تخريج حديث " إن للقرآن ظهراً وبطناً"
ـ[عبدالله الحجي]ــــــــ[28 Jun 2009, 06:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تخريج حديث " إن للقرآن ظهراً وبطناً"
قال الطبري رحمه الله:
حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن واصل بن حيان، عمن ذكره، عن أبي الأحوص، عن عبد الله ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل حرف منها ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع ".
أخرجه الطبري في تفسيره (1/ 22):وفيه كما نرى رجلاً لم يسم.
وأخرجه أيضاً الطبري، وأبو عمر الرقي الباهلي في " حديث زيد بن أبي أنيسة " (ق 32/ 2)، وأبو الفضل الرازي عبد الرحمن بن أحمد في " معاني: أنزل القرآن على سبعة أحرف " (ق 64/ 1) عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا به.
وأخرجه البغوي في تفسيره (1/ 46): من طريق أبي هذيل.
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط - (1/ 236) من طريق عبد الله بن أبي الهذيل.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (9/ 278) من طريق سليمان بن بلال.
ورواه ابن حبان في صحيحه (1/ 276)،
والبزار (اتحاف الخيرة المهرة (6/ 106): من طريق أبي إسحاق الهمداني.
كلهم (المجهول وإبراهيم وأبو الهذيل أو ابن أبي الهذيل وسليمان وأبو إسحاق) عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل حرف منها ظهر وبطن"
وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق - (42/ 400)
من طريق عبيدة عن شقيق عن عبد الله موقوفاً.
فللحديث إذاً عن أبي الأحوص وهو الجشمي، واسمه: عوف بن مالك بن نضلة، وهو تابعي ثقة معروف) عدة طرق:
الأول: ضعيف لانقطاعة بجهالة راويه.
وأما االثاني: فمن أجل إبراهيم الهجري، وهو إبراهيم بن مسلم وهو ضعيف، ضعفه ابن معين والنسائي وقال أبو حاتم: ليس بالقوي الجرح والتعديل 2/ 131، تهذيب الكمال 2/ 203، الضعفاء والمتروكين ص 40 ميزان الاعتدال 1/ 65 تهذيب التهذيب 1/ 164، تقريب التهذيب.)
وأما الثالث: فقد خالف فيه غيره فقال: أبو الهذيل وهو غالب بن الهذيل ولا يعرف له عن أبي الأحوص رواية.
وأما الرابع: فابن أبي الهذيل هو: عبد الله وفيه جرير عن مغيرة وجرير مدلس وقد عنعن كما قال الطبراني:لم يرو هذا الحديث عن مغيرة إلا جرير.
قال الألباني: وهذه متابعة قوية، لولا أن في الطريق إليها مغيرة - وهو ابن مقسم الكوفي - فإنه مع ثقته كان يدلس؛ وقد عنعنه.
وأما الخامس: فقد أخطأ الراوي فيه فإن المعروف من رواية سليمان عن أبي إسحاق، فهو منقطع.
وأما السادس: فأبو إسحاق الهمداني وهو السبيعي مدلس وقد عنعنه، فيحتمل أن يكون تلقاه عن إبراهيم الهجري أو غيره من الضعفاء، ثم هو إلى ذلك كان اختلط!
وقد قال البزار في مسنده 10 - (5/ 442):
وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا من حديث الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله ولا نعلم أن بن عجلان روى عن الهجري غير هذا الحديث ولا نعلم أن هذا الحديث يروى من حديث بن عجلان عن أبي إسحاق إلا من هذا الوجه.
والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير رقم [1338] ص 193، وهو في السلسلة الضعيفة رقم [2989].
وذكره السيوطي في الجامع الصغير رقم: 2727، ونسبه للطبراني في المعجم الكبير، ورمز له بعلامة الحسن.
وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (222/ 3):
أما الحديث المذكور، فمن الأحاديث المختلقة التي لم يروها أحد من أهل العلم، ولا يوجد في شىء من كتب الحديث؛ ولكن يروى عن الحسن البصري موقوفًا أو مرسلاً: " أن لكل آية ظهرًا وبطنًا وحدّا ومَطْلَعًا ".
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (6/ 560)
وجملة القول؛ أنه ليس في هذه الطرق ما يمكن الاطمئنان إليه، وتصحيح الحديث اعتمادا عليه. والله أعلم.
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[08 Jul 2009, 03:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[09 Jul 2009, 05:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك جهودك.