تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل يصلح علم المعاني و البيان حكما على الخطاب القرآني؟]

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[02 Jun 2009, 09:49 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

[هل يصلح علم المعاني و البيان حكما على الخطاب القرآني؟]

قال الشاطبي موضحاً فائدة أسباب النزول بمعناها العام المرتبط بالسياق وتلازم الصلة بين السياق وأحوال التنزيل: "معرفة أسباب التنزيل لازمة لمن أراد علم القرآن، والدليل على ذلك أمران:

أحدهما: أن علم المعاني والبيان الذي يعرف به إعجاز نظم القرآن فضلاً عن معرفة مقاصد كلام العرب، إنما مداره على معرفة مقتضيات الأحوال: حال الخطاب من جهة نفس الخطاب، أو المخاطِب، أو المخاطَب، أو الجميع؛ إذ الكلام الواحد يختلف فهمه بحسب حاله، وبحسب مخاطبيه، وبحسب غير ذلك .. ومعرفة الأسباب رافعة كل مشكل في هذا النمط، فهي من المهمات في فهم الكتاب ولا بد، ومعنى معرفة السبب هو معنى معرفة مقتضى الحال. (1)

واستثنى الشوكاني من علوم اللغة علم البلاغة، فلم ير ضرورة الإحاطة به لفهم كتاب الله تعالى، لأنها ليست لازمة لاستخراج الأحكام، وإنما هي لمعرفة بلاغة القرآن الكريم وما عليه من إعجاز. (2)

بارك الله فيكم.

ــــــــــ

1 - http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7576

2- http://majles.alukah.net/showthread.php?t=30882

ـ[رأفت المصري]ــــــــ[02 Jun 2009, 02:23 م]ـ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فالذي أراه أن السؤال ابتداء فيه نوعُ مغالطة، من حيث إن علمي البيان والمعاني ولا غيرهما من العلوم التي يُفهم بها القرآن يصلح أن يُقال فيه: إنه حَكَمٌ على القرآن، إذ ليست العلاقة بين القرآن الكريم وهذه العلوم علاقة حاكم ومحكوم، وإنما نفهمُ القرآن الكريم في ضوء هذه العلوم، ونستعين بها على فهمه.

فالقرآن الكريم إنما نزل بلسان العرب، وعلما البيان والمعاني من أسس لغتهم، وركائزها العامّة، والله تعالى يقول: (قرآناً عربياً .. )، ويقول: (بلسان عربيٍّ مبين)، وغير ذلك من النصوص الدالة على عربيّة القرآن الصرفة، وإذا كان كذلك فإن فهمه ينبغي أن يكون في ضوء أساليب العرب وطرائقهم في الكلام والتعبير.

أما ما نُقل عن الإمام الشوكانيّ، فليس قبوله بلازم من جهة؛ إذ قد خالف الكثير من المفسرين وأهل العلم، ثم على فرض قبوله، فإنه يوجّه بمعنيين:

الأول: أنه لا تُشترط الإحاطة التامّة بهذه العلوم، ودقائق فروعها ومسائلها، إذ ليس كلّ ما في هذه العلوم بلازم في دراسة كتاب الله، وعليه؛ فإنه لم يقصد الاستغناء عنهما بالكليّة.

الثاني: أن المعاني العامّة في القرآن، قد يفهمها الناظر أو الدارس من غير غوصه في علمي البلاغة: البيان والمعاني، وهذا المعنى لا إشكال فيه، إلّا أن القرآن فيه من المعاني الدقيقة ما لا يُتوصّل إليه إلا بالنظر في هذه العلوم، وقد تكون هذه المعاني الدقيقة لها أوثق الصّلة بترجيح قول على آخر، أو له تعلّق بمسائل في العقيدة والفقه وغيرهما.

والحاصل: أن هذه العلوم من علوم لغة العرب مما ينبغي أن يُفهم القرآن في ضوئه، وأن الاستغناء عنها انتقاص من مدى الفهم العميق للنص القرآني، وتفريط بألذّ اللطائف والمعاني الدقيقة التي تُختزن في تعابير هذا الخطاب المعجز.

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[03 Jun 2009, 05:38 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

أشكرك أخي الفاضل د. رأفت على ما تقدمت به من نصح وتوجيه.

وأود أن أفسر وجهة نظري أكثر، فربما لم أحسن توضيحها قبلا:

أتخذ بعض البلاغيين البلاغة العربية حجة في استنباط الأحكام حتى لو خالف الحكم المستنبط عن طريق علم البلاغة رأي جمهور أهل العلم المتخصصين، مثال ذلك:

فالطيبي مثلا صاحب مشكاة المصابيح (الكاشف عن حقائق السنن) استنبط حكما يخالف به جمهور شراح الحديث النبوي، معتمدا على البلاغة، وهذا الحكم هو أن الحج يكفر كل الذنوب.

وقد انتقدة العلامة علي القاري، لأنه قال " أما المرزبة المحدثون يشددون الباء والصواب تخفيفه " مع أن بعض اللغويين وافقوا جميع المحدثين فيه، وأتى القاري بالأدلة على تصويب رأي المحدثين من اللغة.

[ينطر: دراسات في البيان النبوي: ص 39، وص: 50]

ويقول العلامة علي القاري صاحب مرقاة المفاتيح:

" وأغرب من ذلك طعن بعض علماء العربية في القراءات المتواترة حيث لم تكن وفق مسموعهم"أهـ

وأما النصوص السابقة للعلماء الأفاضل فقد أتيت بها لأنها في وجهة نظري أكدت على هذه القضية.

والله أعلم.

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[03 Jun 2009, 05:51 ص]ـ

وتذكرت أمرا آخر أتمنى أن أنجح في تفسيره:

وقال العلامة المرشدي:

"نَعَمْ، قدْ يدلّ العقل على التعيين لخصوص المحذوف أيضاً في بعض المواضع، كقوله تعالى: {وَجَاء رَبُّكَ} () أي أمره وعذابه، فإنّ العقل يدلّ على امتناع مجيء الرب نفسه، ويدلّ على تعيين خصوص المحذوف أنه الأمر أو العذاب أو ما يناسبهما، كذا قاله التفتازاني، وغيره، فعلى هذا ففي دلالة العقل على تعيين خصوص المحذوف نظر." أهـ

(ص:573.من كتاب الدرر الحسان، تحقيق د. إبراهيم السماعيل.)

فالمرشدي يعزو استنباط بعض العلماء ورأيهم إلى علم البلاغة، مع أنهم يخالفون جمهور أهل العلم، ومع أني لا أعتقد أن هذا الاستنباط يدخل تحت الدلالة البلاغية أصلا.

والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير