[بطل الضمير العربي، ناجي العلي]
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[17 - 09 - 2010, 01:22 ص]ـ
بِسْمِ اللهِ، وَالصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ الله، خيرَ مَن أقلتهُ بيداءُ وأظلتهُ سماء.
بطل الضمير العربي، ناجي العلي"من الميلاد وحتّى الممات ما قيل عنه وكيف تم اغتياله".
ناجي سليم حسين العلي ولد سنة (1937 إلى 29 أغسطس 1987)، رسام كاريكاتير فلسطيني شهير، تميز بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين؛ وله أربعون ألف رسم كاريكاتوري؛
"اللي بدو يكتب لفلسطين, واللي بدو يرسم لفلسطين, بدو يعرف حاله ميت"الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة, إنها بمسافة الثورة". http://www.palvoice.com/forums/imgcache08/51649.gif
هكذا كان يردد ناجي العلي الذي اغتيل في 1987 على يد مجهول مدفوع من جهاز الموساد الإسرائيلي في قلب العاصمة الإنجليزية لندن.
http://www.palvoice.com/forums/imgcache08/51247.gif منذ كان صبيا كان ناجي مقاوما القوات الإسرائيلية المحتلة أرضه وحينما يسجن يرسم على جدران السجن وطيلة رحلته ظل يرسم ويرسم إلى أن تعدى الأربعين ألف رسمة كاريكاتير، معظمها موقعة بشخصية حنظلة الشهيرة، وحنظلة طفل فلسطيني يعقد يديه خلف ظهره كرمز للفلسطيني المعذب والمناضل والذي يفضح انهزام الأنظمة العربية ومؤامرات العدو الغربي والإسرائيلي ..
http://www.palvoice.com/forums/imgcache08/51249.gif
سأل الفنان والناقد عز الدين نجيب عما يشعر به في ذكرى هذا المناضل فقال: ناجي العلي نموذج لمن تنطبق عليهم صفة ضمير المثقف في قضايا الأمة والمصير الوطني، كانت حياته كلها تعبيرا عن هذا المعنى، الذي كلفه في النهاية حياته نفسها، والغريب أن نفس القضايا والهموم التي كلفته حياته مازالت قائمة، بل تزداد سوء عما كانت في حياته، لكن بدلا من أن يدفع فنانون آخرون حياتهم فإن الشعب الفلسطيني وشعوب عربية أخرى مثل العراق ولبنان تدفع أنهارا من الدماء ليس فقط على أيدي الصهاينة، أو الأمريكان والقوات الدولية، بل كذلك على أيدي إخوانهم في الوطن نتيجة الانقسام الداخلي العربي.
وأضاف نجيب: لهذا السبب نفسه لم يظهر ناجي العلي آخر منذ وفاته؛ لأن القضية تاهت وتشعبت وضاع دم الفلسطينيين والعرب بين القبائل، وها نحن نشهد أسوأ مرحلة في تاريخ الصراع الفلسطيني الفلسطيني وليس الصراع الفلسطيني الصهيوني، وهو ما يضعه الفنانون والمبدعون عادة وسط حقل ألغام وتشابك معاني وأفكار تجعلهم يفقدون الرؤية الناصعة التي امتلكها ناجي العلي.
http://www.palvoice.com/forums/imgcache08/51250.gif
فهو الزمن الرديء الذي تحول فيه الإخوة إلى أعداء، وتحولت فيه المقاومة إلى إرهاب وتبنت هذا المعنى مثلا منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية، وأصبح عمل الفدائيين خطيئة تستحق العقاب، وتحولت فيه الوحدة إلى شراذم، بل تحول فيه الحق إلى مساومات وبيع بالتجزئة تحت مسمى المفاوضات بين السرية والعلنية والمشروطة وغير المشروطة. من هنا فإن أغلب فناني الكاريكاتير على الساحة العربية اليوم يتوزعون بين جلد الذات أو الانكفاء على الهموم الإقليمية لكل بلد في غياب بوصلة تحدد المسار والمصير لقضايا الوطن.
http://moheet.com/image/32/225-300/321573.jpg
من كاريكاتير ناجي العلي
يتابع: بدأت أرى رسوم العلي في وقت مبكر منذ السبعينيات، وكان ظاهرة مدهشة ومبهرة من خلال هذه البصيرة النافذة لقضية الشعب الفلسطيني والعربي، وهي التي نرى أنها تحققت حرفيا بعد رحيله بمزيد من التبعية للقوى المسيطرة دوليا من وراء إسرائيل، وانبطاح الدليل الذي أنامهم في انتظار الرضا والفرج.
وما زال المواطن العربي الصغير الذي مثله ناجي العلي في شخصية حنظلة كما ابتدعه وسجله مازال يعطينا ظهره، وهو يراقب في صمت ويدرك كل شيء دون أن يشارك بفعل حقيقي من أجل تغيير هذا الواقع.
http://www.palvoice.com/forums/imgcache08/51644.gif
¥