تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لغة الضاد]

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[07 - 10 - 2010, 02:42 م]ـ

لماذا سميت لغتنا بلغة الضاد؟

ومتى كان ذلك؟

http://www.hrmla.org/uploaded/6295_01217840396.jpg

وحرف الضاد أحد حروف الهجاء العربية وله منزلة فريدة بينها ولذلك اختاروه ليكون مميزا للعرب عن غيرهم في لغتهم وأطلقوا اسم الحرف على اللغة العربية ,فقالوا: لغة الضاد ولسان الضاد والناطقون بالضاد ومنذ الصغر ونحن نردد:

بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان

ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان

لسان الضاد يجمعنا بعدنان وقحطان

فلماذا خصوا هذا الحرف بهذه الميزة؟

ومتى كان ذلك؟

أما لماذا خصوا حرف الضاد من بين الحروف , فذلك لأسباب أذكر منها

1 - صعوبة نطق حرف الضاد لدى غير العرب بل وبعض القبائل العربية.

2 - خلو اللغات غير العربية من صوت الضاد تماما

3 - عجز الناطقين بغير العربية عن إيجاد الصوت البديل الذي يغني عن صوت الضاد في لغاتهم

ولكن هذا الاصطلاح لم يكن قديما قدم اللغة العربية ولم يكن معروفا في الجاهلية وصدر الإسلام بل والعصر الأموي ,لأن التنبه إلى قيمة الضاد في لغة العرب برز منذ تعرب العجم وعجز هذه الأفواج الجديدة والطارئة على اللغة العربية في نطق هذا الحرف مما جعل علماء اللغة العربية يولونه الاهتمام ويخصونه بالدراسة ولعل أقدم النصوص التي وصلتنا الحديث الذي روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ((أنا أفصح من نطق بالضاد , بيد أني من قريش)) وهذا الحديث من جهة المعنى صحيح لا شك فيه ولكن هذا الحديث أدرج ضمن الأحاديث الموضوعة ونحن لسنا بصدد دراسة سند ومتن الحديث لأننا لم نستشهد به على موضوع ديني يخص العقيدة وحتى لا يخص فضائل الأعمال وإنما فضائل النبي صلى الله علي وسلم.

أما ما نحن بصدد توضيحه فهو التأريخ لمصطلح لغة الضاد فكان في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث وقت تدوين وتقعيد اللغة.

وهذه الفترة الافتراضية هي الفترة التي برز فيها الخليل وسيبويه والأصمعي وغيرهم وهي الفترة التي بدأ علماء اللغة يتحدثون فيها عن حرف الضاد فهذا سيبويه (183هـ) يقول يعد حرف الضاد ضمن الأصوات غير المستحسنة ولا الكثيرة في لغة من ترتضى عربيته ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر) ذلك أن بعض العجم بل وبعض العرب يخلطون بين الظاء والضاد في النطق, وقال الأصمعي (284هـ) ليس للروم ضاد.

وإزاء هذه الظاهرة (غياب الضاد وإبدال الظاء بالضاد) ألف بعض اللغويين رسائل تميز بين الحرفين ومنها أرجوزة في التمييز بين الضاد والظاء لابن قتيبة (276هـ) ورسالة (الفرق بين الضاد والظاء للصاحب بن عباد (385هـ) ومقامة الحريري المكونة من تسعة عشر بيتا جمع فيها قدرا كبيرا من الألفاظ الظائية ومنها قوله

أيها السائلي عن الظاء والضا د لكيلا تُضلّه الألفاظ

إن حفظت الظاءات يغنيك فاسمعـ ها استماع امرئ له استيقاظ

هي ظمياء والمظالم والإظ لام والظلم واللحاظ

ورغم بروز هذه الظاهرة (ظاهرة التأليف في الضاد) وإظهار خصوصية اللغة العربية بها إلا أنها لم تجعل لغتنا تسمى لغة الضاد بعد

وأغلب الظن أن أبيات المتنبي (303 - 354) التي يفخر فيها يقول:

لا بقومي شرفت بل شرفوا بي وبنفسي فخرت لا بجدودي

وبهم فخر كل من نطق الضا د وعوذ الجاني وغوث الطريد

كانت قد مهدت لهذا الاصطلاح فالمتنبي لا يريد بالضاد اللغة العربية وإنما أراد حرف الضاد بوصفه حرف الفصاحة وفخر كل عربي لأن الضاد كما يقول العكبري لم ينطق بها إلا العرب.

أما جعل الضاد مساوية للغة العربية فهذا في العصور اللاحقة عندما بدأت الحركات القومية تأخذ طريقها بين العرب فقد لقيت هذه الظاهرة عناية عند الأدباء في العصر الحديث ولا سيما قصيدة فخري البارودي التي بدأنا مقالتنا فيها.

منقول

ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[07 - 10 - 2010, 03:21 م]ـ

جزاك الله خيرا د. خالد على هذه المعلومات الرائعة

وصلى الله على نبينا وسلم، أفصح من نطق الضاد، ورحم الله أحمد شوقي القائل:

يا أفصح الناطقين الضاد قاطبة *حديثك الشهد عند الذائق الفهِمِ

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[07 - 10 - 2010, 07:14 م]ـ

جزاك الله خيرا أبا عبد الله على هذا التوثيق لهذه التسمية

أما غير الموثق فهو قول سمعته هنا في الفصيح أن العربية ليست الوحيدة التي تتضمن حروفها الضاد بل إن الحرف الوحيد الذي تختص به العربية هو الظاء ولا أعلم عن هذا شيئا.

ـ[شذى الياسمين]ــــــــ[07 - 10 - 2010, 09:14 م]ـ

بارك الله فيكم

إن الذي ملأ اللغات محاسناً $$$$ جعل الجمال وسره في الضاد

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[08 - 10 - 2010, 12:47 ص]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:

الأستاذ والدكتور الفاضل: خالد الشبل

جزاك الله خيرا، موضوع قيم، جعله الله في موزاين حسناتكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة، ونفع بكم الأمة الإسلامية / اللهم آمين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير