تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[رد سهام المعتدين عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه]

ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[29 - 09 - 2010, 07:25 ص]ـ

رد سهام المعتدين عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها

جمعية ابن باز الخيرية الإسلامية - فلسطين - قطاع غزة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن مسلسل الرفض والطعن والثلب على صحابة رسول الله r لم يتوقف منذ نبتت تلك النابتة الخبيثة في أواخر عهد الصحابة y إلى يومنا هذا، يستغلون كل حدث، وينتهزون كل فرصة من أجل الوصول إلى مقصدهم الخبيث في إسقاط حملة الشريعة ونَقَلة الوحي، وآخر ما ذاع من ذلك وانتشر، وطالعتنا به وسائل الإعلام ما قام به ذلك الزنديق الكذاب الأشر المدعو "ياسر الحبيب" من الطعن في أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- في الاحتفال الذي عقده في لندن بمناسبة وفاتها تحت شعار "عائشة في النار" أبان فيه عن خبث طويته وفساد معتقده؛ فسبَّ وشتم وقذف واستطال في عرضها –رضي الله عنها- بما تنبو عنه الأسماع، وينفر منه كل عاقل عرف الإسلام إلى قلبه سبيلاً، وإنَّا لنقول لذلك المفتون المأفون: اخسأ فلن تعدو قدرك، أتدري من تسب وتشتم؟ أتدري فيمن تطعن وتقذف؟

ياابنَ الأسافلِ من إيرانَ ياابنَ خنى ** منْ أنتَ حتَّى تسبَّ العزَّ والجاها

إنها الصديقة بنت الصديق، الطاهرة المطهرة، الطيبة المبرأة، الفقيهة العابدة، الصائمة القائمة، زوجة النبي r في الدنيا والآخرة، لم يتزوج بكراً غيرها ولم يحب امرأة حبها، ولا يُعلم في أمة محمد r بل ولا في النساء مطلقاً أعلم منها، توفي النبي r في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها وهو مسند ظهره إليها، واجتمع لها من الفضائل والمناقب ما لم يجتمع لغيرها من نساء العالمين، فأي فخر وأي شرف أعظم من هذا؟!

حصانٌ رزانٌ ما تُزَنُّ بريبةٍ ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافلِ

حليلةُ خير الناس دينا ومنصبا ... نبي الهدى والمكرمات الفواضلِ

مهذبةٌ قد طيب الله خِيمَها ... وطهرها من كل سوء وباطلِ

وقد جاءت النصوص ناطقة بفضلها وبراءتها مما رماها به الأفَّاكون، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ، الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ).

قال ابن كثير –رحمه الله- معقباً: " وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاء رَحِمَهُمْ اللَّه قَاطِبَة عَلَى أَنَّ مَنْ سَبَّهَا بَعْد هَذَا وَرَمَاهَا بِمَا رَمَاهَا بِهِ بَعْد هَذَا الَّذِي ذُكِرَ فِي هَذِهِ الْآيَة فَإِنَّهُ كَافِر لِأَنَّهُ مُعَانِد لِلْقُرْآنِ ".

ومما صح عن النبي r في ذلك ما يلي:

1 - عن عمرو بن العاص t أنه قال للنبي r : أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أَبُوهَا، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَعَدَّ رِجَالًا [البخاري ومسلم].

2 - عَنْ أَبِي مُوسَى t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r : ( كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَام) [البخاري ومسلم].

3 - عن عائشة –رضي الله عنها- أن رسول الله r قال –في جزء من حديث طويل-: (إِنَّ الْوَحْيَ لَمْ يَأْتِنِي وَأَنَا فِي ثَوْبِ امْرَأَةٍ إِلَّا عَائِشَةَ) [البخاري ومسلم].

4 - عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ يَبْتَغُونَ بِهَا أَوْ يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ مَرْضَاةَ رَسُولِ اللهِ r.[ البخاري ومسلم].

5 - عن عائشة –رضي الله عنها- أن النبي r قال لفاطمة –رضي الله عنها-: (يا بنيَّة ألا تحبين ما أحب؟ قالت: بلى (قال: فأحبي هذه) [البخاري، وما بين القوسين لمسلم].

6 - عَنْ أَبِي مُوسَى t قَالَ:مَا أَشْكَلَ عَلَيْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ r حَدِيثٌ قَطُّ فَسَأَلْنَا عَائِشَةَ إِلَّا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْمًا. [الترمذي].

هذا بعض ما صح في فضلها ومناقبها – رضي الله عنها-، وهو غيض من فيض، وقليل من كثير، والمتتبع لما ورد في كتب السنة من ذلك يدرك ما حظيت به الصديقة –رضي الله عنها – من الفضل والمنزلة والمكانة.

وإزاء هذا الحدث الذي تتزلزل له قلوب المؤمنين لا بد من التأكيد على ما يلي:

1 - نشر فضائل الصحابة y على وجه العموم، وعائشة –رضي الله عنها- على وجه الخصوص في الدروس والخطب والمحاضرات واللقاءات والمؤتمرات والنشرات ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.

2 - بيان معتقد الشيعة في الصحابة على وجه العموم، وفي عائشة –رضي الله عنها- على وجه الخصوص؛ لتستبين سبيل المجرمين،ويظهر كذب هؤلاء الأفَّاكين المارقين.

3 - إن هذا الحدث وأمثاله يظهر لكل عاقل الوجه الحقيقي لأعداء دين الله من الروافض المجوس الذين باتوا هم واليهود والنصارى في خندق واحد في حربهم على الإسلام.

4 - ندعو علماء الإسلام كافة إلى نصرة الصحابة y ، والصدع بالحق الذي أمرهم الله به، وحمَّلهم أمانته، وبيان حجم الهجوم الشرس الذي تتعرض له ثوابتنا على أيدي هؤلاء المارقين.

تنبيهات:

ندعوكم لحضور مؤتمر حملة نصرة أهل فلسطين لعائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - يوم الجمعة الموافق 22 / شوال / 1431هـ _ 1/ 10 / 2010 م بعد صلاة العصر مباشرة في قاعة رشاد الشوا في مدينة غزة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير