تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل لتفسير ابن النقيب (التحرير والتحبير) مقدمتان؟]

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Jul 2009, 06:25 م]ـ

خرج تحقيق (مقدمة تفسير ابن النقيب في علم البيان والمعاني والبديع وإعجاز القرآن) الذي حقَّقه الدكتور زكريا سعيد علي في مجلد، وخرج عن مكتبة الخانجي بالقاهرة.

وقد خلص الدكتور إلى إثبات هذا الكتاب لابن النقيب (ت: 698)، وهو من شيوخ أبي حيان (ت: 745)، وقد استفاد في إثباته من نقول عن السيوطي (ت: 911) في كتابه (الإتقان في علوم القرآن)، غير أني وجد السيوطي (ت: 911) يذكر نقولاً عن ابن النقيب (ت: 698)، وينسبها إلى مقدمة تفسير ابن النقيب (التحرير والتحبير)، ومن ذلك هذه النقول:

1 ـ في النوع الأول: المكي والمدني ـ نقلاً عن ابن النقيب (ت: 698)، قال: (قال ابن النقيب في مقدمة تفسيره: المنزل من القرآن على أربعة أقسام: مكي، ومدني، وما بعضه مكي وبعضه مدني، وما ليس بمكي ولا مدني).

(1: 44 / ط: مجمع الملك فهد).

وفي النوع السابع: أول ما نزل: (القول الرابع: بسم الله الرحمن الرحيم. حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره قولاً زائداً). (1: 165 / ط: مجمع الملك فهد).

وفي النوع السادس عشر: في كيفية إنزاله، قال: (وقال ابن حجر: ذكر القرطبي عن ابن حبان أنه بلغ الاختلاف في معنى الأحرف السبعة إلى خمسة وثلاثين قولاً، ولم يذكر القرطبي منها سوى خمسة، ولم أقف على كلام ابن حبان في هذا بعد تتبعي مظانه. قلت: قد حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره عنه بواسطة الشرف المزني المرسي فقال: قال ابن حبان: ... ). (1: 329 / ط: مجمع الملك فهد).

وهذا النُّقول المذكورة عند السيوطي لم أجدها في (مقدمة تفسير ابن النقيب في علم البيان والمعاني والبديع وإعجاز القرآن) الذي حقَّقه الدكتور زكريا سعيد علي.

وهذا الكتاب كما بيَّن الدكتور زكريا هو عين كتاب (الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان) الذي نُسب إلى ابن قيِّم الجوزية (ت: 751).

ونسبت هذا الكتاب لابن القيم ظاهر البطلان كما ذكر الدكتور زكريا، وكما نقل عمن نقل عنه.

وهذا ظاهر لا مشكل فيه اليوم، لكن المشكل عندي هو عدم وجود هذه النقول في الكتاب الذي حققه الدكتور زكريا.

وقد أورث هذا عندي سؤالاً: هل لتفسير ابن النقيب مقدمة أو أكثر من مقدمة؟

وإذا كان هذا الكتاب كان مقدمة تفسير ابن النقيب، فلا يخلو الحال من الآتي:

أن يكون هذا الكتاب منفصلاً عن التفسير، وجعله كالمقدمة له، وهذا الصنيع نجده عند بعض العلماء، كما فعل البلقيني (ت: 824) في كتابه (مواقع العلوم من مواقع النجوم)، فقد قال في مقدمة هذا الكتاب: (وقد اقتفيت آثار العلماء في جمع تفسير عند إلقاء الدروس، وقصدت بذلك إحياء طرق التصنيف بعد الدروس ... وأنواع القرآن شاملة، وعلومه كاملة، فأردت أن أذكر في هذا المصنَّف ما وصل إلى علمي مما حواه القرآن الشريف من أنواع علمه المنيف، وأجعل ذلك مقدمة للتفسير ... ).

ويشهد لهذا أمران:

الأول: ما ذكره أبو حيان (ت: 745): (في مقدمة تفسيره، قال: (الوجه الثالث كون اللفظ أو التركيب أحسن وأفصح، ويؤخذ ذلك من علم البيان والبديع.

وقد صنف الناس في ذلك تصانيف كثيرة، وأجمعها ما جمعه شيخنا الأديب الصالح أبو عبد الله (محمد بن سليمان النقيب)، وذلك في مجلدين قدمهما أمام كتابه في التفسير)).

الثاني: صنيع السيوطي (ت: 911) في مسرده لكتب غير المحدثين في كتابه: الإتقان (1: 42 / ط: مجمع الملك فهد) حيث جعل مقدمة تفسير ابن النقيب كتابًا مستقلاً.

وإذا كان كذلك، فلعله قدَّم مقدمة أخرى متصلة بالتفسير، فذكر ذلك الذي نقله السيوطي عنه.

وهذا ما سيظهر صحته الوقوف على تفسير ابن النقيب (ت: 698)، ولعل من عنده علم بهذا الكتاب أن يفيدنا في هذا المقام الذي ذكرته من حال تفسير ابن النقيب، والله الموفق.

عصر الخميس 9: 7: 1430.

ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[04 Jul 2009, 06:48 م]ـ

ما تفضله د. مساعد هو موطن إشكال، ولعل مما يساعد في الجواب عنه النظر في المخطوطات المتوفرة من تفسير ابن النقيب، لا سيما وأن د. زكريا سعيد - رحمه الله - قد أخرج مقدمة ابن النقيب من النسخة المطبوعة باسم "الفوائد المشوق" المنسوب لابن القيم، ولم يجد النسخ الخطية له أثناء عمله على المقدمة كما قال في ص (38):"وأما مقدمة هذا التفسير الكبير فلا أعلم أن لها اليوم أصلاً مخطوطاً، إلا هذه الطبعة التي نُشرت بعنوان "الفوائد المشوق" أو "كنوز العرفان"، وقد اجتهدت في البحث عن أصلها المخطوط ولكن دون فائدة. ولعل الأيام تكشف لنا عن هذا الأصل المخطوط ".أهـ

ثم علق في الحاشية رقم (5) بذكره لمعلومات بعض النسخ الخطية التي أُرسلت إليه ولكنه لم يطلع عليها رحمه الله، وهي: عدة أجزاء في مراكش وتونس وتركيا غير محددة المواضع.

كما أنني قد وجدت قطعة من تفسير ابن النقيب في المكتبة المحمودية من أول الكتاب إلى أثناء الآية 43 من سورة البقرة، وقد كُتب في القرن العاشر تقديراً، ولكنها مبتورة الأول والآخر فيصعب تحديد وجود المقدمة من عدمه.

ولقد سألت الأستاذ يحيى بن زكريا سعيد عن علمه بوجود مقدمة أخرى لتفسير ابن النقيب بحكم اهتمام أبيه بها فنفى علمه بذلك في حياة والده رحمه الله.

ومما ينبغي النظر فيه كذلك النسخة الخطية التي اعتمد عليها من أخرج الفوائد المشوق المنسوب لابن القيم، فهل هي تامة أم ناقصة؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير