تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نِهايَهُ المَأسَاةِ

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[28 - 09 - 2010, 10:00 م]ـ

بِسْمِ اللهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ الله، خيرَ مَنْ أقلتهُ بيداءُ وأظلتهُ سماء؛

قال الله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) المائدة/33.

وفي الصحيحين واللفظ للبخاري عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمَ رَهْطٌ مِنْ عُكْلٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا فِي الصُّفَّةِ فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ (أي أصابهم مرض) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْغِنَا رِسْلا (أي اطلب لنا لبنًا) فَقَالَ: مَا أَجِدُ لَكُمْ إِلا أَنْ تَلْحَقُوا بِإِبِلِ رَسُولِ اللَّهِ، فَأَتَوْهَا فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا حَتَّى صَحُّوا وَسَمِنُوا وَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ (الإبل) فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّرِيخُ، فَبَعَثَ الطَّلَبَ فِي آثَارِهِمْ، فَمَا تَرَجَّلَ النَّهَارُ (أي ارتفع) حَتَّى أُتِيَ بِهِمْ فَأَمَرَ بِمَسَامِيرَ فَأُحْمِيَتْ فَكَحَلَهُمْ، وَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَمَا حَسَمَهُمْ، ثُمَّ أُلْقُوا فِي الْحَرَّةِ يَسْتَسْقُونَ فَمَا سُقُوا حَتَّى مَاتُوا. قَالَ أَبُو قِلابَةَ: سَرَقُوا وَقَتَلُوا وَحَارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ.

حينَ ينعمُ اللهُ على عِبادهِ بنِعمة ما، نعرفُ جميعًا أنّ شكرَ هذهِ النَّعمةِ يتمثلُ في شُكْرِكَ للهِ عزّ وجلّ فهوَ مَنْ مَنحَكَ إيَّاها، ولكي يُتمم العبدُ أركانَ هذا الشُّكرِ عليه إذن تصريفَ تلكَ النعمةِ فيما أمرَ اللهُ به وفيما يُرضيهِ ولا يُسببُ سخطهِ علينا فَتُنزعََ النعمةَ أو تُتركَ لتصبحَ نقمةً لا نِعمة؛

واليومَ كانت مُحاكمة بعض هؤلاء المُفسدينَ الذين غرتهُم الحياةُ الدنيا ولم يشكروا نعم الله عليهم، قضيتُهُم شغلتْ الرأيَ العامِ المصري خاصةً والعربي عامةً، رجلٌ أعطاهُ الله ثراءً فاحشًا، بدلًا مِن أن يُعملَ هذا المال فيما يُرضي اللهَ عزّ وجلّ، سعى في الأرض فسادًا وقتلًا، بدلًا من أن يُصرّفَ هذا المال في معالجةِ مشاكلَ الفُقراءِ والدفاعِ عن الضُّعفاء، صرّفه بالاستعانةِ بشخصٍ مأجورٍ على قتل "امرأة جمعت الزواج بين أكثر من رجل في نفس الوقت"؛

وإني لأعجبُ وأحسبكم تعجبونَ معي، إذ أن متصدر قائمة العالم كأغنى رجل"بيل جيتس"، تقريبًا يتبرع سنويًا بنصف ثروته للعلم والعلماء والأيتام والفقراء والمرضى، وهُم دونَ الإسلامِ، أمّا هؤلاء المُسلمونَ العرب، ومنهم هذا الدعي المُشار إليه"هشام طلعت مُصطفى" رجل أعمال، ومثلهُ صاحبُ الفضائياتِ والذي له شراكةٌ يهودية في جميعِ أعمالهِ"الوليد بن طلال"، أمثالهما لا أدري كيف ينتسبونَ للإسلامِ، وكيف تتركُهُم ضمائِرُهُم في هذا السبات العميق؛

خلاصة القول وحسبنا اللهُ ونِعمَ الوكيل، حُكِمَ اليوم على الدعي المذكور"هشام"، بالسجن خمسةَ عشرَ عامًا في قضيةِ التحريضَ على القتل بعدما دفعَ للقاتلِ المأجورِ"مُحسن السُّكري" مليوني دولار، والذي حصل بصفته قاتل على ربع قرن من الزمان كسجنٍ مؤبدٍ، وبهذا قد انتهتْ أخيرًا تلكَ المهزلةُ التي استمرتْ لأشهرٍ شَغلتْ الساحةَ العامةِ وعقولَ وأفئدةَ البشرِ، اللهُ أكبرُ من الظالمينَ المفسدينَ، نسأل الله أن يُطهرَ أمتنا من أمثال هؤلاءِ، وللهِ الأمرُ مِنْ قبل وَمِن بعد.

ـ[الخطيب99]ــــــــ[29 - 09 - 2010, 08:05 ص]ـ

اخي نور الدين دمت بخير

لابد للشمس أن تشرق

ولابد لنور الحق و الحقيقة من الظهور

مهما شحب الايام ألوانها

باقة ورد

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[29 - 09 - 2010, 02:49 م]ـ

اخي نور الدين دمت بخير

لابد للشمس أن تشرق

ولابد لنور الحق و الحقيقة من الظهور

مهما شحب الايام ألوانها

باقة ورد

صدقتَ أخي الحبيب، شكرًا لك على تلك الكلمات المشرقات.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير