تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو العباس السوسي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 04:14 ص]ـ

من تلاميذه أيضا الفقيه المعمر أحمد بن محمد شاعري الزيتوني الروداني السوسي المغربي المتوفي أخيرا سعبان 1426/شتنبر 2005 بتارودانت وقد درس على الشيخ ابن عاشور بالزيتونة وأجازه في منزله بتونس سنة 1965. وله ثبت في شيوخه التونسيين والمغاربة قيد الطبع. وهذه ترجمته المنشورة بجريدة العلم، العدد 20233، الأربعاء 15 رمضان 1426/ 19 أكتوبر 2005.

من علماء سُوس المعاصرين

العلامة المحدث سيدي أحمد بن محمد شاعري الزّيتوني

(1426هـ- 2005م)

هو أحمد بن محمد بن إبراهيم شاعري الأكلوي (نسبة إلى بلده أكلُو بضواحي تيزنيت)، الزيتوني (نسبة إلى جامع الزيتونة بتونس). ولد على الأرحج في سنة 1900م وتوفي بتاريخ 20 شعبان 1426/ 25 شتنبر 2005. بعد تلقيه العلم في سوس في حداثته قصد فاسا لاستكمال تحصيله وكان من قدره أن تعطلت الدراسة بالقرويين مدة طويلة، فولى وجهه شطر جامع الزيتونة بتونس شأن جملة من العلماء السوسيين أمثال: عبد الحميد الباعمراني وأحمد بن المحفوظ الأدوزي .. فأبتدأ الدرس بها حسبَما يُستخلص من دفتر شهادات التلامذة بالجامع الأعظم الخاص بالمترجَم وعدده 18742 بتاريخ 3 رجب 1354/أكتوبر 1935م، وأنهى تحصيله به في أواخر سنة 1949م. وقد أُدمج في السنة الثالثة حسبَما ينصّ عليه الدفتر في ما نصه:"الحمد لله أنتج اختباره أنه من أهل السنة الثالثة من المرتبة الأخيرة ومحفوظاته .. من الألفية والمرشد والجزولية .. الإمضاء: محمد الطاهر النيفر" ومن العلوم التي أخذها بالزيتونة الحديث والسيرة والأدب والنحو والصرف والبلاغة والمنطق والتاريخ والجغرافيا والحساب .. رواية ودراية لجملة من الكتب منها: السمير المهذب وشرح ابن عبد السلام على الجوهري والرسالة وابن عقيل وجغرافيا القارات الثلاث والدرر البهية والأربعين النووية والشمائل وجواهر البلاغة والسلّم والألفية .. وحصل على شهادة التحصيل في العلوم سنة 1941م وعلى شهادة العالِمية في العلوم سنة 1945م ونصها:"أحرز التلميذ أحمد بن محمد بن إبراهيم صاحب هذا الدفتر على شهادة العالِمية في العلوم بالقسم الشرعي بالامتحان الواقع في شعبان وفي جويلية 1364/ 1945. شيخ الجامع الأعظم وفروعه محمد الطاهر ابن عاشور." أخذ على جملة شيوخ منهم: الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور، والشيخ محمد الصالح النيفر، والشيخ زمزم، والشيخ محمد الطوسي، والشيخ محمد بن عمر مبارك، والشيخ حسن ابن يوسف، والشيخ محمد الوزير .. ومن دلائل نجابته في الزيتونة مكافأته وتشجيعه، فحصول على جائزة من الشيخ الطاهر القصار أستاذ الأدب في جامع الزيتونة. كما أجازه بعد ذلك كبير مشايخ الزيتونة الشيخ الطاهر ابن عاشور إجازة مكتوبة في أربع صفحات ومنها: .. فها أنذا قد أجزت الشيخ أحمد الزيتوني فيما صحت لي الرواية من الأسانيد التي تلقيتها من مشائخي .. " وهي مؤرخة بسنة 1388هـ/1968م. بعد عودة المترجَم إلى المغرب تصدى للتدريس وإقراء العلم ببلده أكَلو كما كان من أقطاب الطريقة التجانية في سوس عامة وتارودانت خاصة. شغل مناصب عديدة فكان عضوا مستشارا في جمعية علماء سوس التي أسست المعهد الإسلامي بتارودانت وأستاذا به ومحافظا لخزانة المعهد، ومكلفا بالطلبة الأفارقة المتابعين لدراستهم به، ومديرا للمدرسة الجشتيمية، وعضوا في المجلس العلمي الإقليمي لتارودانت وأكادير، وأستاذا بالكراسي العلمية بالجامع الكبير بتارودانت منذ تأسيسها في سنة 1988م وخطيبا به، وعضوا في رابطة علماء المغرب. كما كان يحضر جل المناسبات الدينية والوطنية بالقصر الملكي بالرباط كالدروس الحسنية .. وكثرة من الأنشطة الثقافية والعلمية هيئات وجمعيات ومؤسسات كأكاديمية المملكة المغربية .. خرّج المترجم جملة من التلاميذ بأكَلو وغيره وصحبهم معه حين افتتاح الدراسة بالمعهد وتعهدهم بالرعاية والتوجيه، وهم الآن أساتذة وموظفون في مختلف الأسلاك والإدارات. وعلى الرغم من كثرة مشاغله فقد تصدى للبحث والتأليف، فنشر جملة من مقالاته ودراساته في مجلات وجرائد وطنية عديدة كدعوة الحق والكلمة والقرويين والميثاق والعلَم .. وشارك في ندوات ومناسبات ثقافية عديدة كندوة الطرق الصوفية في فاس في دجنبر 1985 والندوة للسيرة النبوية في دجنبر 1987م المنظمتين من لدن وزارة الأوقاف. وقد تصدى للتأليف فدبّج فهرس إجازاته بخطه في أربعة عشر صفحة أورد فيه إجازاته وأسانيده وشيوخه .. كما جمع دروسه المملاة على طلبة الكراسي العلمية بالجامع الكبير في كتاب بعنوان "الأمالي الدرسية، من قواعد الأصول الفقهية" في دفترين كبيرين. وأذيعت له أحاديث إذاعية كثيرة في مواضيع مختلفة بإذاعة أكادير ولو قيض لها أن تجمع لشكلت لوحدها سفرا كبيرا. إضافة إلى هذا كان المترجم من المولعين بالترسل فقد وقفنا في خزانته على كثرة كاثرة من رسائل واردة إليه من أكابر العلماء المغاربة والمشارقة والمسؤولين والمؤسسات والهيئات فضلا عن زملائه وتلامذته .. ومن ذلك رسائل كثيرة وردت إليه من الأمين العام لرابطة علماء المغرب العلامة عبد الله كنون. إلى هذا كله، عُرف المترجَم بتدينه وصلاحه الشديدين وبأخلاقه الرفيعة وعلاقاته الطيبة مع الناس قاصيهم ودانيهم، فكان هينا لينا، قويا في قول الحق والعمل به، كريما مضيافا، يجمع بين زهد الصوفية، وتقوى الفقهاء، وتواضع العلماء .. وقد توفي بمنزله الكائن بحومة الجامع الكبير بتارودانت عن سن جاوز المئة سنة ودفن بمقبرة باب الخميس بعد أن شيّعه جمع غفير من العلماء والفقهاء والمسؤولين وتلامذته ومعارفه .. اللّهم تغمده بواسع رحمتك، واجعل مثواه في فسيح جنتك، إنا لله وإنا إليه راجعون.

http://membres.lycos.fr/asaidy/

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير