تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تقهْقُر الذّئبِ الأغبَر

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[13 - 09 - 2010, 12:09 ص]ـ

بِسْمِ اللهِ وَالصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ الله، خيرَ مَن أقلتهُ بيداءُ وأظلتهُ سماء؛

يقولُ المولى عزّ وجلَ: يُريدونَ ليطفئوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ.

بعدَ سنواتٍ من الآن ستشهد الأمّة التركية خاصة والإسلاميّة عامة مرور مئة عامٍ على إسقاط الخلافة الإسلامية العُثمانية بعدما ضُرِبَتْ حولها المؤامرات والتهمت جسدها المريض الفتن من كل حدب وصوب نكاية بالإسلام وأهله، ورحيل آخر من سُميّ بخليفة المُسلمين عَن اسطنبول في نفيٍ رحيمٍٍ (مقارنة بعصرنا هذا) إلى سالونيك معقل اليهود آن ذاك بعد خلع السلطان عبد الحميد الثاني رحمهُ الله؛

فاليوم وبعد استيلاء الذئب الأغبر على مقاليد حكم اسطنبول لسنوات شهدت فيها تركيا ترفعا وعلوّا حضاريّا ملحوظا قد بدأه خليفة المسلمين أبو محمد (السلطان عبد الحميد الثاني) في آواخر القرن قبل الماضي حيث قام بإصلاح البنية التحتية للخلافة والتي بدأت بإنشاء أول سكة حديدية بين حاضرة الخلافة والمدينة المنورة مما يُسهّل على الحجيج حجّهم وإصلاحات أخرى كالتعليم وتقليص الديون التي حاصرت بيت مال الخلافة حتّى أنّه أوشك على تسديدها بالكامل لولا عزله، كذلك موقفه الذي لن ينساه التاريخ وسيظل محفوراً في قلوب وأذهان كلّ مسلم متعلمٍ مقدر وعارفٍ بقدر وحجم مثله من الرجال، حينَ أوقف هجرة اليهود من روسيا خاصة وأوربا وأمريكا عامة بعدما علم بمخطط (العودة) إلى المدينة الأبدية أورخليم (القدس) بل وصادر كل الأراضي التي قد شرروها قبل عهده كخليفة أو في عهده خلسة وسراً؛

لكن!! وكما نقول جميعاً ونردد على ألستنا التي لا تكف حديثاً حتى أصبحنا لا نجيد إلا القول فقط!! الرجل المُناسب في الزمان غير المناسب مع حذف كلمة مكان ووضع أخرى تتماشى مع الرجل العظيم رحمة الله عليه وكلّ شريف، فكما كان يُعرَف أنه كان رجلاً تقياً ورعاً يخشى الله عز وجل لا يحب الدماء ولا التجبر ولا الظلم، فجاء هذا أتاتورك (أبو الأتراك: في اللغة التركية) وهو المُسمّى بالذئب الأغبر الذي توفّى بعد صراعٍ عنيف مع المرض إثر إصابته بداء (تشمّع الكبد) نتيجة تناوله المفرط للكحول!!!، جاء هذا الطالح ليسقط الخليفة الصالح ويسقط معه خلافة إسلامية استمرت قروناً وقروناً تخدم الإسلام وأمّة الإسلام سواء اتفقنا عليها جميعاً أو اختلفنا جميعاً في استبداد بعض سلاطينها، كما ألغى الشريعة الإسلامية (السُّنية) وأتى بالدستور السويسري ليتكيّف مع أهدافه لبناء دولة علمانية حديثة مثل بقيّة الدول الأوربية التي سبقت (تخلف وجهل تركيا العثمانية) كما قال، أيضاً ألغى وزارتي الأوقاف والمحاكم الشرعية، وأبدل الحروف الأبجدية العربية في الكتابة بالتركية للدواووين الرسمية للخلافة بـ الحروف اللاتينية، ومنعَ اللباس الإسلامي للمراة والرجل إلا لرجال الدين فقط وأمر بإلغاء البرقع والبشمك، وأعلن إلغاء التقويم الهجري واستعمال التقويم الغربي (الميلادي)، واغتال الكثير من رجالات الدين والسياسة المناهضين له ولحركته العلمانية والمؤيدين لعودة الخلافة؛

واليوم وبعد نجاح كاسح للزعيم المحبوب شعبياً وسياسياً في كل أرجاء العالم الإسلامي رجب طيب أردغان (وهذا قلّ ما وجد أن يجتمع الشعب على زعيم خاصة زعماء العرب حفظهم الله وأيدهم بنصره وأبقاهم على الكراسي لا يتحركون قيد أنملة، ابتسامة مكر) في إجراء تعديلات على الدستور تحد من تسلط العسكريين على حكومة حزب العدالة التي يرأسها بطلنا المذكور

والذي يُعرف بكراهيته الشديدة للنظام العلماني وإن خفي ذلك على البعض، لم يكَن بوسعنا إلا أن نبارك ونكتب عن تلك الخطوة التي ستعيد للإسلام (السُّني) في تركيا بصفتها بوابة قومية على الغرب والشرق والتي حاولوا استغلالها من قبل ومازالوا للسيطرة على العالم بصفتها موقعاً استراتيجياً مركزياً في المنطقة؛

وبعد تلك الضربة القاصمة للعلمانيين في كل العالم يمكننا أن نقول للذئب الأغبر في قبره مصطفى كمال أتاتورك، وأنصاره أن لا دوام ولا نصرة ولا تسيد في الأرض إلا للحق وأهله، وأتباعَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم والمُسلمين الشرفاء في كل مكان بالأرض يعزونك في معركتك التي أوشكت على النهاية بعد مشاهدة رجال جيشك الباسل يخسرون معاركهم السياسية واحدة تلو الأخرى؛

وعمّا قريب ستعلو إن شاء الله من تلك البلد الإسلامي العريق، لا إله إلا الله من مأذنة يكبر فيها رجالات الشريعة الإسلامية السُّنيّة، وربما أيضاً بل هذا مؤكداً وغداً لناظره قريب تكون تركيا هي سبب إسلام أوربا بأكملها ليكتمل النصر ويدين العالم بالإسلام وينهزم جيش الكفر كما نؤمن بإذن الله في أحداث الدّنيا؛ وإن شاء الله ستشهد المئة الأولى لسقوط الخلافة خلافة جديدة وليس احتفالاً لقيام دولة علمانية أوشكت على الزوال.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير