[المجالس الحجازية لقراءة كتب السنة النبوية]
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 11 - 06, 07:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد وفق الله تعالى ووضعت مقترحا لعقد مجالس دورية لقراءة السنة النبوية تعقد كل شهرين في أيام الخميس والجمعة لقراءة كتب السنة في مكة والمدينة شرفهما الله تعالى.
وفي مجلس ختم مسند الدارمي هذا اليوم (الجمعة 3/ 11/1427) طرحت هذا الأمر على المشايخ والحضور فكان ردهم القبول والتأييد، فلله الحمد أولا وآخرا.
وسيكون اللقاء القادم بإذن الله تعالى في شهر المحرم لقراءة مسند الإمام الحميدي رحمه الله تعالى.
نسأل الله أن ينفع بهذه المجالس.
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[24 - 11 - 06, 09:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا ياشيخ عبدالرحمن على هذه الأخبار الطيبة
وفقكم الله تعالى لخدمة سنة نبيّه صلى الله عليه وآله وسلّم ولا تنسونا من دعائكم
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 06:50 ص]ـ
الشيخ عبدالرحمن بارك الله فيك عندي اشكال ارجو ان توضحه ماهي فوائد هذه المجالس بارك الله فيك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 11 - 06, 08:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
هذه نقولات من رسالة المشوق إلى القراءة
الفصل الثالث
في قراءة المطوَّلات في مجالسَ معدودات
كان من عادة العلماء عَقْد مجالس لقراءة المطوَّلات على اختلاف الفنون (خاصة كتب الحديث المسندة)، فكان الناسُ يأخذونها عن مؤلِّفيها أو عمن اتصلت بهم روايتها، بالسَّماع لجميعها تارة، أو بسماع شيءٍ منها، والإجازة بباقيها، أو بالإجازة لجميعها، وتناقصَ عقدُ تلك المجالسِ وإسماعِ المطوَّلات طردًا مع تأخُّر الزمن (لعوامل كثيرة) وانْحَسَرَت نوعية الكتب المقروءة في كتب الحديث، خاصَّة المشهورة منها، أو لكتب بعض مشاهير المؤلِّفين.
وهذه المجالس قد تطُوْل وقد تَقْصُر بحسب الغرض من القراءة وتفرُّغ الشيخ، واستعداد الطالب، وموضوع الكتاب [1].
ولا شك أن قراءة هذه المطوَّلات في مجالسَ معدودة يتطلَّب عددًا من الصفات في الشيخ والطالب، من الخبرة بالكتاب المقروء، وشدة التيَقُّظ، وفصالحة اللسان، وسرعة القراءة، وقبل ذلك وبعده = الرغبة الأكيدة، والهمة العالية، والصبر الجميل. فمن تحلّى بذلك كلِّه، لانَ له الحديدُ وسَهُل عليه الصعبُ، ((فإن العزيمةَ والمحبةَ تُذْهِبُ المشقةَ، وتُطِيبُ السيرَ)) [2].
وهذا سَرْد ما وقفنا عليه من ذلك:
* الخطيب البغدادي (463) *
- قراءة صحيح البخاري في ثلاثة مجالس. قال الخطيب في ((تاريخ بغداد)) [3] في ترجمة إسماعيل بن أحمد ابن عبدالله الضرير الحِيْري ت (430) أنه خاطبه ((في قراءة كتاب ((الصحيح)) -وكان سَمِعَه من الكُشْمِيْهَني [4] عن الفَرَبْزي [5]-فأجابني إلى ذلك، فقرأتُ جميعَه عليه في ثلاثة مجالس، اثنان منها في ليلتين، كنتُ ابتدىء بالقراءة وقتَ صلاةِ المغرب، وأقطعها عند صلاة الفجر.
وقبل أن أقرأ المجلس الثالث عَبَر الشيخُ إلى الجانب الشرقي مع القافلة ونزلَ الجزيرةَ بسوقِ يحيى، فمضيتُ إليه مع طائفةٍ من أصحابنا -كانوا حضروا قراءتي عليه في الليلتين الماضيتين- وقرأتُ عليه في الجزيرة من ضَحْوَةِ النهار إلى المغرب، ثم من المغرب إلى وقتِ طلوع الفجر، ففرغتُ من الكتاب، ورحلَ [6] الشيخُ في صبيحة تلك الليلة مع القافلة)) اهـ.
أقول: فلله تلك الهمم ما أسمقها وأعلاها*! فهل سمعت بمثل هذه الهمم والعزائم؟ *! فاليومُ الثالث جميعُه في القراءة (من ضحوةِ إلى المغرب، ومن المغرب إلى الفجر)، فبمثل هذه الهمة بلغ الخطيب إلى ما بلغ، حتى دُعي بـ ((حافظ المشرق))، وصار بمثل هذه الهمة عمدة المحدثين ومعوّلهم، بل صاروا عِيالاً على كتبه كما قال ابنُ نقطة [7].
- ما قيل حول هذه القصة.
قال الحافظ الذهبي في ((السِّير)) [8]-معلِّقًا-: ((قلت: هذه والله القراءةُ التي لم يُسْمَع قطُّ بأسْرَعَ منها)).
وقال -أيضًا- في ((تاريخ الإسلام)) [9]: ((وهذا شيءٌ لا أعلمُ أحدًا في زماننا يَسْتَطيعُه)).
¥