[حلم نازف،، ليعزي بعضنا بعضا .. ـ]
ـ[زورق شارد]ــــــــ[04 - 10 - 2010, 02:08 ص]ـ
لازالت الآلام والأزمات ملازمة للإنسان مذ خلق، والمرء معها في شد وجذب
" لقد خلقنا الإنسان في كبد "
هي دعوة للمشاركة في هذه النافذة ليعزي بعضنا بعضا في تلك العثرات والإخفاقات التي تعتري كل عضو منا، ولا تزهد في هذا الأجر لأن إدخال السرور على القلب صدقة، وربما كلمة تكتبها تبلغ الآفاق وأنت لاتدري
ولعلي أبدأ في البوح أولا،،
شع الحلم وقبلت للماجستير
أعددت عدتي، وحملت حقائبي ورحلت هناك حيث الجامعة،والطموح يعانقني كما يعانق الزهرَالندى، وكل يوم أنظر فيه شمسا أجمل من الأمس. وفي آخر كل اسبوع أعود مع أخي إلى بلدي محملة بأريج العلماء، وأحلامي زاهية كالورد، لبثت فيها مايقرب من الشهرين بعدها حدث ماحدث حذفتُ جميع المواد لعذر صارم اجبرني، رغم أني أثبت جدارتي لدى القسم مما جعل الدكاترة يصعقون بهذا الحذف المفاجئ.
بنا وبانوا فما ابتلت جوانحنا ********شوقا إليهم ولا جفت مآقينا
تكاد حين تناجيهم ضمائرنا *********يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
انسللت منها وانا لم أفكر للحظة واحدة طيلة أعوامي الدراسية بالحذف أو التأجيل،،ولم أحدث نفسي مجرد حديث بهذا.
انتظرت السنة القادمة على أحر من الجمر، لكن كانت المفاجأة الأخرى، حيث رفض الوالدة وإصرارها على عدم الدراسة،قبلت
بذلك على مضض، وكنت أدعو الله قائمة وقاعدة أن يحقق لي هذا الحلم، وحذفت للمرة الثانية إرضاء لها،وانتظرت السنة
التي بعدها،،
أقبل هذا العام،،وبدأ الأمل يشع مرة أخرى،،وبدأت أمهد دربا لتحقيقة،، لكن سرعان ماتلاشى ومحي
حيث رفض الوالدة،، وليته كان رأيها هذه المرة بل كان رأي أملي عليها من أحد أفراد العائلة ـــ سامحه الله ـــ
وصرت كالأرجوحة بين حزن لما مضى وهم لما أقبل
أهذا قدر على كل أنثى، أن لا يُأبه بحلمها وأن تعيش مجردة من آمالها،،، أن تجبر على مالا تريد، حتى وللأسف في اختيارالزوج!
حقا، ما أقسى الحياة!
حينما يتنفسني الحلم واتنفسه أقوم واقعد معه امسي وأصبح معه .. ثم في لحظة قصيرة جدا يغتال من دون سابق إنذار
أي نفس تبتلع هذا ..
آه .. ما أكثر ما أغدقت على نفسي آمالا وأحلاما، ليتني لم أفرط ... ليتني لم أقبل في الجامعة أصلا، ليتني لم أذق طعم العلم فيها فله مذاق ساحر، ليتني لزمت عتبة أحلامي فلم ألج، ليتني أحببت دنياي فربما أجد راحتي عند أقل درهم أقبضه، كما يجد العلماء سعادتهم عند شاردة تصيدوها.
