الكنَّاشة الرمضانية
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 Aug 2009, 04:57 ص]ـ
الكناشة: هي مجموعة من أوراق تكون كالدفتر يكتب عليها كل شاردة وواردة.
رمضان هو شهر القرآن، ونحن في ملتقى أهل التفسير، وكل منا أثناء قراءته أو استماعه للقرآن الكريم تظهر له وتلوح بعض الاستنباطات أو الإشكالات التي يكون كثير منها دقيقا وناتجا عن تدبر ..
ومن التفريط تفويت مثل هذه الأمور دون تقييد ..
من هنا جاءت هذه الفكرة بتخصيص هذا الموضوع ليكون كُنَّاشة لهذه التأملات والاستنباطات والإشكالات التي تظهر لكل منا أثناء قراءته أو استماعه لكتاب الله الكريم ..
والتي أرجو أن يخرج منها الجميع بثمرات طيبة وفوائد ثمينة ..
وفقني الله وإياكم لكل خير
مكة المكرمة
سحر اليوم الأول من رمضان 1430هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Aug 2009, 07:38 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا إبراهيم وتقبل منك.
ولعلنا نجعل هذا الموضوع للأسئلة التي تعرض لنا أثناء القراءة، أو فوائد تعرض أو أفكار، والغاية هي الإفادة والفائدة التي تحصل للجميع بإذن الله.
أولاً: في قوله تعالى: (وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191)). لماذا عبر أولاً بقوله: (عند المسجد الحرام) وبعدها قال: (حتى يقاتلوكم فيه) .. لماذا لم يكن نظم الكلام:
وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ عنده.
أو
وَلا تُقَاتِلُوهُمْ في الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فيه.
ثانياً:
لماذا قال: (فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ)، ولم يقل: فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فقاتلوهم؟
أو
فَإِنْ قَتلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ؟
ثالثاً: لفت نظري في سورة البقرة كثرة مخالفة رسم المصحف العثماني للإملائي في كثير من الكلمات (نعمت - رحمت - إبراهم) فهل يُمكنُ لبعض الباحثين أن يجمعَ هذه الظواهر الموجودة في سورة البقرة خصوصاً، ويدرسها بوجه خاص، وعلاقة ذلك بهذه السورة؟
قد تكون فكرة بحثية مناسبة.
رابعاً: في سؤال الملائكة: (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) إشارةٌ إلى أنَّ آدم سيكون من لحمٍ ودم (وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ). فكيف عرف الملائكة ذلك؟ وهذا السؤال أخبرني به الدكتور مساعد الطيار عن أحد السائلين في حلقة من حلقات (بينات) ولا أدري هل ذلك أثناء التسجيل أم بين الحلقات.
خامساً: من الفوائد التي ظهرت لي أثناء القراءة أن الله لم يذكر القتل في حق رسول من الرسل أصحاب الكتب، وإنما ذكره في حق بعض الأنبياء.
وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) البقرة
قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) البقرة
وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) آل عمران
فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ (155) النساء
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) آل عمران
وغيرها ربما، ولعل الحكمة في ذلك أن الرسلَ الذين جاءوا برسالات وشرائع جديدة معصومون من القتل بعصمة الله لهم وحفظه، فلا يصل إليهم الأعداء. وأما الأنبياء الذين يأتون ليجددوا رسالات السابقين فقد يقتلون والله أعلم.
ولم أجد آية يمكن أن تخرم هذا الاستقراء إلا قوله تعالى: (قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)
والرسل فيها المقصود بهم الأنبياء في الآيات التي قبلها بقليل، فقد لا تعتبر خارمة لهذا الاستقراء والله أعلم. ولعل مزيد من الاستقراء يصحح هذه المعلومة أو يبطلها.
¥