إنّك امرؤ فيك جاهليّة
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 10:57 ص]ـ
إنّك امرؤ فيك جاهليّة
بقلم // علي سليم
قالها صلى الله عليه و سلّم لأبي ذرّ رضي الله عنه و أرضاه يوم سابّ رجلاً فعيّره بأمّه كما في صحيح البخاريّ و بوّب الإمام البخاري باباً لذلك فكان:
المعاصي من أمر الجاهلية و لا يكفّر صاحبها بالارتكابها إلاّ بالشرك لقوله صلى الله عليه و سلم إنّك امرؤ فيك جاهلية ...
و منْ تذوق طعم تلك الأبواب أقصد أبواب صحيح البخاريّ لن يخرّ راكعا إلاّ لله تعالى ففيها من جميل صنيعه بله عصارة مذهبه ولذا اعتكف أهل العلم عندها بل شدّوا الرحال إليها!!!
فلم تنفع صحبة أبي ذرّ لنصح منْ أُرسل رحمة للعالمين بأن يصفه بقوله (إنّك امرؤ فيك جاهليّة) إذ ذاك الصنيع من فعل عبدة الأوثان من قريش وغيرها ...
و كلما اقترف العبد خصلة من خصال أهل الجهل وزمن الجاهلية فهو امرؤ فيه جاهلية مهمها علا كعبه وشاع ذكره وضاقت عنده الألقاب ...
يا ليت شعري كم عدد تلك الخصال التي تزينّا بها كتزيّن النّسوة بالحليّ!!!
فعيّره بأمّه قائلا له كما في بعض الروايات (يا ابن السوداء) فكان بلالاً رضي الله عنه فسمّي سبّاً, وبات قذف المحصنات سبّا في عرف آخر هذه الأمّة وشتان بين المسبّتين!!!
و منْ سبّ الدّين أين هي قدمه؟؟؟ والله المستعان
ومن المؤسف ما يتناقله الكبير عن الصغير في فنّ السبّ وأوشك السابّ ذو هيبة ووقار!!! كم هي السويعات التي ذرفت لهول ما نطق به سفيه القوم دمعا خطّ على الوجنتين خطاً بله تسامر حثالة على تلك المقولة (يا ابن الحرام)
كادت الجبال أن تميد بالأرض وتشرق الشمس من مغربها لكلمة لا يلقي صاحبها لها بالا فأخشى ما أخشاه أن تهوي به في جهنّم سبعين خريفا!!!
منْ خالفك الرأي فهو ابن زنى فنل منه سبّا حتى تروي غليلك وتشفي عليلك ومنْ أردت مداعبته فهو كتلك وظلّ النّاس للفراش لقوله صلى الله عليه و سلم (الولد للفراش ... ) الحديث
فلن تعدو تلك الكلمة مقام الموبقات رغم حروفها أحد عشر حرفا فتفتح لها أبواب النّار والله المستعان
فلولا حصائد الألسنة ما كبّ النّاس على وجوههم أو مناخرهم في النّار إلاّ قليلا, كم هو اللسان نعمة يورد صاحبه المنازل ويورده المهالك ....
و منْ تأمل حكم الشرع فيمنْ أرسل طرفه إلى زانٍ وزانية فشهد عليهما أوجع ضرباً أو يأتي بأربعة شهود!!! فكيف فيمن شهد بما لم تره خائنة الأعين!!!
نحن في زمان تدبر الكلاب وتدبر ولا نرى لذلك بأساً أين سوط عمر؟؟؟؟ أُخذ بغير حقّه وبات بيدي الجلاد يطوف به فوق رؤوس من شهد لربّ السماء بالألوهية والحاكميّة ...
بيد منْ سبّ الدين في حمى السلطان ومنْ اقترب منه للقصاص يوشك أن يواقع غضب وليّ الأمر وإن لم تستحِ فاصنع ما شئت ...
ظهر الفساد في البر و البحر معاً ممّا كسبت أيدي النّاس فغار البحر لمحارم الله تعالى فابتلع مدناً كما غار البرّ فأحرق مدنا أخرى فهل من مدّكر؟؟؟؟
و يؤسفني أنْ أقول ولا أنزّه نفسي الأمّارة بالسوء أننا أناس جاهلية إلاّ ما رحم الله ... ما أجمل أن تكون فينا خصلة أو خصلتان أو ثلاثة مقابل أن لا تكون فينا خصلة إسلامية!!!! إننا في زمن الجهل إلاّ ....
وأغرب من ذا وذاك عندما نرى خصلة من زيدٍ أو عمرو نتفوّه نطقا ... فيه خصلة من خصال الإسلام ..
هل بعد ذا المسخ مسخ ... إي والذي نفسي بيده سيكون هناك مسخ على حقيقته في هذه الأمّة نسأل الله تعالى السّلامة ...
فليكن صومنا كصيام زكريا يوم قال الله تعالى له (ألا تكلّم النّاس ثلاثة أيام إلاّ رمزا) فلتصم جوارحنا إلا عن فعل الخير ولا نخدش صيامنا بخصال جاهليّة ... هذا ما دونته على عجالة من أمري أسأل الله القبول و الثواب.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 11:17 ص]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة
ليتنا نفهم ذلك
فعلا ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا إلا علمنا لها
وقد تركنا على المحجة البيضاء
اللهم لا تزغنا عنها حتى لا نهلك
ـ[الخلوفي]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 09:56 م]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة على الموضوع الرائع
وينبغي على المسلم أن يكون عف اللسان عن كل ما لا يليق فما كان رسولنا بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه ما كان فاحشا ولا متفحشا وكان يقول ان من خياركم أحاسنكم أخلاقاً كما روت لنا ذلك أمنا الطاهرة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها
ـ[السراج]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 10:32 م]ـ
ما أحوجنا لمثل هذه الكلمات الناصحة ..
شكرا يا بنت خير الأديان، هو خير الأديان لأنه نظّم كل شيء لنا فالخير علمنا إياه وأمرنا به، والشرّ وضحّه لنا كي نتجنّبه ..