[ترجمة الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ورحلته إلى الهند وسماعته وإجازاته.]
ـ[عبد الله بن أحمد]ــــــــ[19 - 04 - 06, 02:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أما بعد
فهذه الترجمة وجدتها في بعض المواقع على الشبكة، في مقدمة رسالة، والترجمة منقولة من كتاب علماء نجد في ثمانية قرون للبسام، وفيها إبراز لجانب مهم في حياة هذا العلم ورحلته إلى الهند ولقائه بشيوخها وحرصه على السماع والإجازة، رحمهم الله جميعا وعفا عنهم، وإليكم الترجمة:
ترجمة الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن
ابن حسن بن محمد بن عبد الوهاب آل الشيخ.
(1276هـ-1319هـ)
الشيخ المحدث إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
وُلد في مدينة الرياض عام 1276هـ، ونشأ بها نشأة صالحة في بيت علم وصلاح وتقى، فشرع في طلب العلم وأخذ يقرأ على أخيه الشيخ عبد اللطيف، والشيخ حمد بن عتيق، وابن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، والشيخ الفقيه محمد بن محمود، والشيخ الخطيب الواعظ عبد الله بن حسين المخضوب، والشيخ عبد العزيز بن صالح بن مرشد، فأدرك إدراكاً تاماً في العلوم الشرعية.
فلمَّا هاجت الفتن واستولى آل رشيد على الرياض، ارتحل آل سعود إلى الكويت، ولم تطب له الإقامة في نجد، فرحل إلى الهند عام 1309هـ، وأكمل دراسته هناك، وأخذ عن المحدث الكبير الشيخ نذير حسين، وأجازه وأخذ عنه الحديث المسلسل بالأولية عن مشايخه، ثم ارتحل إلى مدينة (بهوبال) بالهند، فقرأ فيها على الشيخ حسين بن محسن الأنصاري، والشيخ العلامة سلامة اللّه، وأجازاه في مروياتهما، كما أخذ عن الشيخ محمد بشير، فصار من كبار علماء وقته في الأصول والفروع وعلوم العربية، وأرسل من الهند إلى الرياض قصيدة مؤثرة صارت تُنشد في المجامع والبيوت في الرياض، يتذكر فيها عهوده الخالية وبلاده المحكومة، ويترحَّم على أسلافه الماضين، كما سافر إلى مصر لطلب العلم، وقرأ على علماء الأزهر مدة طويلة، واجتمع بابن أخيه أحمد بن عبد اللطيف، ورغبه في الخروج معه إلى نجد، ولكنه امتنع.
ونحن نورد هنا رحلته في طلب العلم إلى الهند ومن لاقاه من رجال الحديث، والكتب التي قرأها، نورد ذلك من كلامه الذي نقله الشيخ سليمان بن حمدان، مع مقدمة ترجمته له فقال:
هو الشيخ العالم، العلامة، العمدة، الفهامة، المحدث، الرحلة، الفقيه، النبيه، الفاضل، سلالة الأماثل، شيخ مشايخنا الأمجاد وملحق الأحفاد بالأجداد. وُلد سنة أربع أو خمس أو ست وسبعين ومائتين وألف، فلما ترعرع وبلغ سن التمييز أدخله والده الكتاب، فقرأ القرآن حتى ختمه ثم حفظه عن ظهر قلب، ثم شرع في حفظ بعض المختصرات في الحديث والفقه والتوحيد، ولازم والده وأقبل على التعليم حتى برع، ثم سافر بعد وفاة والده إلى هندستان لطلب الحديث في رجب سنة تسع وثلاثمائة وألف، وجدت ذلك بخطه على بعض كتبه.
وقال أيضاً: وفي قدومي بلد (بنبى) حضرت مجالس تحتوي على الأدب والغزل وشيء من فنون اللغة، وأنا إذ ذاك متوجه إلى لقاء علماء الحديث الأفاضل، ومشتاق إلى مجالسة الفحول الأماثل، ثم أورد له أبياتاً بهذا المعنى على رَويِّ الباء عددها ثلاث عشرة بيتاً.
ثم قال: ثم منَّ اللّه بملاقاتهم، فأولهم السيد نذير حسين، المقيم ببلدة دهلي، قرأت عليه شرح نخبة الفكر بالتأمل والتأني، ثم شرعت في قراءة الصحيحين وقرأت أطرافاً من الكتب الستة والمشكاة وغيرها، وحصل لي من السماع والإجازة والقراءة.
قال الشيخ سليمان المذكور: كانت إجازته له في شهر رجب سنة تسع وثلاثمائة وألف، قال فيها:
قرأ عليّ من الصحاح الستة، وموطأ الإمام مالك، وبلوغ المرام، ومشكاة المصابيح، وتفسير الجلالين، وشرح نخبة الفكر؛ فعليه أن يشتغل بإثراء هذه الكتب وتدريسها لأنه أهلها وأحق بالشروط المعتبرة وعليها ختم المجيز.
وكانت مدة إقامته عند السيد نذير حسين تسعة أشهر، وفي أثنائها ورد على الشيخ سؤال عن الوليمة من جانب الأب: هل تسن أو تباح أو تكره؟
قال المترجم: فسألني عن ذلك، فأجبت بأن الأولى أن تكون من جانب الزوج، للحديث المعروف.
¥