تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أصبحت أعشق لحظات الانتظار ...]

ـ[رحمة]ــــــــ[26 - 09 - 2010, 08:13 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال لي صديقي: أمس ضحكت زوجتي فأنا كنت أقرأ في الصباح سورة آل عمران، وخرجتُ لعملي، وإذا بي قبل النوم أقرأُ سورة هود .. فقالت: ما بك؟ أصبحتَ تتنقَّل بين السور على غير عادتك في ختم القرآن! هل لأنك تحب سورة هود أم أنك تقرأ وردك برموش عينيك .. ؟ قلت لها: سأحكي لكي لاحقًا، لكنها نامت.

في الصباح كنَّا على موعدٍ عائلي، ولمَّا كانت زوجتي تتأخر في "الجهوزية" .. فقد لبستُ ثياب الخروج، وأمرت الكبار بمساعدة الصغار وإنزال الشنط للسيارة.

وسحبت كرسي وجلست بجوار باب الخروج، ومعي مصحفي، فكانت تتوقع مني أن أرفع صوتي وأصيح بصوتي الجهوري لها هيَّا .. تأخرتي .. لكنها كانت تسمع قراءة القرآن، وعند آيات الرحمة كنت أرفع صوتي فهمَّت زوجتي وقالت: سبحان الله ربنا يهدي .. أين موشحات الحِفاظ على الموعد وضرورة السرعة في "الجهوزية"؟ ضحكتُ وقلت لها: يكفي23 عامًا من النصائح.

خرجتُ في مشوارٍ إلى وسط البلد بزحامها وضوضائها وزخمها أخذتُ ابني معي ليقود السيارة، وتناولت مصحفي ولم أحس بالزحام ولا الضوضاء ولا أي شيء بل السكون والراحة والسلام يملأ حياتي، لكن الدموع نزلت من عيني ليست دموع الفرح ولا دموع تأثُّري بالآيات الجليلة, إنما هي دموع الندم .. يا الله! كم فرطنا من ساعاتٍ، هل يُعقل أنني أختم القرآن في حوالي 5 أيام من ساعات الانتظار، هذه الأوقات التي كانت كلها توتُّر وتبرُّم وضيق وانزعاج .. فكم قصَّرتُ في حق نفسي .. ؟ هل يُعقل أنني أصبحت أحبُّ ساعات الانتظار!!.

في انتظار الطعام ذلك الموعد المقدس الذي أحافظ عليه مع أولادي حين يتأخر الطعام كنت أنزعج .. لكني أمسكت مصحفي وعلا صوتي عند الآية ?وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ? (الإسراء: من الآية 82).

قالت لي زوجتي: إن قراءتك هذه تركت انطباعًا طيبًا لدى الأولاد كلهم كبارًا وصغارًا، فهم بالرغم من أنهم يحفظون القرآن منذ الصغر إلا أن صوتك الطيب بحشرجته الخفيفة وإحساسك بالمعاني جعلهم يشتاقون لذلك، ويقولون: إنهم يتذكَّرون الآيات التي قرأتها ويقلدونك.

أين أنت يا رجل .. ؟!.

يا الله! كم ضيعت عليهم ساعات الطمأنينة والهدوء والسلام التي كان يحققها القرآن؟ .. ضيعت عليهم الرحمة والنور ومباركة الملائكة .. ضيعت عليهم الشفاء وينابيع الخير والعطاء التي يمنحنا إيَّاها القرآن، أأنا السبب؟ .. الله المستعان .. لكن عذرًا فأنا من سيزرع فيهم عشق ساعات الانتظار .. اللهم أكرمنا بكرم القرآن, وشرِّفنا بشرف القرآن, واجعلنا من أهله.

بقلم: علي اليسَّار

ـ[ولادة الأندلسية]ــــــــ[27 - 09 - 2010, 01:39 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

جزيت خيرا أخيتي رحمة على هذا النقل الرائع والجميل

نعم والله لم أسمع أجمل من صوت أبي الجهوري يرتفع ليملأ أرجاء البيت بآيات الكتاب العزيز

أما عن ساعات الانتظار، كنت أتبرم منها كثيرا، ولكنني سمعت شيخا ينصح بالاستفادة بها

في الذكر والتسبيح والاستغفار، فوالله ماشعرت بوقعها بعد ذلك.

ـ[أنوار]ــــــــ[27 - 09 - 2010, 05:02 ص]ـ

بورك الجهد أختي رحمة ..

كم من لحظات الانتظار التي أضعناها ..

الآن خدمتنا التقنيّة كثيرا .. فمن السهل وضع مادة صوتيّة أو كتابيّة في الجوال وتناولها في أيّ وقت.

يوما مآ عرض في إحدى الفضائيات طفل لا يتجاوز الخامسة مصاب بمرض التوحّد. واعتادت والدته تشغيل مادة صوتيّة للقرآن الكريم ..

بعد فترة وجيزة فوجئ أهله بحفظه للقرآن الكريم كاملا من السماع فقط.

شكرا رحمة.

ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[27 - 09 - 2010, 08:21 م]ـ

بارك الله فيكِ أختنا رحمة على هذا الانتقاء

جعل الله أوقاتنا كلها عامرة بذكره.

ـ[رحمة]ــــــــ[27 - 09 - 2010, 10:29 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

جزيت خيرا أخيتي رحمة على هذا النقل الرائع والجميل

نعم والله لم أسمع أجمل من صوت أبي الجهوري يرتفع ليملأ أرجاء البيت بآيات الكتاب العزيز

أما عن ساعات الانتظار، كنت أتبرم منها كثيرا، ولكنني سمعت شيخا ينصح بالاستفادة بها

في الذكر والتسبيح والاستغفار، فوالله ماشعرت بوقعها بعد ذلك.

جزانا و إياكم أختي الكريمة , بارك الله في أبيكم و فيكم , جعل الله أوقاتنا عامرة بالخير و الذكر.

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[28 - 09 - 2010, 12:03 ص]ـ

قبل سنوات من الآن وفي زحام القاهرة العامرة المعروف على مستوى العالم، كنتُ أضجر كثيرًا ويصل الحال بي في كل يوم ذهابًا وإيابًا إلى بعض المشاجرات سواءٌ مع نفسي أو مع روّاد (الميكروباص أو الأتوبيس)، حتّى هداني الله عزّ وجل إلى قضاء الساعة أو الساعتين وأحيانًا الأربع ساعات، في القرآن أو الذكر والاستغفار، فاختلف الأمر معي بالكلية فلو أخذت من بيتي ولو حتّى اليوم بأكمله إلى العمل في هذا الزحام وكأنني لا أشعر بشىء لا أشعر بمن حولي لا بضجيج ولا بزحام بل وأصبحت نفسي أكثر هدوءًا بل ونقمتي على (الأوضاع) أقل بكثير بل لم تعد تذكر بعد أن لازمت الأشياء المذكورة وكما كان يفعل شيخنا في القصة، أثابك الله جدًا رائعة وواقعية جدًا جدًا جدًا، فالقرآن فيه شفاء للصدور بل لكل الأمور لو اتخذناه خليًلا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير