[لماذا تركوا هذا الشاهد الشعري؟!]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 Jul 2009, 01:43 م]ـ
قال لبيد رضي الله عنه في معلقته:
فالضيف والجار الجنيب كأنما ................ هبطا تبالة مخصبا أهضامها
وفي نظري القاصر أن هذا البيت يصلح شاهدا لغويا في تفسير قوله تعالى: {والجار الجنب}.
ولكن العجيب أني لم أر أحدا من المفسرين استشهد بهذا البيت في تفسير الآية.
وكذلك في معجمات اللغة لم أر أحدا استشهد بهذا البيت في شرح معنى الجنب.
مع أن شراح المعلقات يتعرضون عند شرح هذا البيت إلى هذه الآية، كما فعل ابن الأنباري، وكما فعل الزوزني.
فلا أدري حقيقة ما السبب في هذا الهِجران، فإن كان ذلك بسبب قصور في بحثي، فأرجو إحالتي على أحد التفاسير التي استشهدت بهذا البيت.
وإن كان هذا الهجران حقا، فهل له سبب، أو هو مجرد الاكتفاء بغيره من الشواهد؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Jul 2009, 02:30 م]ـ
لد تتبعت بعض شروح الأشعار، ووجدت أمثلة كثيرة من الأبيات التي يمكن أن يُستشهد بها، وقد لا تجدها عند المفسرين، ويظهر لي في ذلك أمران:
الأول: أن المفسرين المتقدمين لم يقصدوا استقصاء الشواهد، بل ربما فاتهم ذكر بعضها القريب المتداول، كما ذكرت في هذا البيت.
الثاني: أن كثيرًا من المتأخرين نقلوا عن السابقين، ولم يكن من عنايتهم الإضافة على ما قاله السابقون، ففات بذلك شيء كثير.
ومن ثَمَّ، فإنه لو انبرى أحد لجمع الشواهد الشعرية، ورتبها على ألفاظ القران ترتيبًا ألأفبائيًا؛ لخرجت بذلك شواهد عديدة لم يتطرق لها المفسرون.
ولعل أخانا أباعبد الله عبدالرحمن الشهري يتحفنا بما عنده من خلال رسالته في الدكتوراه (الشاهد الشعري عند المفسرين).
سؤال: من ابن الأنباري، وما كتابه؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 Jul 2009, 02:38 م]ـ
ولعل أخانا أباعبد الله عبدالرحمن الشهري يتحفنا بما عنده من خلال رسالته في الدكتوراه (الشاهد الشعري عند المفسرين).
لقد اطلعت على هذه الرسالة في مكتبة جامعة الإمام، ووجدتها أفضل مما كنت أظن بكثير، وإني لنسختها المطبوعة بالأشواق.
سؤال: من ابن الأنباري، وما كتابه؟
أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار، الإمام العلامة السلفي الكوفي اللغوي.
وكتابه (شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات) وهو أفضل شرح للمعلقات فيما أحسب.
ولا أظنه يخفى عليكم يا شيخنا الفاضل، ولكنكم أردتم إفادة القراء.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 Jul 2009, 05:14 م]ـ
[وهو أفضل شرح للمعلقات فيما أحسب.]
بل هو أفضلها من غير ما تحسب .... :)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[05 Jul 2009, 06:46 ص]ـ
الإعراض عن ذكرٍ شاهدٍ قد يكون لعلة وقد لا يكون , فإذا تركوا شيئاً لعلة فقد تبيّن وقد لا تبيّن , ومجال الاختيار في الشواهد واسعٌ جداً , وللذوق والاستحسان أثرٌ ظاهرٌ فيه.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Jul 2009, 06:25 م]ـ
معذرة أبا مالك، فقد كنت أقرأ ما في رأسي، وليس ما كتبتم، فقد قرأت (الملعلقات): (المفضليات)، والذي عندي من شرحها هو للأب (القاسم)، وليس للابن (محمد)، لذا وقع سؤالي لكم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 Jul 2009, 07:16 م]ـ
والذي في نفسي أن هذا الحرف (الجنيب) هو التابع أما الجنيب في موضع الغريب فربما كان غير محفوظ لا من كلام لبيد ولا من كلام العرب فليبحث ... بل الجنيب في بعض شعرهم -إن ثبت- هو القريبُ المجاور ..
ومنه قول كثير:
وآتِى بُيوتًا حَوْلَكُم لا أُحِبُّها ... وأُكْثِرُ هَجْرَ البَيْتِ وهو جَنِيبُ
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[06 Jul 2009, 07:33 ص]ـ
الشواهد الشعرية التي لم يستشهد بها المفسرون كثيرة، وقد حصلت من ذلك قدراً لا بأس به
وكنت قد دربت من بداية قراءتي في التفسير على تعليق ما أستحضره وأستفيده من الشواهد على نسختي من تفسير البغوي.
وكذلك أفعل إذا قرأت ديوان شعر من شعراء عصر الاحتجاج فأشير إلى مواضع الشواهد في آخره.
حتى اجتمع لي قدر لا بأس به من تلك الشواهد في سنوات عدة علمت فيما بعد استشهاد بعض المفسرين ببعضها، ولم أر أثراً للاستشهاد ببعضها.
بل إن بعض القصائد ثرية بالشواهد ويندر الاستشهاد بأبياتها في كتب التفسير مع شهرتها عند أهل الأدب
كقصيدة لبيد:
بلينا وما تبلى النجوم الطوالع = وتبقى الجبال بعدنا والمصانع
وقصيدة المثقب العبدي:
ألا إن هنداً أمس رث جديدها = وضنت وما كان المتاع يؤودها
وقصيدة امرئ القيس:
سما لك شوق بعد ما كان أقصرا = وحلت سليمى بطن قوٍّ فعرعرا
وقصيدة تأبط شراً:
يا عيد ما لك من شوق وإيراق = ومر طيف على الأهوال طراق
وقد رفعتها منشدة على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=62886
وقصيدة الحارث بن جحدر:
أتهجر أم لا اليوم من أنت عاشقه = ومن أنت مشتاق إليه وشائقه
وضادية طرفة، وطائية المتنخل، وميمية المتلمس، وغيرها من عيون القصائد التي استرعاني وفرة شواهدها ونفاستها وندرة الاستشهاد بها كتب التفسير فيما أحسب.
فلو جمعت هذه القصائد وأضرابها وشرحت لطالب علم التفسير شرحاً جيداً يُعتنى فيه بالتفسير اللغوي لرجوت أن يكون له أثر حسن.
¥