[آياتنا كلها]
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[05 Jun 2009, 01:27 م]ـ
وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56) طه
ما المقصود " كلها " هل التي أتى بها موسى عليه الصلاة والسلام أم آيات أخر.
ارجو التفصيل مأجورين.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[05 Jun 2009, 02:45 م]ـ
وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56) طه
ما المقصود بـ " كلها " هل هي التي أتى بها موسى عليه الصلاة والسلام أم آيات أخر. ارجو التفصيل مأجورين.
حياكم الله يا أخانا أبا المنذر وأقول: إن زبدة ما قيل للإجابة عن المقصود بـ "بالآيات كلها " ـ وهي بداهة تخص نبي الله موسى وحده دون غيره من الأنبياء إذ المقام والمقال يخصه هو ويخص الآيات المعهودة التي وقعت على يديه في مواجهة فرعون لا غيره ـ ما جاء عند العلامة ابن عاشور ـ رحمه الله حيث قال:
" وإضافة (آيات) إلى ضمير الجلالة هنا يفيد تعريفاً لآيات معهودة، فإن تعريف الجمع بالإضافة يأتي لما يأتي له التعريف باللاّم يكون للعهد ويكون للاستغراق، والمقصود هنا الأول ـ أي العهد، أي:
أرينا فرعون آياتنا التي جرت على يد موسى، وهي المذكورة في قوله تعالى: {في تسع آيات إلى فرعون وقومه} [النمل: 12]. وهي انقلاب العصا حيّة
وتبدّل لون اليد بيضاء
وسِنُو القحط
والجراد
والقُمَّل
والضفادع
والدم
والطوفان
وانفلاق البحر
وقد استمر تكذيبه بعد جميعها حتى لما رأى انفلاق البحر اقتحمه طمعاً للظفر ببني إسرائيل.
وتأكيد الآيات بأداة التوكيد {كُلَّها} لزيادة التعجيب من عناده.
ونظيره قوله تعالى: {ولقد جاء آل فرعون النذر كذبوا بآياتنا كلها} في سورة القمر (41، 42).
وظاهر صنيع المفسرين أنهم جعلوا جملة ولَقَدْ أريناهُ ءاياتنا} عطفاً على جملة {قال فمن ربكما يا موسى} [طه: 49]، وجملة {قال فمن ربكما} بياناً لجملة {فَكَذَّبَ وأبى}. فيستلزم ذلك أن يكون عزم فرعون على إحضار السحرة متأخّراً عن إرادة الآيات كلها فوقعوا في إشكال صحة التعميم في قوله تعالى: {آياتِنَا كُلَّهَا.} وكيف يكون ذلك قبل اعتراف السحرة بأنهم غلبوا مع أن كثيراً من الآيات إنما ظهر بعد زمن طويل مثل: سني القحط، والدم، وانفلاق البحر. وهذا الحمل لا داعي إليه لأنّ العطف بالواو لا يقتضي ترتيباً.
قلت: وقول ابن عاشور وظاهر صنيع المفسرين .... الخ يشير إلى من اجتهد من المفسرين في بيان الآيتين {اليد والعصا} وكونهما أتيا في صورة الجمع كالآلوسي الذي قال:" وصيغة الجمع مع كونهما اثنتين إما لأن إطلاق الجمع على الاثنين شائع على ما قيل أو باعتبار ما في تضاعيفهما من بدائع الأمور التي كل منها آية بينة لقوم يعقلون وقد ظهر عند فرعون أمور أخر كل منها داهية دهياء ... كذا صاحب البحر وغيرهم.
وقد تكون الإجابة على سؤال أخي الكريم " أبو المنذر " متحققة في أول سطرين من مشاركتى فالمعذرة على الزيادة ولعلها تحمل إفادة.
والله ولي التوفيق
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[05 Jun 2009, 07:49 م]ـ
د. خضر - بارك الله فيكم وفي علمكم - إجابتكم شافية بإذن الله تعالى أما الزيادة التي
تحمل الفائدة فحولها ندندن
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[06 Jun 2009, 10:32 م]ـ
الأخ الكريم (أبو المنذر) حفظه الله
إضافة إلى كلام الدكتور خضر حفظه الله، أحب أن أدلي بدلوي في فهم الآية الكريمة، وقد ناقشتها ــ بعد أن طرحتَ سؤالك ــ مع شيخي وإليك الخلاصة:
"وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى": عندما نقول:" قَدّمنا لهيئة المحكمة الإثباتات كلها"، فإنّما نقصد أن نقول إن الإثباتات المطلوبة قُدّمت كلها، أي أن الحجة كاملة غير ناقصة. ولا يعني ذلك أن نحشد كل ما يمكن أن يكون إثبات، لأن الزيادة على ما هو إثبات كامل يصبح من قبيل اللغو.
والآية الكريمة تنص على أن الله تعالى أرى فرعون الأدلة كلها، أي التي تقوم بها الحجة الكاملة. وقد تكون هناك أدلة لا يرتقي وعي فرعون إلى مستوى إدراكها فلا تلزمه، وإن كانت أقوى من غيرها، وإنما يَلزمه ما يُلزِمهُ الحجة.