المسألة الثالثة: في الحديث بيان معنى أنّ الله هو الدّهر، وأنّ معناه: أنّه هو الذي يخلُق، ويدبِّر ويُجري هذه الحوادث في هذا الزمان، وليس معناه أن الدهر من أسماء الله، والحديث يفسِّر بعضُه بعضًا.
* أرجو ممن لديه إجابة على استفسار الأستاذ أبي سهيل أن يفيدنا، وإن وجدتُ شيئا فسأعود إن شاء الله.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[15 - 10 - 2010, 08:45 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
محاولة للإجابة على التساؤل:
قال فريق من أهل العلم: كيف يوسم اليوم بأنه يوم نحس، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله: لا تسبوا الدهر فإني أنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب ليله ونهاره)؟ فكيف وُصِفت الأيام هنا بأنها أيام نحس وفي الآية الأخرى فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ [فصلت:16]، وفي الحديث القدسي: (قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار؟).
فالإجابة من وجوه:
الوجه الأول:
أن الذي وصف الأيام بأنها أيام نحس هو الله سبحانه وتعالى، فلا راد لوصفه، ولا راد لحكمه، ولا راد لقضائه سبحانه وتعالى.
الوجه الثاني:
أن النهي عن سب الدهر إذا كنت تعتقد أن الدهر هو المتصرف في الأمور، وأن الدهر هو الذي كان سبباً في تسليط هذه الأشياء عليك، لكن إذا رددت الأمر لله سبحانه وتعالى فلا جناح عليك.
وهذا كأوجه الجمع التي وردت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة)، وبين حديث الرسول: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)، فمن أوجه الجمع بين هذه الأشياء: أن تعتقد أن العدوى مؤثرة بذاتها، وتجعل ذلك بمعزل عن إرادة الله سبحانه وتعالى، فنفيت العدوى بهذا الاعتبار، وقال: (فر من المجذوم فرارك من الأسد) على أنه من باب الأخذ بالأسباب. قال سبحانه: http://www.alfaseeh.com/vb/sQoos.gif إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ * تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ [القمر:19 - 20]، وقوله: (في يوم نحس): يدل على أنها كانت أياماً وليست بيوم، كما قال: سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا [الحاقة:7]، وكذلك قال تعالى: ((فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ)) [فصلت:16]، فيوم في هذه الآية اسم جنس، قال تعالى: (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ * تَنزِعُ النَّاسَ) أي: ترفعهم وتنزعهم، وكأنهم كانوا مثبتين في الأرض وهي تنزعهم من جذورهم، تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر:20 - 22].
المصدر: شبكة التسجيلات الإسلامية
والله أعلم بالصواب وهو الموفق
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[15 - 10 - 2010, 08:57 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
الجمع بين حديث: (الدنيا ملعونة ... ) والنهي عن سب الدهر
السؤال: كيف يجمع بين حديث: (الدنيا ملعونة .. ) إلى آخره، وبين حديث: (لا تسبوا الدهر .. )؟ الجواب: قوله: (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها) ليس سبّاً للدهر، بل المعنى أنها مذمومة، فالمراد باللعن الذم، وهي مذمومة، فقد ذمها الله في القرآن والسنة، قال تعالى: http://www.alfaseeh.com/vb/sQoos.gif وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ http://www.alfaseeh.com/vb/eQoos.gif[ آل عمران:185]، فهذا ذم لها، ومنه قول الله تعالى: http://www.alfaseeh.com/vb/sQoos.gif وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ http://www.alfaseeh.com/vb/eQoos.gif[ الإسراء:60]، وهي شجرة الزقوم، ذمها الله، والمراد باللعن هنا: الذم. وقوله: (إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم)، أي أن العبادات والتعلم والتعليم وما يراد به وجه الله كله مستثنى، وما عداه فهو مذموم، فعلى هذا ليس هناك أي إشكال .......
من موقع إسلامي
أختي الحبيبة: رحمة جزاك الله خيرا على الموضوع وجعله الله في موازين حسناتك يوم تلقينه، وجزى الله خيرا الأستاذ الفاضل: أبا سهيل
والله أعلم بالصواب
ـ[رحمة]ــــــــ[15 - 10 - 2010, 09:06 م]ـ
جزيتما خيرا ينابيع الخير كله و زهرتنا المتفائلة دائما:) , و بوركت الجهود الجميلة.
جعلها الله في ميزان حسناتكما يوم تلقونه.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[15 - 10 - 2010, 09:17 م]ـ
جزيتما خيرا ينابيع الخير كله و زهرتنا المتفائلة دائما:) , و بوركت الجهود الجميلة.
جعلها الله في ميزان حسناتكما يوم تلقونه.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
تعليق
في الحقيقة، بوركت جهودك المتألقة أنت ِ يا رحمة، فلقد كنت ِ سببا لتعرفنا للكثير من الأمور.
ودمت ِ مبدعة في طرحك للمواضيع ومتميزة في انتقائك.
أسأل الله أن يوفقك، وأن ينير دربك بالخير والنور، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة / اللهم آمين
ودمت ِ نافعة وناشرة للخير دوما