إن كثيرا من الناس يعيشون حياة جوفاء حياة جسدية حياة شكلية، فتجد الإنسان المثقف يعيش مع زوجته دهرا، ولم تفد منه زوجته حكما أو علما أو فكرا، بل ويعدد، وهكذا حاله مع الثانية والثالثة والرابعة، والأمثلة في مجتمعنا العربي كثيرة.
هنا خلل؛ فلنضع أيدينا عليه، ولنتذكر أن الهروب من المشكلة ليس حلا لها، ولقد أعجبني الأستاذ سامي الفقيه الزهراني بمشاعره حين نقل لنا المقال الذي يشعر بالعوانس من النساء، وتلكم النظرات التي تجرحها بسهام القول: أنت عانس، ولكن ليس حلُّ هذه المشكلة التعددَ، بل أرى أن حلها بتيسير الزواج على الشباب وتسهيله وتخفيف المهور والرضا بالقليل والاعتراف بالحياة الجديدة التي اشتدت نار أسعارها وقبل هذا كله تثقيف الشباب بالحياة الزوجية، ولا ينحصر التثقيف بالرجل، بل يجب وجوبا أن تقام للنساء دورات معتبرة تعلمهن أن الزواج ليس مسلسلا تركيا أن الزواج ليس تحقيقا لكل ما تريد أن الزواج ليس شهوة جنسية أن الزواج ليس حياة بالأسواق أن الزواج ليس تنقلا عن مكان إلى مكان ومن زيارة إلى زيارة أن الزواج روح وروح عقل وعقل مزرعة للأجيال يجب أن تنتج جيلا يؤهل للقيادة للريادة للعلم للأدب للذوق للتعايش للابتكار للإبداع، ولقد أعجبني الأستاذ محمد التويجري حين قال: لا تطفئ النار بالنار، ولكنني أختلف مع من قال:
لا تتزوج. بل تزوجوا، وعيشوا بأرواحكم تنعموا بالزواج.
تزوجوا، وفكروا بعقولكم لا بعواطفكم تنعموا بالزواج.
تزوجوا، وتعاملوا مع النساء على أنهن ناقصات، ويحتجن تعديلا، وأنتم - معشر الرجال - ذاك التعديل الذي يغير مسار الحياة لتنعموا.
لا تفكر لترتاح أنت، بل فكر لتغير العائلة، فكر لتغير مسار الوسط الذي تعيشه، فكر بروحك بعقلك بعملك، ولا تكتفي بالأحلام، فالأيام تسير، بل تركض ركضا، ونحن لما نتقدمْ خطوة واحدة مع الأسف الشديد.
أنا أرفع يدي موافقا لكل من أراد أن يتزوج الثانية والثالثة والرابعة بهذه الشروط التي ذكرتها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا فض فوك، قسمًا بالله من أحكم ما قرأتُ هُنا، أثابك الله أخي الفاضل، أعجبني تركيزك على فهم المرأة للرجل وفهم الرجل للمرأة وألا نتزوج لمجرد إشباع الرغبات والعيش كالبهائم بل أضل، أعجبني إنصافك للقول الذي تبنيتُ من قبل أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تجري على ألستنا في هذه الأمور لنا في رسول الله وصحابته أسوة حسنه في مثل هذا الأمر، فأين الأولويات؟!، أعجبني عدم اللوم على المرأة فقط ولا الرجل فقط بل على كليهما وهذا هو الواقع كما أضيف أن صلاح المرأة من صلاح الرجل لأنّهُ القوّام أليس كذلك. بورك فيك أخي وحفظك وزادك علمًا وأدبا، قولٌ يُعادل ملايين الأقوال أحسنت.
ـ[زاهر الترتوري]ــــــــ[01 - 10 - 2010, 08:39 م]ـ
يا سادة إشباع الرغبات والشهوات ما اتصل منها بالزواج وما لم يتصل ليس عيبا ولا منقصة، وما دام بالحلال وينصرف به الإنسان عن المحرمات ففيه الأجر والثواب.
لي عودة بإذن الله إلى هذه النقطة
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 10 - 2010, 08:44 م]ـ
الزواج بأكثر من زوجة واحدة أمر مطلوب بشرط: أن يكون الإنسان عنده قدرة مالية، وقدرة بدنية، وقدرة على العدل بين الزواجات.
فإنَّ تعدُّد الزوجات يحصل به من الخير تحصين فروج النساء اللاتي تزوجهن، وتوسيع اتصال الناس بعضهم ببعض، وكثرة الأولاد، التي أشار النبي صلى الله عليه وسلم إليها في قوله: (تزوجوا الودود الولود)، وغير ذلك من المصالح الكثيرة، وأما أن يتزوج الإنسان أكثر من واحدة من باب المفاخرة والتحدّي، فإنه أمر داخل في الإسراف المنهي عنه، قال تعالى: (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)
ابن عثيمين.
...............................................
تلقى فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي - رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين - استفساراً من أحد القراء يقول فيه: ما معنى (وَلنْ تستطيعوا أنْ تَعْدِلُوا بيْن النساء)، وهل هي دليل على منع تعدد الزوجات؟
وقد أجاب فضيلته على السائل بقوله: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اتبعه إلى يوم الدين، وبعد:
¥