فلما رأيت الشيخ احتد واشتد خشيت عليه من تغير مزاجه فغيرت مسار الحديث فسألته عن نشأته وطلبه للعلم فقال:
ولدت سنة 1346 هـ ولازمت الشيخ السعدي قرابة ستة عشر سنة وحضرنا عليه دروسا كثيرا واستفدنا منه كثيراً
ومن المشايخ العلماء المهتمين بالاجازات الشيخ علي بن ناصر بوادي
قلت: هل أجاز أحدا من أهل عنيزة (رجع الحديث مرة أخرى عن الإجازات والأسانيد)
فقال: أجاز لعشرين شيخاً
قلت: هل بقي أحد منهم حياً
قال: كلهم تحت الثرى ومنهم والدي الذي أخذت العلم على يديه ووالدي مجاز من كثيرين منهم ابراهيم بن عيسى المؤرخ
وعلي بوادي رحل للهند ومجاز من صديق حسن خان ونذير حسين
قلت: من بقي من زملائك من الأحياء؟؟
قال: الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن حنطي وهو درس على عبد العزيز المطوع وتولى قضاء الدرعية سنة واحدة ثم اشتغل بتحفيظ القرآن في عنيزة (وهذا مما أكد لي ضرورة زيارته فزرنا في بيته وسوف أتحدث بعد قليل عن زيارته)
قلت شيخنا هل لكم مؤلفات؟؟
قال نعم كثيرة منها: روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وأطلعني على مجلد منه وقال هو موجود في مكتبة في الرياض
ثم قال القهوة والتميرة .... القهوة والتميرة
ثم تجول بنا جولة في غرفة المخطوطات وفتح لنا الباب ولمسنا المخطوطات الحقيقة التي عمرها مئات السنين والتي لو أنها في مكتبات أخرى فإنها تجد اهتماما وعناية فائقتين ويمنع لمسها
تألمت للاهمال الموجود في غرفة المخطوطات حيث يوجد 600 مخطوطة من نفائس التراث
ولم نجد خلال طول زيارتنا زائرا واحدا للمكتبة
والشيخ متألم جدا من إعراض الناس عن العلم والمكتبة وقال: إذا زارنا بعضهم فيزورنا لأجل هذه الجرائد والمجلات
ثم سألته عن التصوير الفوتوغرافي فقال أنا من المجيزين له
ثم سألته: هل زاركم علماء في المكتبة؟؟
قال كثيرون منهم الشيخ زهير الشاويش والشيخ الألباني وغيرهم
والتحق بهذه الزيارة أخونا عبد الله التوم والأستاذ تميم القاضي ولم يسمعا بما دار بيننا حول الاجازة فقال التوم نريد أن نسمع منكم حديث الرحمة والإجازة فصرخ في وجهه وأعاد ماذكره سابقاً ...
وانتهت الزيارة ودعانا على الغداء فاعتذرنا وشكرنا كثيرا وأثنى على أدب أهل الشام عندما عرفني من الشام وقال مبتسماً أنا أخذت لي شامية ..... قلت إذن أنت صهرنا يا شيخ
وودعناه وانطلقنا
وهنا اعتذر الأخ أبو عبد الملك وانطلقت من أخي عبد الله التوم وأخي تميم القاضي وفي السيارة طلب مني الشيخ تميم سماع حديث الرحمة فا عتذرت منه لقلة بضاعتي ثم استجبت له لاحقاً بعد إلحاحه
وانطلقت بنا السيارة بين تلك الربوع .... ومررنا بجوار بيت شيخنا العلامة الصالح بن عثيمين فسألت الإخوة هل الدروس والمجالس العلمية لا زالت قائمة قالوا نعم ... ثم قلت للإخوة أريد أن أرى مسجده وأريد أن أعرف المسافة التي بين بيته ومسجده حيث كنت أعلم أنه كان يمشيها مشيا وأن بعض طلبة العلم قرؤوا عليه خلال ذلك المشي كتباً
وبالفعل وجدتها مسافة تزيد على ألف متر وهناك ثلاثة مساجد متقاربة أحدها من طين والأخر محسّن قليلا والثالث هو المسجد الكبير الواسع على الطريقة الحديثه وهو الذي سمي باسم الشيخ رحمه الله
فرأيت مرابع القوم .... فتذكرت قول الأول: وما حب الديار شغفن قلبي .....
ووصلنا إلى بيت الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن حنطي
وإلى لقاء آخر أروي لكم تفاصيل ما جرى
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[12 - 03 - 06, 09:13 ص]ـ
مدير المكتبة الصالحية الذي زرناه هو الشيخ محمد العثمان القاضي
وأخبرنا بأن هذه الاسم مأخوذ من صالحية دمشق التي كانت موطن الجنابلة
ـ[المنصور]ــــــــ[12 - 03 - 06, 10:42 ص]ـ
قلتم فضيلة الدكتور نقلا:
(((ومن المشايخ العلماء المهتمين بالاجازات الشيخ علي بن ناصر بوادي
قلت: هل أجاز أحدا من أهل عنيزة (رجع الحديث مرة أخرى عن الإجازات والأسانيد)
فقال: أجاز لعشرين شيخاً
قلت: هل بقي أحد منهم حياً
قال: كلهم تحت الثرى ومنهم والدي الذي أخذت العلم على يديه ووالدي مجاز من كثيرين منهم ابراهيم بن عيسى المؤرخ
وعلي بوادي رحل للهند ومجاز من صديق حسن خان ونذير حسين))).
أقول: شيخنا عبد الله بن عقيل من هولاء الذين أجازهم ابن وادي، فهو عالي السند.
والله الموفق،،،
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[12 - 03 - 06, 12:20 م]ـ
أخي المنصور نصرك الله
صدقت إن شيخنا الشيخ عبد الله بن عقيل يروي عن علي ابو وادي
فقد قرأ عليه أوائل الكتب الستة وأجازه بالباقي وذلك سنة 1357 هـ
فمن قرأ الآن أوائل الستة على الشيخ ابن عقيل يكون قد طوى سبعين سنة ما بين السماعين وهذا مما له معنى عند المحدثين
وأرجو من الإخوة رواد هذه الصفحة
ذكر من بقي من الأحياء يشارك الشيخ عبد الله بن عقيل بروايته عن الشيخ علي أبو وادي
مشكورين
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[12 - 03 - 06, 01:00 م]ـ
الأخ الفاضل الشيخ عامر بهجت
لقد تمتعت برحلتكم لما وجدت فيها من تشابه بل تطابق في المشاهدات فجزاك الله خيرا
وإياك جزى خيراً
شكراً لكم يا شيخ يحيى
بارك الله فيكم
¥