أنقل ما نقلت عن النحاس وكذا إبراهيم عليه السلام عرف الله عز وجل بقلبه واستدل عليه بدلائله , فعلم أن له ربا وخالقا. فلما عرفه الله عز وجل بنفسه ازداد معرفة فقال: " أتحاجوني في الله وقد هدان "إذن نقر أن هناك مرحلتان؛مرحلة الاستدلال ومرحلة أن يعرفه الله بنفسه؛ هذا ما أقوله!! وزدت أن فى مرحلة الاستدلال كان لا يعلم اسم ربه فعرفه الله بعد أن أراه ملكوت السموات والأرض
ولادلالة فى القول -هذا ربى - على الشرك الذى أنكره عليهم لاتخاذهم آلهة متعددة ولكونها أصناما لاتنفع ولا تضر؛ فهو يسعى للتوحيد ويتساءل من هو الاله الواحد
؛هو يقول -هذا ربى -على سبيل التفكر والاستدلال والتساؤل:هل يكون هذا ربى
وجاء فى اللباب
وأما الاحتمال الثاني: فهو أنه - عليه الصَّلاة والسَّلام - ذكر هذا الكلامَ قبل البلوغ، وتقريره أن يقال: كان قَدْ خُصَّ إبراهيم - عليه السلام - بالعقل الكامل، والقَريحةِ الصَّافية، فخطر ببالِهِ قبل بلوغه إثبات الصانع - تعالى - فتفكَّرَ فرأى النجوم، فقال: " هَذّا رَبِّي " فلمَّا شاهد حَرَكاتِهِ قال: {لا أحِبُّ الآفلين} ثم إنه - تعالى - أكمل بلوغه في قوله تعالى:
{قَالَ يَ?قَوْمِ إِنِّي بَرِي?ءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ}
[الأنعام:78].
والاحتمال الأول أوْلَى بالقبول؛ لما ذكرنا من الدلائل.
يقصد احتمال أنها مناظرة؛ ولكن الاحتمال الثانى له وجاهته للأسباب الآتية:
1 - نُرى فى الحال والاستقبال؛ ولماذا نريه؟ .. ل ... وليكون من الموقنين؛ وهل لو أعلمناه وحيا يختلف الأمر؟ ... نعم والأفضل ما اختاره الله وقضاه؛وقد أراه الله - بعد أن قال لأبيه ما قال -الكوكب ثم القمر ثم الشمس؛ والاراءة كانت بأن أبصر وتفكر فلم يصعد إلى السماء أو حتى على جبل
2 - حرف الفاء فى -فلما - أفاد ترتيبا لأحداث عاينها وتفكر فيها
3 - اعلان البراءة مما يشركون كان بعد أفول الشمس؛فقد أيقن أنه على حق أنه يجب ألا يكون هناك شرك
4 - وجه وجهه للذي فطر السموات والأرض ولم يقل أنه وجهها لله فلم يكن عرف الاسم بعد
والسؤال
-هل كانت اراءته ملكوت السموات والأرض بعد أن ءاتاه الله رشده أم كانت سببا
-هل يمكن أن يتكرر هذا السؤال من آحاد البشر أم هو خاص بابراهيم
-هل أمرهم فى الآيات بعبادة الله
-هل قال -ياأبت اتبعنى - فى نفس الموقف أم بعد أن عرفه الله ثم نُبأ ثم كُلف بالدعوة
-هل مناظرته لهم فى سورة الأنبياء فيها تنزل منه؟ .. لا؛ كانت بعد أن عرف الله فقال لهم " بل ربكم رب السموات والأرض ... "وأعلن " وأنا على ذلكم من الشاهدين "
-هل ذكرت آيات الأنعام -قالوا-؟ .. لا .. ؛ فكيف تسمى مناظرة ولم يذكر لهم رد؟
ـ[شاكر]ــــــــ[01 Jun 2009, 07:31 ص]ـ
مع كل احتراماتي أخي العزيز إلا أن ردك الأخير غريب وعجيب!
وأبدأ بما انتهيت فيه بقولك: "هل ذكرت آيات الأنعام -قالوا-؟ .. لا .. ؛ فكيف تسمى مناظرة ولم يذكر لهم رد؟ "
الجواب: الآيات لا زالت ماثلة أمامك وفيها (وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ) 80
وفيها أيضا يذكر اسم الله بالإسم
وقبلها يقول "ربي"
ثم بعدها يصفه (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79))
فكيف بعد هذا كله تقول:
" 4 - وجه وجهه للذي فطر السموات والأرض ولم يقل أنه وجهها لله فلم يكن عرف الاسم بعد"
فأقول:كيف يوجه وجههه لمن لا يعرفه ثم يقول (حنيفا وما أنا من المشركين) .. ما أنا مشرك بمن؟؟
وأي فرق بينها وبين الآية في الأنبياء (بل ربكم رب السموات والأرض)؟؟ فهنا أيضا لا يذكر الله بالإسم .. !!
والعجيب أنك عدت لتقول: "هل مناظرته لهم فى سورة الأنبياء فيها تنزل منه؟ .. لا؛ كانت بعد أن عرف الله فقال لهم " بل ربكم رب السموات والأرض ... "وأعلن " وأنا على ذلكم من الشاهدين "
وسؤالي لك:هل الذي فطر السموات والأرض (في الأنبياء) .. غير رب السموات والأرض (في الأنعام) .. غير الله ـ تعالى الله ـ؟!
لماذا وجه وجهه لله تبارك وتعالى؟!!
(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) 79
¥