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ******وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
وكنت حينئذ ماضية في قدري أحاول الرضا بما قضي لي لأني لم أقدم على شئ إلا بعد الإستخارة والدعاء والتضرع
فلك الحمد يالله أن جعلت لنا صلاة نهرع لها حين تزيد بنا الآهات
ويلفني ألمي فأنشد راحتي***** في بضع آيات من القران
سأرضى رغم الألم الذي يعتصرني، والخيبات التي سكنتني،
وفي صباح اليوم .. جاءني اتصال من مكتب الإشراف،،للتوقيع على عقد لمدة فصل دراسي واحد وربما يزيد،، لم أفرح به كثيرا،، لأنه يُقطَّر علي طوال أعوامي السابقة وكنت أتفاءل كل مرة في الإقتراب من التعيين، لكن أجدني وياللعجب ابتعد ــــ عسى ألا يكون ذنبا ــ
ياترى هل هذه هي المرة الفاصلة وأنتقل من عبث الأحلام إلى عيدها.
شحذ الفكر، وتمرين الذهن، ومراجعة العلم،،كان هو هدفي الأغلب من التعيين.
وسيظل ذاك الحلم هاجسي حيثما حللت، وسيظل للأمل بريق آخر سيظهر ولو بعد حين
وهو كالسيف كلما صهرته الآلآم ازداد حدة وصار أمضى
أظن حماقة التفكير لاتزال ملازمة لي،، فلازلت أحلم:): rolleyes:
ربااه .. أنت وحدك من يعلم ضعفي وعجزي عن تحقيق آمالي، فاللهم بلغني فيما يرضيك عني أملي ولاتعلق قلبي بما ليس لي واجعل لي فيما أحب أكبر النصيب
ـ[السراج]ــــــــ[04 - 10 - 2010, 07:13 ص]ـ
وكنت حينئذ ماضية في قدري أحاول الرضا بما قضي لي لأني لم أقدم على شئ إلا بعد الإستخارة والدعاء والتضرع
هذا ما يُعزيني .. باركَ الله فيكِ ورزقكِ ما تُحبين.
قال الله تعالى: " وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " (البقرة: 216).
ـ[زورق شارد]ــــــــ[04 - 10 - 2010, 02:35 م]ـ
شكرا لمرورك أخي السراج، جزاك الله خيرا
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[04 - 10 - 2010, 06:03 م]ـ
ثمة فرق بين ما نجنيه من القدر نتيجة صلواتنا وتضرعنا لله وقربنا منه، "فالخيرُ من الله عز وجل"، وبين ما نعتقد أنَّهُ من صناعة القدر، فلا يضرب الإنسان في الارض ليطلب الرزق أو العلم أو الهدى ويقعد فُيصاب بأكثر من مكروه فنقول إنه حقًا لقدر، "الشرُّ من البشر"، ومما لا شك فيه أنه على الإنسان في السّراء والضراء أن يكون شكورا، ولكن في مجتمعاتنا العربية المتخلفة يرتبط التوكل بالتواكل والكسل بالهمة والنشاط والشجاعة بالجبن والصدق بالكذب والأمانة بالخيانة، لهذا أختي الكريمة وأنا لا أتكلم عن والدتك وما قامت به معك إنما أتكلم عن العادات والتقاليد والأشياء السلبية التي جبلت عليها مجتمعاتنا، ثقي أن الله عزّ وجل سيعوضك خيرًا كثيرًا وقد يفتح الله عليك أبواب العلم غير الأكاديمية وقد يكون فيها الخيرُ الكثير بإذن الله فتحصلي على علم ما كنتِ ستجنيه لو كنتِ في إحدى الجامعات، صبّركِ الله واحتسبي الأجر عنده إذ أن الدنيا كلها إلى زوال، فانتِ مخيرة بين أمرين بعدما وقع إما أن تعيشين في صفاء ونقاء مع نفسك أو تسخطين على ما حدث وتنزلي نقمتك على كل ما يجري، الحالة الأولى أنتِ الرابحة والحالة الثانية لو فعلتها ستفقدي الكثير من بعض روحك، لأنّ ما وقع لن يقع مجددًا أو يعود، فالحمد لله، دُمتِ موفقة.
(لله ما أخذ ولله ما أعطى)
¥