تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من صور التآمر!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[13 - 09 - 2010, 01:48 ص]ـ

من صور التآمر بين قوى الكفر في الداخل والخارج:

ما نقلته بعض الفضائيات والمواقع الإخبارية فيما يتعلق بواقعة حرق مصحف وتمزيق آخر أمام البيت الأبيض، وليس ذلك بغريب، وقد استدل لذلك بعض أهل العلم والفضل بآيات من قبيل قوله تعالى: (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)، وقوله تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ)، فليس ذلك بغريب من كفار أهل الكتاب في الغرب، ولكن الأمر الملفت في الآونة الأخيرة هو استعلان كفار أهل الكتاب من النصارى في بلادنا بعداوة الإسلام ونبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فالمواقع والمراكز التي تبث شائعات وشبه مضحكة، وسافلة في نفس الوقت، فلا تنطلي إلا على سفيه ضعيف العقل، أو سافل قليل الأدب، فأي عاقل له نصيب من الأدب واللياقة يمجها، ولو كافرا، بخلاف من بردت دماء الولاء والبراء في قلبه، حتى صار التنويه بهذا الأصل الإيماني الجليل محظورا، بل صاحبه متهم ببدعة الخوارج حتى بين أوساط من تظن فيهم الديانة!، كما حكى لي بعض الفضلاء ممن أخذ على عاتقه التنويه بحادثة الساعة في مصر: حادثة الأخت كاميليا شحاتة، حفظها الله وفرج عنها، فكثير يتوجس ممن ينوه بتلك النازلة فهو مظنة الثورة الجامحة التي لا تأخذ في الاعتبار مصالح ومفاسد متوهمة في عقول كثير من الناس، أقعدتهم عن نصرة الدين، بالوسائل المشروعة فليس المراد إشعال فتنة مسلحة، فذلك عندهم هو: التريث والتعقل!، الذي أدى إلى نوع برود ظاهر في ردود الأفعال الإيمانية غيرة وحمية تنضبط بضوابط الشرع المحكمة، فلا مكان لعاطفة لا لجام لها من الوحي، فردود الأفعال قد صارت باردة، بل تكاد تنعدم إلا من آحاد من المسلمين بل بعضهم ليس من أهل الديانة، فهو مقصر في التزام أحكام الشرع، ولكنه مع ذلك حار المشاعر، وتلك من العجائب أن يصير الالتزام مظنة البرود، فهو التزام أجوف، كما سماه بعض الفضلاء المعاصرين، ويصير أهل الشجار والعراك في الشوارع أشد حمية لدين الله، عز وجل، مع التحفظ على ردود أفعالهم التي لا تراعي مصلحة شرعية لقلة العلم وضيق الأفق لا سيما في زمان الفتنة وقانا الرب، جل وعلا، شرها، وجعلها نارا تحرق من يريد إشعالها من أهل الكفر والنفاق في الداخل والخارج.

فالشاهد أن الملفت هو استعلان أولئك ببعض ما تخفيه صدورهم فـ: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)، فقد أيدت جمعيات نصرانية مصرية في مهجر الكفر والفتنة: أيدت دعوى النكرة المختل عقليا بشهادة ابنته: تيري جونز، أيدت دعوته لحرق المصاحف في ذكرى أحداث 11 سبتمبر، وشاركت في مظاهرات تحتج على عدم تأييد الإدارة الأمريكية لهذه المغامرة المجنونة، بل قال بعضهم بأنه يستعد لحرق نسخ من التنزيل تصل إلى مائة، تأييدا لهذا التحرك الحاقد الذي يناقض أي عقل أو منطق، فالتعصب قد أعمى القوم فلا بصيرة تدرك معاني الإيمان، أو حتى القيم الإنسانية التي اتفق جمهور العقلاء عليها، ولم يفتهم التنديد بالمصريين المتعصبين الذين يطالبون بتسلم فتاة نصرانية ليجبروها على اعتناق الإسلام، فليس لنا في مصر هم إلا اختطاف بنات النصارى، ثم تنظيم المظاهرات للمطالبة باستلام نسائهم لإجبارهم على اعتناق الإسلام!، وذلك جار مجرى: رمتني بدائها وانسلت!، فالمسلمون يشترون الأتباع بأموالهم!، وما علم ذلك إلا عن النصارى الذين يشترون الأتباع بالخبز والدواء ..... إلخ من الحاجات المحسوسة فليس لهم من الحجج المعقولة نصيب، والمسلمون هم الذين يتلاعبون بمشاعر النصرانيات لجذبهن إلى الإسلام، وما تلك إلا طريقتهم في اقتناص فرائسهم بحسناوات كنائسهم، وطريقتهم في ذلك معروفة في أوساط الشباب!، فالعلاقات الخاصة إحدى الوسائل الدعوية الفعالة!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير