[مجلة الدراسات القرآنية (اللندنية)]
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[07 Jun 2009, 02:29 ص]ـ
مجلة الدراسات القرآنية
القرآن مشتركا بين الشرق والغرب
الدكتور سامر رشواني
أستاذ الشريعة بجامعة دمشق
رئيس تحرير الملتقى الفكري للإبداع
العنوان الأصلي: الدراسات القرآنية
مكان الصدور: لندن
إن مما يدعو للعجب والدهشة أن نعلم أن حقلاً معرفيا خصبا وثريا ونشطا كحقل الدراسات القرآنية لم يخصص له إلا عدد قليل جدا من المجلات العلمية المتخصصة حتى يومنا هذا، إن على الصعيد العربي أو الإسلامي أو الغربي.
إذ لا تكاد تجد في العالم العربي خلال القرن العشرين أي مجلة علمية محكمة أفردت للدراسات القرآنية، ولم نشهد ظهور بضع مجلات متخصصة في هذا الحقل إلا منذ سنوات قليلة [مثل مجلة الدراسات القرآنية التي تصدر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف [1] وهي مجلة محكمة، ومجلة معهد الشاطبي للدراسات القرآنية [2]، ثم مجلة الفرقان .. ].
أما على الصعيد الإسلامي فقد وجدت بعض المجلات الفارسية المتخصصة بالقرآن، ولكنها عموما قليلة العدد، وغير مشتهرة أكاديميا.
أما في الغرب فعلى الرغم من قدم الدراسات الاستشراقية وكثرة الدوريات الأكاديمية المتخصصة بدراسة الإسلام؛ لم تفرد الدراسات القرآنية بمجلة علمية إلا في أواخر القرن العشرين حينما أصدر مركز الدراسات الشرقية التابع لكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن أول دورية أكاديمية متخصصة بالدراسات القرآنية Journal of Qur'anic Studies"" وذلك في عام 1999. ومنذ ذلك الحين والمجلة تصدر مرتين سنويا، وصدر منها- حتى تاريخ كتابة هذه السطور- أربعة عشر عددا.
مجلة الدراسات القرآنية
لاحظ رئيس تحرير المجلة البروفسور محمد عبد الحليم [3]-الأستاذ بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن ( SOAS) ورئيس مركز الدراسات الإسلامية التابع للكلية- في كلمة التحرير التي صدَّر بها العدد الأول من المجلة، هذا القصور في مجال النشر الأكاديمي المتخصص بدراسة القرآن، فأكد على ضرورة إنشاء مجلة أكاديمية تكون قادرة على متابعة التطور المتسارع في حقل الدراسات القرآنية المتميز.
من هذا المنطلق حدد محررو المجلة أهدافهم في اتجاهين أساسيين:
أ - ضرورة متابعة التطور الذي صاحب الدراسات القرآنية منذ وقت بما جدَّ في فهم القرآن ودراسته؛ ذلك أن الاهتمام التقليدي بالبحث في جمع القرآن وتاريخه لم يعد يشكل إلا جانبا محدودا من اتجاهات متعددة يسلكها الباحثون في دراستهم للقرآن باعتباره نصاً مقدساً وظاهرة ثقافية ومصدراً تاريخيا، ونصاً أدبيا رفيع المستوى. ولأن جميع الاتجاهات يمكن أن يخدم كل منها الآخر؛ فإن تخصيص مجلة علمية لهو طريقة جيدة لتمكين الطرق المتنوعة والمتطورة في دراسة القرآن من أن تجتمع معا. لهذا كله طمحت مجلة الدراسات القرآنية أن تكون صعيدا مشتركا لكل المهتمين بالقرآن ودراسته، وأن لا تكون مسرحا لأحد الآراء على حساب الآخرين، وأن لا تغفل المسائل التي يدور حولها الخلاف.
ولأجل تحقيق هذا الهدف كان لا بد من التزام معايير أكاديمية "تقوم على البحث النزيه للوصول إلى المعرفة والأفكار والاتجاهات الحديثة التي تقوم على أحسن التقاليد في دراسة النصوص وفي الدراسات الدينية عموما" [4].
ب- تجاوز الفصل المستمر بين التراثين الإسلامي والغربي في دراسة القرآن، فالكاتبون في كل جانب يتجهون بأعمالهم إجمالا إلى القراء في داخل ثقافتهم. وهذه حقيقة مقلقة ـ في نظر محرري المجلة ـ، ولكنها واقعة لا شك فيها. لهذا فقد وضع محررو المجلة صوب أعينهم تجاوز هذا الواقع القائم؛ إذ رأوا أنه لا يمكن أن تكون المجلة مشروعا مجديا، أو يكون لعنوانها معنى صحيح إذا وجد أحد الفريقين نفسه مبعدا عن الكتابة فيها. كما لا يمكن أن تقدم إسهاما ذا شأن في دراسة القرآن إلا بفتح صفحاتها لكل ما هو جيد ومفيد في كلا الجانبين بغض النظر عن مصدره. وذلك "على أساس أن ما يشترك فيه الفريقان له أهمية ما يختلفان فيه".
¥