تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رحلة ماتعة إلى القصيم ولقاءات وسماعات على شيوخ نجد]

ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[09 - 03 - 06, 04:41 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قد طلب مني الأخ الحبيب رفيق هذه الرحلة الشيخ عبد الله التوم أن أسطر هذه الذكريات العبقات لرحلتنا النجدية الماتعة فترددت ولم أوافق ... ثم تكرر الطلب ممن لا يسعني ردهم من الأحباب فقلت حبا وكرامة لعل في ذلك تذكرة ولفت نظر لطلاب العلم في المنطقة أن يهتموا بشيوخهم وزيارتهم وتراجمهم فلقد فوجئت أن كثيرا من طلبة العلم في عنيزة والمذنب لا يعرفون المعمرين من شيوخهم

وإني في مطلع هذه الرحلة أتمثل قول ذلك الأول:

مازلت ابحث في الاكوان عن عرب **** صافين ما اختلطوا يوماً باعجام

لما بدت لي وجوه القوم بادرني **** ومع السرور باخوالي وأعمامي

حفيت بالعرب العرباء يافرحي **** وردت ينبوع اخلاقي واسلامي

أرى بهم صورة الماضي الذي عبقت **** من طيبه الأرض من شرع وأحكام

أرى بهم شكل أجدادي الأولي حملوا **** للعالمين ضياء المبدإ السامي

وقول ذلك الشاعر

ياما حلى الجلسه على حافه النار **** مع دله جنب المعاميل صفرا

يخلط لها من غالي البن وبهار ... والعنبر الهندي مع الكيف.يبرى

مع ربعه بين المجالس لهم كار **** على مسيل طامي قاع خبرا

في مربع بين الخزامى والازهار **** لا فاح ريحه تلقى الارواح سكرى

******

و أتمثل قول الشاعر الأستاذ محمد بن سليمان الضالع في قصيدة بريدة

بريدة حبّي .. جئتك اليوم صادحاً ** بترنيم شعر كي أنال رضاكِ

فأنت رياض المجد .. أنت منارهُ ** وفيك مقام العز .. طاب جناكِ

وأنت ميادين البطولة والوغى ** فكم شهد التاريخ عز حماكِ

وأنت ربيع القلب .. أنت بشاشتي ** وأنتِ دمي .. والروح مني فداكِ

وأنت حناني وأرتياحي ومهجتي ** وما أنا إلا مغرمٌ بهواكِ

بك الحاضر الميمون يمضي بهمةٍ ** وماضٍ تليدٌ شامخ بذراكِ

حكى قصة الأجداد حين تغربوا ** فلاح لهم في الأفق ِ نورُ سناكِ

فهبّ العقيلات الميامين نحوه ** بحرقةِ شوق ٍ .. أو بعبرةِ باكي

فكم قطعوا الأمصار شرقاً ومغربا ** وما شاقهم في الحُسن غيرُ رباكِ

فيا قمة الأمجاد دمتِ أبية ً ** فإن منانا في الوجود عُلاكِ

بدات الرحلة بدعوة من مركز الرؤى للتدريب لإقامة دورة بعنوان أفكار إبداعية في حفظ القرآن الكريم في مركز صالح بن صالح الاجتماعي في عنيزة

ولن أتحدث عن الدورة بقدر ما أريد التحدث عن هذه البلدة وعن لقاءاتي بالمشايخ المعمرين

عُنَيزَةُ: بضم أوله وفتح ثانيه وبعد الياء زاي يجوز أن يكون تصغير أشياء منها العنزة وهو رُمح قصير قدر نصف الرمح أو أكثر شيئاً وفيها زج كزج الرمح والعَنَزَة وهو دُوَيبة من السباع تكون بالبادية دقيقة الخطم تأخذ البعير من قبل دُبره وقل ما تُرَى ويزعمون أنه شيطان فلا يُرَى البعير فيه إلا مأكولاً والعنزة من الظباء والشاءِ زيدت الهاءُ فيه لتأنيث البقعة أو الركية أو البئر فأما العنزُ فهو بغير هاءٍ أو العنز من الأرض وهو ما فيه حُزُونة من أكمة أو تلّ أو حجارة والهاء فيه أيضاً لتأنيث البقعة وهو موضع بين البصرة ومكة

قال شيخ لقوم: هل رأيتم عُنيزَةَ قالوا: نعم قال: أين؟ قالوا: عند الظرب الذي قد سدَ الوادي قال: ليس تلك عنيزة عنيزة بينها وبين مطلع الشمس عند الأكمة السوداء

وقال ابن الأعرابي: عنيزة على ما أخبرني به الفزاري تَنهية للأودية يَنْتهِي ماؤها إليها وهي على ميل من القريتين ببطن الرُمة وهي لبني عامر بن كُرَيز،

قال أبو عبيد السكوني: استخرج عنيزة محمد بن سليمان بن علي بن عبد اللَه بن عباس وهو أمير على البصرة وقيل: بل بعث الحجاج رجلاً يحفر المياه كما ذكرناه في الشجي بين البصرة ومكة فقال له: أحفر بين عنيزة والشجي حيث تراءت للملك الضليل فقال:

تراءتْ لنا بين النقا وعنيزة ... وبين الشجي مما أحال على الوادي

واللهَ ما تراعت له إلا على الماء،

وقال امرؤ القيس: تراءت لنا يوماً بسَفْح عنيزة ... وقد حان منها رحلة وقلوصُ

انطلقنا يوم الأحد من عنيزة إلى المذنب حيث ذكر لي معمر فيها تجاوز التسعين، وتزامن هذا مع محاضرة لي في جمعية تحفيظ القرآن الكريم للنساء حصل فيها بعض المواقف لعلي أذكرها لاحقاً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير