تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فوائد منتقاة من كتاب الحافظ السلفي الوجيز في ذكر المجاز والمجيز]

ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[27 - 03 - 06, 11:28 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[فوائد منتقاة من كتاب الحافظ السلفي الوجيز في ذكر المجاز والمجيز]

قال الإمام الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السلفي الأصفهاني ثم الإسكندري رحمه الله تعالى:

1. فكل محقق يتحقق ويتيقن أن الإسناد ركن الشرع وأساه فيتسمت بكل طريق إلى ما يدوم به درسه لا اندراسه.

2. وفي الإجازة كما لا يخفى على ذي بصيرة وبصر دوام ما قد روي وصح من أثر وبقاوة بهائه وفائه وبهجته وضيائه. ويجب التعويل عليها والسكون أبدا إليها من غير شك في صحتها وريب في فسحتها إذ أعلى الدرجات في ذلك السماع ثم المناولة ثم الإجازة.

3. ولا يتصور أن يبقى كل مصنف قد صنف كبير ومؤلف كذلك صغير على وجه السماع المتصل على قديم الدهر المنفصل ولا ينقطع منه شيء بموت الرواة وفقد الحفاظ الوعاة فيحتاج عند وجود ذلك إلى استعمال سبب فيه بقاء التأليف ويقضي بدوامه ولا يؤدي بعد إلى انعدامه. فالوصول إذا إلى روايته بالإجازة فيه نفع عظيم ورفد جسيم إذ المقصود به إحكام السنن المروية في الأحكام الشرعية وإحياء الآثار على أتم الإيثار سواء كان بالسماع أو القراءة أو المناولة والإجازة.

4. لكن الشرط فيه المبالغة في الضبط والإتقان والتوفي من الزيادة والنقصان وأن لا يعول فيما يروى عن الشيخ بالإجازة إلا على ما ينقل من خط من يوثق بنقله ويعول على قوله ثم بعد ذلك الجنوح إلى التسهيل الذي هو سواء السبيل والميل إلى الترخيص لا المنع والتغليظ المؤديين إلى عدم التخليص أخذا بقوله تعالى: (وَما جَعَلَ عَلَيكُم في الَّدينِ مِن حَرَجٍ مِلَةَ أَبيكُم إِبراهيم) و (يُريدُ اللَهُ بِكُم اليُسرَ وَلا يُريدُ بِكُم العُسر).

5. وملاحظة ما يؤدي إلى منفعة وفائدة، إلى طلاب الشرع عائدة أولى من إهمالها والمنع منها وإبطالها.

6. فإن احتج محتج بأن رواية المسموع أحوط وعن الغلط أبعد من رواية المجاز الذي لم يقرأ على شيخ ولم يضبط ففي الذي تقدم جوابه وزوال ما قاله وذهابه ويقال له أيضا: ليس أحد معصوما من الغلط وما يتم عليه وقت الكتابة من السقط فإذا لم يكن السامع من الشيخ عارفا ولما يأخذ عنه ضابطا دخل عليه السهو وذهب عليه الغفو بخلاف المجاز له المتيقظ الحافظ العارف به يؤديه ويورده ويرويه.

7. ومن منافع الإجازة أيضا أن ليس كل طالب وباغ للعلم فيه راغب يقدر على سفر ورحلة، وبالخصوص إذا كان مرفوعا إلى علة أو قلة أو يكون الشيخ الذي يرحل إليه بعيدا وفي الوصول إليه يلقى تعبا شديدا. فالكتابة حينئذ أرفق وفي حقه أوفق ويعد ذلك من أنهج السنن وأبهج السنن فيكتب من بأقصى المغرب إلى من بأقصى المشرق فيأذن له في رواية ما يصح لديه من حديث عنه ويكون ذلك المروي حجة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كتب إلى كسرى وقيصر وغيرهما مع رسله فمن أقبل عليهم وقبل منهم فهو حجة له ومن لم يقبل ولم يعمل فحجة عليه. ومما يحتج به أيضا في هذا الباب وأن الأخذ به عين الصواب إيفاده صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش إلى ناحية نخلة في سرية ودفع إليه كتابا مختوما وأمره ألا يفكه حتى يسير يومين ثم يفكه وينفذ ما فيه من الأمر فامتثل عبد الله ذلك. وهو في العمل بالإجازة نص صحيح ونصح منه صلى الله عليه وسلم صريح.

8. وقد اختلق القائلون بصحة الإجازة أسماء يلجؤون إليها عن أتم معرفة بالتعويل عليها عند الرواية وكيفية اللفظ الذي يرتضيه أرباب الدراية وأجود ذلك عندي الرواية ولدى التأمل أثبته وأبينه أن يقول المحدث في الرواية عمن شاهده وشافهه: أنبأني وفيمن كاتبه ولم يشاهده: كتب إلي وفيما سمعه: أخبرنا وحدثنا وسمعت ليعلم بذلك مسموعه من مجازه وتحقيقه من مجازه وأن يقول فيما سمعه من لفظ شيخه وحده: حدثني وفي الذي سمعه منه كذلك لفظا مع غيره: حدثنا وفيما سمعه عليه وحده بقراءته: أخبرني وفي الذي سمعه ومعه واحدا فصاعدا: أخبرنا سواء قرأ هو أو غيره ليتبين على ما قررناه من الجواز المسموع من المستجاز. وإن اختار أحد في المجاز له والتحديث به غير ما اخترته وعينت عليه وذهب إلى ضد ما ذهبت أنا إليه فقد فسح له لكن يكون بلفظ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير