رابعا: اذا كان صيام هذه الأيام يقى من شر مستطير فلماذا لم يفرضها رسول الله كما فرض شهر رمضان, فمعلوم أن صيام هذه الأيام محمول على الندب لا على الوجوب, فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض له عارض فلا يصومها مما يدل على عدم الوجوب، وهذا متفق عليه. فهل من المنطق أن النبى صلى الله عليه و سلم يعلم أن البشر يتأثرون بالقمر و يرتكبون أفعال اجرامية ثم لا يجعل صيام هذه الأيام فريضة.
و قد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى, متى تصام هذه الأيام؟ وهل هي متتابعة؟. فأجاب:
هذه الأيام الثلاثة يجوز أن تصام متوالية أو متفرقة، ويجوز أن تكون من أول الشهر، أو من وسطه، أو من آخره، والأمر واسع ولله الحمد، حيث لم يعين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سئلت عائشة - رضي الله عنها -: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: " نعم "، فقيل: من أي الشهر كان يصوم؟ قالت: " لم يكن يبالي من أي الشهر يصوم " – رواه مسلم (1160) -، لكن اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر أفضل، لأنها الأيام البيض. (مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين 20 / السؤال رقم 376).
و يمكن مراجعة هذه الفتوى على موقع الاسلام سؤال و جواب لفضيلة الشيخ/ محمد صالح المنجد http://www.islamqa.com/ar/ref/49867 (http://www.islamqa.com/ar/ref/49867)
فاذا كان النبى صلى الله عليه و سلم لم يهتم بأن تكون الثلاثة أيام فى منتصف الشهر فلماذا نعظم هذه الأيام القمرية, و نقيم عليها اعجاز مزعوم.
خامسا: اذا كان القمر يؤثر على الناحية النفسية للبشر باللليل و ليس بالنهار, فلماذا لم يامر النبى صلى الله عليه و سلم بصيام الليل بدلا من النهار, حيث يكون التعرض لجاذبية القمر أكبر و تاثيره على ماء الجسد اقوى من فترة النهار التى لا يتعرض فيها الجسد لجاذبية القمر.
سادسا: يقول البحث (" إن جسم الإنسان مثل سطح الأرض يتكون من 80 % من الماء والباقي هو المواد الصلبة ". ومن ثم فهو يعتقد بأن قوة جاذبية القمر التي تسبب المد والجزر في البحار والمحيطات تسبب أيضا هذا المد في أجسامنا عندما يبلغ القمر أوج اكتماله في أيام البيض).
و اذا صح هذا الكلام على المستوى النظرى فلن يتحقق على المستوى العلمى العملى, حيث أن ماء الأرض فى أى بحر متصل (أى كتلة واحدة كبيرة) و يمكن أن يحدث تأثير جذب واضح من القمر عليه, أما فى جسم الانسان فغالب الماء يوجد بداخل الخلايا و بالتالى فهو منفصل بحدود الخلايا, كما ان الماء بداخل الأوعية الدموية يخضع لعدة قوانين ربما جعلت تاثير القمر محدود. و هذا هو ما أكدته الدراسات العلمية الآتية:
** على موقع سكيبدك http://www.skepdic.com/fullmoon.html (http://www.skepdic.com/fullmoon.html) فى مقالة أكثر من رائعة تحت عنوان ( full moon and lunar effects) , بينت المقالة أن كل الاحصائيات الحديثة تدل على أن العلاقة بين القمر و الانسان مجرد سراب, و أوردت المقالة عديد من الأبحاث التى تثبت أن تأثير القمر على الانسان خرافة منشأها:
1. الاعلام (من خلال أفلام الخيال)
2. خرافة موروثة من بعض الفولكلور الشعبى لبعض الأمم البائدة كالبابلية
3. الاعتقاد الخاطىء فى أن القمر يؤثر على ماء الانسان الذى يمثل 80 % من وزن الانسان, و قد نفى المقال هذا الاعتقاد الخاطىء لكون قوة جذب القمر على الانسان ضعيفة بسبب بعده الشديد عنا, حتى ان قوة الجذب بين أم و طفلها المحمول بين يديها تفوق قوة جذب القمر بمقدار 12 مليون مرة. كما أن ماء البحار يكون حر بينما ماء الانسان مرتبط غير حر و لا متصل ببعضه البعض.
** و على موقع مجلة العلوم الأميريكية http://www.scientificamerican.com/article.cfm?id=lunacy-and-the-full-moon (http://www.scientificamerican.com/article.cfm?id=lunacy-and-the-full-moon) , نجد مقال آخر بعنوان ( Lunacy and the Full Moon), و قد نفى كاتب المقال بشدة أن تكون هناك علاقة بين القمر و ماء الانسان و عدها من الخرافات للسباب التالية:
1.البعد الشديد بين القمر و الانسان, مما يستحيل معه وجود قوة جذب معقولة بين القمر و ماء الانسان, بل ان بعوضة على ذراع الانسان لها قوة جذب على الانسان اكثر من القمر بكثير.
¥