تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سؤال عن هذا الشيخ العجيب!]

ـ[أبو عبدالعزيز العربي]ــــــــ[26 - 09 - 06, 01:29 ص]ـ

كنت قبل يومين في الحرم النبوي فاستوقفني حلقة صغيرة لطلاب يقرؤون القرآن على شيخ كبير في السنّ، فسألت عنه فقيل لي: إنه (الشيخ: عبيد الله) وعجبت لهيئته وكبر سنه وجلوسه مع هؤلاء الطلاب الذين هم في سنّ أبناء أحفاده!

فهل يفيدني أحد عن هذا الشيخ؟ وعن ما يتميّز به؟ وعن سيرته ومكانته؟ وهل مذكور في العلماء أم لا؟

أرجو جوابا عاجلا وواسعا، بل أريد مشاركة من كل من يعرف عنه شيئا، والله يجزيكم الخير.

وأسأل أيضا غن أبرز المقرئين في الحرم النبوي وعن أماكن جلوسهم، والعلماء أيضا، وخاصة علوم العربية.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 09 - 06, 06:15 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. أما بعد .. فهذه (صفحات من حياة الشيخ عبيدالله الأفغاني) مستلة من كتاب (العالم الرباني المقرئ الشيخ عبيدالله الأفغاني) [رحلاته وشويخه وتلاميذه]

تفضل بها مؤلف الكتاب (أحد تلاميذ الشيخ) .. (وذلك بعد إلحاح) .. لتكون طليعة بين يدي الكتاب الذي هو قيد الطباعة حاليًا. (نفع الله بها)

(الحلقة الأولى)

إنَّه من إذا رأيتهُ حسبتَهُ من غير أبناء هذا العصر، تلمحُ هذا في عيشته المُتواضعة، وزهده في الدُّنيا، وجلده وصبره على تعليم كتاب الله (عز وجل) لم تجرفهُ مُغريات الدُّنيا ولذائذ العيش، التي يتمتعُ بها كثيرٌ منَّا في هذا الزَّمن.

مع النَّاس بجسمه وصُورته، لكنَّه مع السَّلف بهديه وسمْته، وعلمه وعمله .. إنَّه شيخنا الجليل (أبو عبدالله عُبيدالله بن عطاء بن محمد الأفغانِي الكابُلي المُقرئ).

هاجر الشَّيخ من بلاد الأفغان إلى بلاد الحرمين الشَّريفين، واستقرَّ به المقام في مكَّة المُكَّرمة، ولبث هناك مُدةً من الزَّمن يعمل في خياطة ثياب الرِّجال، وكان ربَّما سافر أثناء العام إلى مدينة (الرِّياض)، أو إلى مدينة (الطَّائف) أجيرًا يعمل في الخياطة. وفي مواسم الحجِّ يعمل مُترجمًا من اللُّغة الفارسية إلى العربية بصُحبة مُطوِّفي حُجَّاج أفغانستان وإيران.

ومع ما فتح الله عليه به من القُرآن وعلومه والقراءات وفنونها، واللَّغة العربية نحوها وصرفها، إعرابها وبلاغتها، والفقه ومذاهبه وأصُوله، والحديث وغيره من العُلوم والمعارف، لبث يتردد بين هذه المُدن الثَّلاث ستة عشر عامًا لم يجد مجالاً لنشر علمه.

وفي الثَّمانينات بعد الثَّلاثمئة وألف زار أبها وفد قدم من مكَّة المُكرَّمة، ويتكون من كل من: الشَّيخ (أحمد القحطاني)، والشَّيخ (محمود سيتي) هندي الجنسية، والطَّبيب الدَّاعية (مُصطفى غلام) سعودي من أصل باكستاني.

لعرض فكرة تأسيس مدارس تحفيظ القُرآن الكريم بطريقة تعاونية، تكفل تأمين رواتب المُدرِّسين، فيكون ثلثًا على الأهالي، وثلثًا على جماعة المسجد، وثلثًا على نفقة الشَّيخ محمود سيتي، عن طريق جماعة تحفيظ القُرآن الكريم بمكَّة المُكرَّمة.

وكانت هذه الفكرة بدايةً في شبه القارَّة الهندية، بعد ما هدى الله (تعالى) الشَّيخ محمود سيتي للخروج من الدِّيانة البُوذية والدُّخول في الدِّين الإسلامي.

فكان يشعر إذ ذاك بمسيس حاجة المُسلمين إلى تعلُّم كتاب ربهم، ودستور حياتهم، عندها قام بصرف مبالغ طائلة من تجارة والده التي ورثها بعد وفاته، إذ عمَّم الفكرة في القارَّة الهندية والباكستان، ثمَّ انتقل إلى الخليج والجزيرة العربية (أرض الحرمين)، وأخذ ينشر فكرته ويدعمها في بعض مناطق المملكة العربية السُّعودية.

وتمخَّضت زيارة هذا الوفد لمدينة أبها عن تأسيس مدرسةٍ لتحفيظ القُرآن الكريم بـ (مسجد برزان) في أبها.

بدأ التدريس فيها إمام المسجد فضيلة الشَّيخ (ناصر بن عبدالجبَّار)، ثمَّ تلاه (محمد الباركندي التُّركُستاني)، ولكنَّه لم يلبث أن اعتذر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير