوما فهم سيبنون مجد اسرائيل من الفرات إلى النيل لأنهم قادورن على فهم تركيبة المنطقة وعقلها, وإن خسرت اسرائيل وانهارت فسيتمكن هؤلاء الاحفاد من الاندماج في المنطقة والذوبان فيها وبالتالي النجاة من المصير الاسود الذي ستنتهي إليه دولتهم, لأن اللغة ستسهل عليهم الاندماج والذوبان في نسيج المنطقة.
مقابل ذلك, مالذي نفعله نحن العرب: الثقافة هي الأقل اهتماما من قبل دولنا ونخبنا, كم هي عدد الكتب الممنوعة؟ كم هي عدد المواضيع الممنوع على المواطن التفكير بها أو اللعب بنارها؟ كم كم الايديولوجيات المسيطرة التي ماتزال تكمم عقلنا وتدخله حظيرة اللاتفكير؟
ولعلنا نتذكر هنا ما أثارته ترجمة رواية لكتاب اسرائيلي إلى اللغة العربية, من اتهام بالتطبيع وترويج لثقافة العدو, وغيرها من التهم الجاهزة, بعيدا عن نقاش الأمر من زاوية المصالح التي يمكن أن تجنيها الترجمات أو لا تجنيها إلى الثقافة العربية, وإلى فهم العدو وثقافته وتفكيره.
في النهاية أختم بحادثة كتبها المفكر "ياسين الحافظ" في مذاكرته, أنه بعد رحيل المحتل الفرنسي قام بعض المواطنين في دير الزور باحراق الكتب الفرنسية ومناهج التعليم الفرنسية, كدليل على رفضهم الاحتلال!
لم يستطع أولئك أنذاك التفريق بين المحتل كقوة عسكرية, وبين "علم المحتل" الذي نحن بأمس الحاجة له.
اسرائيل استوعبت الدرس, رغم اننا أعدائها, فماذا عنا؟
ـ[فصيح البادية]ــــــــ[03 - 09 - 2010, 12:10 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
أصبح العرب غافلين عن أدق الأخطار التي تواجه أمتنا التي فضلها الله - سبحانه وتعالى -، انشغل الجميع بمشاكلهم الداخلية التي أصبحت في زيادة دائما، وتناسوا أهم الأخطار، وهو العدو الأوحد الذي يدبر ويكيد لنا ونحن غافلون لم نستوعب الدرس.
ومعنى أنهم يقررون تدريس اللغة العربية عندهم فهذا خطر داهم قادم توصلوا إليه ونحن لم نهتم بهذا الأمر الخطير.
فيا عرب، انتبهوا للأخطار المحدقة بكم
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الأخ الكريم / الخطيب 99، بارك الله لك
موضوعك قيم حقا، فهو يمس كرامتنا وعروبتنا وديننا ...
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[04 - 09 - 2010, 12:16 ص]ـ
نعم قراتُ مقال الأستاذ فاروق جويدة الأسبوعي صباحَ اليوم وصراحة لم أتعجب كثيراً فهؤلاء يفكرون كما حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نفكر، حينما قال من تعلم لغة قوم أمن مكرهم، وها هُم يعلمون أجيالهم لغتنا ليأمنوا مكرنا إن كان لنا مكر، ولكن يتعلمون ويعلمون بعدما حافظوا على هويتهم ولغتهم العربية، أما نحنُ فماذا فعلنا تعلمنا اللغات الأخرى دون المحافظة على لغتنا الأم وليتنا أساساً حين نتعلم لغاتهم نتعلمها للمنفعة إنما " للفشخرة " للمباهاة، أخي الخطيب جزيتَ خيراً لكن لا تنادي على العرب فإنهم قد ماتوا منذ زمن، أمة أعانت على تفكيك الخلافة الإسلامية المُتمثلة في آل عثمان لتأتي بالفرنسيين والأنجليز واليهود ليقسموا الأمة على وعد أن مملكة العرب ستقام وبالفعل أقيمت مملكة ولكنها مملكة لليهود على أرض كانت في عهدة خلافة إسلامية حرة على مدار أربعمئة عام أي كانت هويتها وأي كانت استبدادها فصلاح الحاكم من صلاح الرعية وبالأخير كانت أفضل بكثر من الانتداب البريطاني ووعد بلفور ومملكة اليهود الأبدية، لكن إنه بنيان كان هدفه على بغي وفساد وليس على تقوى لأنه لو كان على تقوى لأقامه الله للعرب، فهنيئاً للعرب التمزق ومعاونة أعداء الدين على الأمة الإسلامية وتباً لكل متخاذل، لا تنادي عليهم يا أخي فهم مشغولون بقضايا أكبر بكثير من قضية لغة عربية أو مقدسات إسلامية؛ ليرحمنا رب العباد من هذا العالم العجيب.
¥