[حكم سماع الموسيقا والأغاني المصاحبة لها]
ـ[وليد صبحي قدو]ــــــــ[03 - 10 - 2010, 10:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
· حكم سماع الموسيقا و الأغاني المصاحبة لها:
فقد لوحظ- مؤخراً – تساهل كثير من المسلمين، في سماع الموسيقا، و الأغاني المصاحبة لها، و مخالفة ما أجمع عليه جمهور أهل العلم، بما في ذلك أ ئمة المذاهب الأربعة، الذين قالوا بحرمة سماع الموسيقا و آلات اللهو و الطرب، كما ذكر ذلك الدكتور (وهبة الزحيلي) في كتابه " الفقه الاسلامي و أدلته " ج 3 صفحة: (573) حيث قال: " و أما الآلات، فيحرم في المشهور من المذاهب الأربعة، استعمال الآلات التي تُطرب، كالعود و الطنبور و المِعزفة و الطبل و المزمار و الرباب و غيرها، من ضرب الأوتار و النايات و المزامير كلها " .... ثم قال:" فمن أدام استماعها رُدََّتْ شهادته، لقوله (ص): ((ليكونَنّ من أمتي أقوام يستحلون الخمر و الخنازير و الحر و المعازف)) رواه البخاري " ثم قال:" و استدلوا على تحريم المعازف في القرآن بقوله تعالى)):و من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله)) سورة الفرقان (6)
قال ابن عباس: إنها الملاهي.و استدلوا بالمعقول: بأن هذه الآلات تطرب، و تدعو الى الصد عن ذكر الله - تعالى- و عن الصلاة، و الى إتلاف المال، فحرمت كالخمور " انتهى.
· و الغريب في الأمر أن بعض الناس، المتساهلين في السماع و المستحلين له، نصبوا أنفسهم مفتين و فقهاء، و أخذوا يخوضون في الأدلة التي ساقها جمهور الفقهاء، فيلوون أعناق النصوص و يؤولونها لكي يخرجوها عن دائرة الاستدلال بها على التحريم، و يجرحون بعض رواة الأحاديث، و يقدحون بالبعض الآخر!! و هم ليس لهم باع في العلم و لم يتخصصوا فيه؟؟!! و يقولون – زوراً و بهتاناً: (ليس هناك دليل صحيح صريح في تحريم سماع الموسيقا و الأغاني)!!!!.
· و قد قال الإمام ابن قيم الجوزية – رحمه الله- في كتابه (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) ص: 256: " و لا ينبغي لمن شمّ رائحة العلم أن يتوقف في تحريم ذلك – أي المعازف – فأقلّ ما فيه؛ أنه من شعار الفُسَّاق و شاربي الخمور ".
و يقول في صفحة: 269:" الغناء رُقية الزنا، و مُنبِتُ النفاق، و شرَك الشيطان، و خمرة العقل، و لا تجد أحداً عُني بالغناء و سماع آلاته إلا و فيه ضلال عن طريق الهدى علماً و عملاً، و فيه رغبة عن استماع القرآن الى استماع الغناء، بحيث إذا عُرض له سماع الغناء و سماع القرأن، عدل عن هذا الى ذلك و ثقُلَ عليه سماع القرآن " انتهى.
** و قد قال رجل لابن عباس: ما تقول في الغناء أحلال هو أم حرام؟ فقال: أرأيت الحق و الباطل إذا جاءا يوم القيامة،فأين يكون الغناء؟ فقال الر جل: مع الباطل. فقال ابن عباس: اذهب فقد أفتيت نفسك.!!
** و قال ابن مسعود: " و الغناء يُنبت النفاق في القلب كما يُنْبِتُ الماء الزرع - و في رواية – البقل " و الحديث مرفوع الى النبي (ص).
و قد أورد الإمام ابن القيم في كتلبه (إغاثة اللهفان) صفحة: 285، تحت عنوان: (أدلة تحريم اللهو و المعازف في السنة) أورد أكثر من عشرة أحاديث في ذلك، أحدها في صحيح الامام البخاري، و بعضها في مسند الامام أحمد، و سنن الترمذي، و صحيح ابن ماجه، و غيرهم.
و قد صحح الامام ابن حجر العسقلاني حديث البخاري الذي طعن فيه (ابن حزم) و قال ابن القيم:" .. و لم يَصْنَعْ مَنْ قدح في صحة هذا الحديث شيئاً، كابن حزم نصرةً لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي ".
و الحديث يقول فيه النبي (ص):" ليكونن من أمتي قوم يستحلُّون الحرَّ و الحرير و الخمر و المعازف "، و الحرُّ: هو الفرج و يعني الزنا.- و في رواية: الحر و الحرير.
و الحديث ذكر كلمة (يستحلون) و لم يقل: يستمعون، و في هذا تصديق لنبوءَة الرسول (ص) عندما نسمع عن أناس يستحلون سماع الموسيقا، و هي حرام!!.
** و من أراد التفصيل في الأدلة و المزيد منها، فليرجع الى كتب الفقه مثل، كتاب (نيل الأوطار) للشوكالني ج 8 صفحة: 96، و كتاب (إغاثة اللهفان) لابن قيم الجوزية صفحة: 254، و كتاب (الفقه الاسلامي و أدلته) للزحيلي ج3 صفحة: 573 ... و غيرها من الكتب الفقهية.
· و أختم بجملة ذكرها الإمام الشوكاني في كتابه (نيل الأوطار) ج8 صفحة 104:" و إذا تقرر جميع ما حرَّرناه من حجج الفريقين، فلا يخفى على الناظر، أن محل النزاع اذا خرج عن دائرة الحرام، لم يخرج عن دائرة الاشتباه، و المؤمنون وقَّافون عند الشبهات، كما صرّح فيه الحديث الصحيح، و من تركها فقد استبرأ لعرضه و دينه " انتهى. (يعني الاحتياط مطلوب في الدين).
· أسأل الله تعالى أن يلهمنا الصواب، و أن يردنا الى جادة الحق، و أن يبعدنا عن اتباع الأهواء و الشيطان، إنه نعم المولى و نعم النصير.
إعداد: وليد صبحي قدو (أبو العلا)
¥