تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

5. عجز العرب ـ حتى اليوم ـ عن رقمنة اللغة العربية. صحيح أن شركة صخر الكويتية قطعت شوطا كبيرا في ذلك ــ وهذا يحسب لها ــ لكن الجهد الحالي يركز على التوطين (أي ترجمة البرامج الحاسوبية إلى العربية) وليس على الرقمنة (أي إدخال العربية ـ كتابة ولغة ـ في جيل الحواسيب الجديد والبرمجة مباشرة بالعربية بدلا من الإنكليزية أولا ثم الترجمة إلى العربية (= التوطين) ثانيا. وهذه مسألة خطيرة تتعلق بالأمن الاستراتيجي للغة. وحسب علمي في هذا الموضوع (وأنا خبير فيه)، إن رقمنة اللغة العربية لا تكلف أكثر من ميزانية عشرين مهرجانا من مهرجانات العرب "الفنية"! يعني أن الأمر يسير من الناحية المادية والعلمية لكن الاهتمام الرسمي غير موجود للأسف.

الحديث ذو شجون وعلي الانصراف الآن لكني أضيف بعدا آخر هو الاعتزاز باللغة. وقد قيل: كم عز أقوام بعز لغات! إنها العناية الإلهية التي تحفظ العربية وتكتب لها الاستمرارية والانتشار. يسلم سنويا حوالي ألف بلجيكي وحوالي ألفي هولندي: هذه إحصائيات رسمية. ويقدر عدد الذين يسلمون في ألمانيا سنويا بثلاثة آلاف. ومثلهم في أكثر دول الغرب. وهذا من الأسباب التي تجعل الإقبال على العربية اليوم كبيرا، فضلا عن اهتمام غير المسلمين بها لأسباب كثيرة. إن هذا الاهتمام الكبير بالعربية لا يواكبه اهتمام عربي رسمي، فكأنه كتب علينا أن نكون الأمة الوحيدة التي يمتهن مسؤولوها لغتهم في الداخل والخارج! في جامعتنا، في بلجيكا، مركز بحثي أمريكي ومركز بحثي روسي ومركز بحثي ألماني الخ. والمركز البحثي هو عبارة عن مكتبة صغيرة تحتوي على حوالي ألف كتاب مرجعي في ثقافة أمة ما، تهديها وزارة الثقافة للدولة التي تدرس لغتها في جامعتنا إلى الجامعة نشرا لثقافتها. وغالبا ما يقوم سفير الدولة الأجنبية بإهداء المركز البحثي وسط اهتمام الأوساط الثقافية والصحفية. ولقد دعوت سفراء عرب إلى جامعتنا واستقبلناهم استقبالا حافلا (بساط أحمر وعلم الدولة والنشيد الوطني!!!) وألهمتهم فكرة "مركز بحثي عربي" وذهبوا ولم يرجعوا! وأنا متأكد أنهم لم يقصروا بسبب المال لأن إهداء ألف كتاب عربي مرجعي في اللغة والإسلام والأدب والثقافة العربية لا يكلف مالا كثيرا، وربما لا يكلف أكثر من عشرين ألف دولار، لكنها الفوضى وقلة الاهتمام وقلة الاعتزاز باللغة والثقافة العربية هذا كله هو المسؤول عن "مرض العربية" إن جاز التعبير. والحل هو في نشر اللغة عبر الشبكة العنكبوتية .. وهنالك إقبال شديد عليها عبر الشبكة وأنا أدرسها تطوعا في أوقات الفراغ في موقع الجمعية علما أني لا أجد أحيانا وقتا للنوم .. وهذه نماذج لدروس أقدمها في أوقات الفراغ عبر موقع الجمعية:

http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=1109&start=0

http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=1261&start=0

http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=3027&forum=7

http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=2841&start=0

http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=2843&start=0

وأدعو من يود زيارة الروابط أعلاه إلى قراءة الملاحظات المسجلة على الرابط التالي حتى يطلع على منهج التعليم المتبع فهو مختلف كليا عن المناهج المألوفة:

http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=1349&forum=7

أقول قولي هذا وأذكر أني دربت أكثر من مائة متعلم خلال سنتين فقط حتى رضيت ـ نسبيا ـ عن أدائهم بالعربية. ولو كان ثمة متطوعون يريدون أن يدربوا الطلاب الأجانب المقبلين على دراسة العربية عبر الشبكة العنكبوتية، لتضاعف هذا العدد كثيرا.

فلنترجم حبنا للعربية إلى فعل!

وتحية طيبة عطرة.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[23 - 08 - 2008, 10:18 م]ـ

اخواني الفضلاء:

أشكر لكم مداخلاتكم التي أثرت الموضوع، وهو ما أردته (ونطلب المزيد)

واسمحوا لي أن أتداخل مع أستاذي الدكتور أبو أوس

ألا ترى أستاذي أن سبب إهمال أهل التعليم والبحث للغتهم المختصون في العربية من أمثالنا، أين دورنا داخل جامعاتنا، ثم داخل مجتمعنا.

نحن للأسف نبكي ونتباكى الواقع اللغوي المرير، وننظّر لحلول ومعالجات لا نطبقها ولا نعمل بها.

لقد وجدت من زملائي مشاريع لتنمية اللغة وعرضها على مجتمعنا التعليمي والتربوي والبحثي بطرق جديدة ومشوقة

لكن للأسف هذه المشاريع تبقى حبيسة الأدراج، نتيجة لليأس والإحباط، مع إنني أخبرهم دائماً، أننا لابد أن نبدأ ونقدم ونتقدم ولو بخطوة واحدة، فالخطوة تتبعها خطوة، ثم تصبح الخطوة خطوات ... وهكذا

أرجو أن أقرأ رأيك في هذا، وآراء أحبابي كذلك.

أخي الحبيب د. محمد الرحيلي

يقول المثل: لا يطاع لقصير أمر.

لسنا نملك سوى الكلمة قلناها ونقولها وقالها غيرنا، ولكن تعليم الطب والهندسة والصيدلة ليس بيد معلمي العربية بل هو بيد من يباشر ذلك. ولست أنا ولا غيري من معلمي العربية بقادر على أن يجبر الشركات والمستشفيات والمطارات على استعمال العربية. اليهود أرادوا تعليم العلوم بالعبرية ففعلوا ولكن أخواننا هنا لا يريدون التعليم بالعربية لأن التعليم بالأجنبية أسهل لهم فالقضية تأتيهم معلبة ليستهلكوها بيسر. وكثيرون قالوا إن المسألة تحتاج إلى قرار سياسي. لن يكون للعربية ما نريد حتى تكون إجادتها شرطًا في التعليم والعمل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير