تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب؟]

ـ[نبض الأمل]ــــــــ[10 - 10 - 2010, 11:54 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم ..

الحمدلله والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

في كل صباح يقف عند كشكه الصغير ليلقي عليه تحية الصباح ويأخذ صحيفته

المفضلة ويدفع ثمنها وينطلق ولكنه لا يحظى إطلاقا برد من البائع على تلك

التحية، وفي كل صباح أيضا يقف بجواره شخص آخر يأخذ صحيفته المفضلة ويدفع

ثمنها ولكن صاحبنا لا يسمع صوتا لذلك الرجل، وتكررت اللقاءات أمام الكشك

بين الشخصين كل يوم يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه، وظن صاحبنا أن الشخص الآخر

أبكم لا يتكلم.

إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم يربت على كتفه وإذا به يتكلم

متسائلا: لماذا تلقي التحية على صاحب الكشك؟ فلقد تابعتك طوال الأسابيع

الماضية وكنت في معظم الأيام ألتقي بك وأنت تشتري صحيفتك اليومية.

فقال صاحبنا: وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية؟

فقال: وهل سمعت منه ردا طوال تلك الفترة؟

فقال صاحبنا: لا

قال: إذا لم تلقي التحية على رجل لا يردها؟

فسأله صاحبنا: وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك؟

فقال: أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب، وهو لا يستحق أساسا أن تُلقى

عليه التحية.

فقال صاحبنا: إذن هو برأيك قليل الأدب؟

قال: نعم.

قال صاحبنا: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟

فسكت الرجل لهول الصدمة ورد بعد طول تأمل: ولكنه قليل الأدب وعليه أن يرد التحية.

فأعاد صاحبنا سؤاله: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب.

ثم عقب قائلا: يا سيدي أيا كان الدافع الذي يكمن وراء عدم رده لتحيتنا

فإن ما يجب أن نؤمن به أن خيوطنا يجب أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها

لغيرنا، ولو صرت مثله لا ألقي التحية على من ألقاه لتمكن هو مني وعلمني

سلوكه الذي تسميه قلة أدب وسيكون صاحب السلوك الخاطئ هو الأقوى وهو

المسيطر وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط من السلوك الخاطئ، ولكن حين

أحافظ على مبدئي في إلقاء التحية على من ألقاه أكون قد حافظت على ما أؤمن

به، وعاجلا أم آجلا سيتعلم سلوك حسن الخلق.

ثم أردف قائلا: ألست معي بأن السلوك الخاطئ يشبه أحيانا السم أو النار

فإن ألقينا على السم سما زاد أذا هو إن زدنا النار نارا أو حطبا زدناها

اشتعالا، صدقني يا أخي أن القوة تكمن في الحفاظ على استقلال كل منا، ونحن

حين نصبح متأثرين بسلوك أمثاله نكون قد سمحنا لسمهم أو لخطئهم أو لقلة

أدبهم كما سميتها أن تؤثر فينا وسيعلموننا ما نكرهه فيهم وسيصبح سلوكهم

نمطا مميزا لسلوكنا وسيكونون هم المنتصرين في حلبة الصراع اليومي بين

الصواب والخطأ.

ولمعرفة الصواب تأمل معي جواب النبي عليه الصلاة والسلام على ملك الجبال

حين سأله: يا محمد أتريد أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فقال: لا إني أطمع أن

يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.

لم تنجح كل سبل الإساءة من قومه عليه الصلاة والسلام أن تعدل سلوكه من

الصواب إلى الخطأ مع أنه بشر يتألم كما يتألم البشر ويحزن ويتضايق إذا

أهين كما يتضايق البشر ولكن ما يميزه عن بقية البشر هذه المساحة الواسعة

من التسامح التي تملكها نفسه، وهذا الإصرار الهائل على الاحتفاظ بالصواب

مهما كان سلوك الناس المقابلين سيئا أو شنيعا أو مجحفا أو جاهلا، ويبقى

السؤال قائما حين نقابل أناسا قليلي الأدب هل نتعلم منهم قلة أدبهم أم

نعلمهم الأدب؟

مقالة للدكتور ميسرة طاهر في جريدة عكاظ ..

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 10 - 2010, 12:39 ص]ـ

.

بوركت أختي الكريمة على هذا النقل الجميل المتميز.

ـ[تيما]ــــــــ[11 - 10 - 2010, 05:14 م]ـ

بارك الله فيك أختي "أم الخود"

كل يعمل بأصله:)

وعلى رد السلام نقيس!

نقل جميل

لك تحيتي

.

.

ـ[العتيق ب]ــــــــ[11 - 10 - 2010, 09:34 م]ـ

لا أكذبكم ليس من السهل التأدب بهذا الأدب وفقنا الله للخير0

ـ[نبض الأمل]ــــــــ[11 - 10 - 2010, 10:44 م]ـ

.

بوركت أختي الكريمة على هذا النقل الجميل المتميز.

وبوركت أستاذي الفاضل على المرور والتعليق والتعديل

ـ[نبض الأمل]ــــــــ[11 - 10 - 2010, 10:47 م]ـ

بارك الله فيك أختي "أم الخود"

كل يعمل بأصله:)

وعلى رد السلام نقيس!

نقل جميل

لك تحيتي

.

.

وفيك أختي الفاضلة .. نعم كل يعمل بأصله عندما يحقق شخصية مستقلة أي عندما يكون ناضج بخلاف الطفل الذي ينظر لأهله من خلال تصرفاته مهما كان فيه من صفات ..

ولك مني خالص دعائي بالتوفيق والسداد

ـ[نبض الأمل]ــــــــ[11 - 10 - 2010, 10:51 م]ـ

لا أكذبكم ليس من السهل التأدب بهذا الادب وفقنا الله للخير0

لماذا؟: mad: ( إنما الحلم بالتحلم) عندما تريد أن تتغير ستفعل طالما أنه لديك الرغبة والدافع لا نقول لا نستطيع حتى لا نستطيع جزما

بل سنحاول للارتقاء في الأخلاق والاقتداء بخلق الحبيب صلى الله عليه وسلم والبشر قابلون للتغير بحكم عوامل التعرية *__^

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير