الصَّبْرُ وَالصَّبَّار
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[04 - 10 - 2010, 02:20 ص]ـ
الصَّبْرُ وَالصَّبَّار
http://www.utilitycamo.com/photos/cacti.jpg
على مرّ العصور، عاش الصبَّارُ في المساحات الواسعة من الأرض، لكنّها أرضٌ تمتد تحت الشمس، إذ أنَّه يقطن الفيافي ويندُر تواجده في المناطق النائية أو البرمائية أو الزراعيّة؛
http://s.alriyadh.com/2007/06/25/img/256033.jpg
الصبرُ الذي عرفه القدماء المصريون واليونانيون والكنعانيون وجل سكّان العالم قديمًا، حيث عرفته الحضارة كما عرفت العرب في قرون الجاهلية والإسلام شجر الغضى؛
http://4photos.net/photo/54small_1241523599.jpg
والكثير منّا يعرف أن لفظة صَبَرَ يَصْبُر صَابِر، مشتقة من هذا العشب الذي يضرب عميقًا بجذوره في باطن الأرض، وقد يصل ارتفاعه أمتارًا وأمتارًا فوق الأرض، في أقصى درجات الحرارة وأقسى الظروف البيئية يعيشُ؛
http://www.photoseek.com/89BAJ-03-29-Giant-cacti.jpg
وقد نتساءل،! كيف يتمكّن من العيش هكذا وكيف يتحصل على الماء وما هي المصادر الحقيقة له وكيف يتعامل معها خاصة أنّهُ أخٌ لرمال الصحراء وصنو للحرّ وآشعة الشمس؛
http://s.alriyadh.com/2008/06/23/img/236033.jpg
يخلقُ الله عزّ وجل سبحانه كل المخلوقات وقبل ولادتها في أنسجتها أو دمها أو الماء الذي يُخصص لهذه المخلوقات أي في النطفة الأولى مع عناصر الحياة الأربع، يوفّرُ لها كل المقومات التي من خلالها يتكيف هذا المخلوق مع الطبيعة، فالدب أو الذئب في القطبين الشمالي والجنوبي أو مناطق الثلج عامة، نجد على جسمه فروة سميكة تمنحه الدفء والانطلاق كما لو كان لا صقيع هناك ولا برودة؛
http://www.ruoof.net/albom/data/media/2/nature_7.jpg
والصبار كبقية ما في الأرض أو خارجها، وضع الله عزّ وجل عليه طبقة شمعيّة تُمكّنه في حالة الأمطار أن يحوّل القطرات المُتساقطة عليه إلى الأرض حيثُ تلتقفها الجذور الممتدة في الأعماق، وفي حالة عدم وجود الأمطار وهذا هو السائدُ دائمًا، نجد هذه الطبقة الشمعية تفتح مثانها لتلتقط ثاني أكسيد الكربون الذي يعمل على توفير ما تمّ تخزينه من مياه لأطول فترة ممكنة؛
http://farm3.static.flickr.com/2061/2216644684_a9ea733723.jpg
أيضًا، تستطيع جذورُ الصَّبرِ أن تمتص المياه الجوفية من أبعد الأماكن التي تتوفر فيها الآبار،
كلّ هذا يدفعنا لسؤال آخر، هو قريبٌ من هذا الموضوع وبعيدٌ عنه بحيث لا يخفى على الحاذق؟!
http://image.wareseeker.com/software/Home-Shell-Desktop/Misc-Screen-Savers-A-G/details_free-cacti-screensaver-1.0.jpg
كيف لهذا الصبّار الذي يُضرب به المثل في صبره حتّى صار الإنسان الذي يتحمل مشاق الحياة وعنائها أو حتى يثبت في المحن والمصائب، فيكونُ شاكرًا لله عزّ وجلّ، فنقول عنه إنّهُ صبور، كيف لهذا الصبار الذي تخرج منه الفوائدُ الكثيرة بعضها الطبي العلاجي وبعضها خاص بالمستحضرات التجميلية، أن يمنحنا كل هذه الأشياء بفضل من الله عز وجل، وهو الذي يعيش في أحلك الظروف؟!
http://www.allpics4u.com/www/slike/nature/cactus_flowers/cactus_flowers25.jpg
والتي قد لا يستطيعها إنسان، كيف لمخلوق ضعيف لا يملك القوامة ولم يحمل الأمانة ولم يُرزق النعم مثل الإنسان الذي سيطر على كلّ شيء بما منحه الله من سلطة مطلقة على الأرض، كيف لهُ أن يحمل النفع لنفسه بالصبر والتصبر كاسمه تمامًا، والإنسان الذي مكّنهُ الله من جل الأمور الطيبة في الحياة، أصبح على أقبح وجه وصورة قد لا يتصورها منطق ولا واقع!؛
http://vb.arabseyes.com/uploaded/36207_1178404779.jpg
هل أصبح الإنسان حقًا عاجزًا عن نفع نفسه وغيره، بل ويمضي متخبطًا لا يكتفي بضرّ نفسه وتخلف فكره، بل يضرّ الآخرين سواء أكان يشعر بهذا أو لا يشعر، هل صارت المخلوقات أفضلُّ منّا نحن البشر؟!
هل صارت المخلوقات الأخرى أعظم منّا نحنُ البشر؟!
هل صار المخلوقات أجمل منّا نحنُ البشر؟!
هل صارت أطيب منّا نحنُ البشر!.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[04 - 10 - 2010, 05:51 م]ـ
http://www.alhabeib.com/vb/uploaded/89_1211674592.jpg
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[04 - 10 - 2010, 05:51 م]ـ
http://www.med-syria.com/images/clip_image002_0043.jpg
ـ[ولادة الأندلسية]ــــــــ[04 - 10 - 2010, 08:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العنوان في حد ذاته حكاية
جميل جميل، دمت مبدعا
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[04 - 10 - 2010, 08:35 م]ـ
بوركت أخي نور الدين محمود
موضوع يستحق التأمل والاعتبار.
شكرا جزيلا، شكرا جزيلا.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[05 - 10 - 2010, 09:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العنوان في حد ذاته حكاية
جميل جميل، دمت مبدعا
جزيتِ خيرًا أخيّة، أدام الله عليك نعمه، شكرًا لك.
¥