وفي كل الأحوال تبقى الدولة الهشة نموذجا على فشل أصحابها في تأليف القلوب. فإن القلوب لا تأتلف إلا برسم الديانة، فهو أعظم ما تأتلف عليه القلوب ولو باطلا محضا يخالف المنقول الصحيح والمعقول الصريح.
وغالبا ما يكون رئيس الأقلية ذا هيبة فيبسط من إرهابه الفكري والسياسي، ما يجعله خطرا على الدولة التي تقدم على النقيض شخصية في أحس أحوالها مسالمة، وغالبا ما تكون مستسلمة متخاذلة تزن الأمور بميزان التحالفات الاستراتيجية المزعومة التي تحركها بواعث المصلحة الشخصية الخاصة، ولو على حساب المصلحة الشرعية، بل والدنيوية العامة، فكثير من ملوك الجور يبيعون ثروات بلادهم بأثمان بخسة، بل قد يفرطون في أبنائها، ولو استطاعوا بيعهم في أسواق النخاسة استبقاء لعروشهم لفعلوا، فمقابل رئيس الأقلية الذي يوصف بالحنان!، وهو مسعر حرب وموقظ فتنة وغال في الدين غلوا جعله من رءوس الكفر، مقابله يتربع غافل عن كل ما حوله حتى عن مصلحته الشخصية في حفظ ملكه، والأقلية تأرز إلى مقدمها فيحظى بالتأييد التام، بل هو نائب الإله زعموا!، وذلك مئنة من شدة التدين ولو باطلا، والأكثرية تنفر ممن يحكمها فتتمنى زوال ملكه فـ: "شرار أئمتكم الذين تلعنونهم ويلعنونكم وتبغضونهم ويبغضونكم"، وقد جاوز الأمر حد اللعن إلى السب بما يستحى من ذكره صراحة!، ولكن المؤسف أن الكره المتبادل هنا قد أسس على عقد ولاء وبراء دنيوي، فما تذمرت الأكثرية من التفريط في الديانة حتى طال ذلك الأصول، بل تذمرت لغلاء ما يستعان به على قضاء وطر البطون والفروج، فهناك محبة دينية ولو باطلة، فذلك عقد ديني، وهنا كره لأجل الدنيا فذلك عقد دنيوي محض، فمن ينتصر: قوم معهم الحق قد شغلوا عنه بالمآكل والمشارب والمناكح، أو قوم على باطل، ولكنهم أخلصوا النية فعقدوا العزم على نصرته ولو بإشعال فتنة عامة؟!.
فالمسلمون يختارون رئيسا ميوله تصالحية، والصرب في المقابل يختارون رئيسا ميوله عدوانية تصدر عن آراء الكنيسة الأرثوذكسية اليوغسلافية فلها هيمنة كبيرة على العقل الصربي، ولها حقد تاريخي على المسلمين لا سيما العثمانيين الأتراك، وفي مصر يؤيد النصارى شخصية تصادمية تمتاز بحب الظهور بـ "جر شكل" الآخر كما يقال عندنا في مصر!، وعلى الطرف الآخر دولة مدنية شديدة التطرف في تقرير مبادئ العلمانية وفرضها على المسلمين فرضا برسم السلطان الجائر، فمن لم يستقم بالقرار الرسمي!، فهناك طرائق كثيرة تجعله يرضى ولو ظاهرا بالسير على صراط العلمانية المعوج، والقهر والإرهاب سلاح أصحاب المذاهب والمقالات الردية، وذلك مئنة من الإفلاس الفكري الذي يعاني منه الطرفان: الكنيسة التي تمارس كهنوتا دينيا منفرا لعلها تستبقي ما بقي من أبنائها!، والدولة التي تتعامل مع الشعب تعامل السيد مع العبد
والبوسنة اليوم في ظل دولة المؤسسات!، تستجيب للضغوط الأمريكية لتسليم الإخوة العرب ممن شاركوا في الجهاد البوسنوي فرجح الله، عز وجل، بهم كفة المسلمين من أهل البوسنة، مع ضآلة الموارد البشرية والمادية والعسكرية، حتى اضطرت قوى الغرب إلى عقد اتفاقية "دايتون" التي مع جورها وحيفها لم تكن لتعقد لولا أن قدر الرب، جل وعلا، سلسلة من الانتصارات العسكرية الكبيرة في المواجهات الحقيقية، لا مواجهات النساء والشيوخ والأطفال فهي المواجهات المفضلة عند الجبناء!، وقد كان للصرب وأعوانهم من نصارى الشرق والغرب منها قدر كبير، فذلك مما يلائم خسة نفوسهم ودنو هممهم، فتستجيب البوسنة اليوم بتسليم أولئك الشرفاء إلى أمريكا أو إلى دولهم العلمانية التي تحقد على المسلمين عموما، والمجاهدين خصوصا، فهم أشد خطرا، وتلك ضريبة الدولة المدنية التي تتملق الغرب لنيل شرف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي!.
وقد يكون الرئيس بكر بيجوفيتش كأبيه الرئيس علي عزت بيجوفيتش، رحمه الله، قد يكون مثله في حسن المقصد والعمل لصالح المسلمين العام، ولكن يبدو أنه ليس في نفس صلابته، فعود الرئيس الراحل قد اشتد بتوالي النوازل والابتلاءات عليه، وهو ما جعله رجلا عنيدا يقاوم ما استطاع ضغوط الغرب لتصفية الوجود الإسلامي في البلقان مع قلة النصير بل عدمه في كثير من الأحيان.
وإلى الله المشتكى.
ـ[أختي الكريمة]ــــــــ[07 - 10 - 2010, 09:33 ص]ـ
وماذا أيضا يا أخي رعاك الله؟
إن من المفترض أن نكون على علم تام أن الله عز وجل أباح لنا الزواج من الكتابيات وهذا سيحل الفتنة العارضة لأخواتنا النصرانيات اللاتي يسلمن
على أن يكون ذك جهرا وليس سرا أقصد أن تتم الخطبة من أهل الفتاة النصرانية اللتي يفترض أنها حالة حب (على قول البعض) من قلوبها لا أتحدث عن أشياء أخرى لعلكم تفهمون أخوتي وأخواتي ونحن نعلم
قول الله عز وجل (ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البرمن اتقى واأتوا تأتوا البيوت من أبوابها)
وهذا يدعم جيدا فكرة المؤاخاة الوطنية بين المسلمين في مصر وأي دولة كانت لكن لا يجوز النصراني الكافر لمسلمة لأنهم لا يومنون بمحمد صلى الله عليه وسلم فيحق لهم أن يقبلوا بالزواج لإيمان المسلمين بعيسى عليه السلام فلن يضيرها لأنه يومن برسولها ليس هذا بدعا من القول ثم إن فلا عار ولا دمار ونحذر من الزواج دون ولي الأمر لأنه من أركان الزواج ومن عاد يعتدى لا مكنهم الله على الضعيفات ينتقم الله منه ويدخله جهنم وبئس المصير آمين يا الله