[لا قرآن بدون سنة]
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Aug 2009, 08:08 م]ـ
الحمد الله رب العالمين
والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين
وبعد:
إن الله تعالى قد اصطفى نبيه محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي صلى الله وسلم وبارك عليه ليكون مبلغا لرسالة الله الخاتمة للبشرية جمعاء متمثلة في القرآن الكريم.
ولما كان القرآن خطابا للبشرية جمعاء بلسان عربي مبين فلا شك أن الذي أنزل عليه هذا القرآن أولى الناس بامتثال هذا الخطاب، قال تعالى:
(اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام: 106)
وقال تعالى:
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (الجمعة: 2)
والتزكية والتعليم إنما كانت بترجمة أوامر القرآن ونواهيه وأحكامه وآدابه في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه الترجمة القولية والفعلية للقرآن هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أمرنا الله تعالى أن نقتدي برسوله صلى الله عليه وسلم فيها حيث قال:
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب: 21)
وهذه الترجمة العملية والفعلية للقرآن من قبل النبي صلى الله عليه وسلم نقلت إلي البشرية قولاً وعملاً عن طريق أولئك الذين أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بتربيتهم وتزكيتهم وهم أصحابه الكرام الذين حفظ الله بهم ومن خلالهم تأريخ هذه الرسالة تلقياً وتبليغاً وتطبيقاً ومن ثم نقلها عنهم التابعون ثم تابعوهم وهكذا حتى وصلت إلينا نقية سليمة من كل شائبة.
أما الذين يريدون قرآناً من غير سنة فأقول لهم فلتجيبونا عن هذه الأسئلة المنطقية والمباشرة والتي يفترض أن يسألكموها كل من تدعونه إلى القرآن وهي:
على من أنزل هذا القرآن؟
ومتى أنزل؟
وكيف أنزل؟
وأين دارت فصول الأحداث المذكورة فيه؟
وما هو دليلكم على صدق ما تزعمون؟ .... ؟ ... ؟ ..... ؟
وأنتم أمام خيارين إما أن تقول لا نعلم، أو تقول عرفنا هذا من خلال الروايات التأريخية.
فإن قلتم لا نعلم فأنتم تفصلون القرآن عن خلفيته التأريخية وتريدون من الناس أن يتبعوا كتابا مجهول الهوية وهذا سخف لن يقبله العقلاء من الناس.
وإن قلتم عرفنا ذلك من خلال الروايات التأريخية وعندها ستطالبون بصدق هذه الروايات وهنا ستكونون في مأزق لا تحسدون عليه.
ولحديث بقية إن شاء الله تعالى.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[30 Aug 2009, 02:03 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الالتفاتة المهمة.
ولا شك أن من يدعو إلى الاكتفاء بالقرآن الكريم وحده وطرح السنة النبوية ضال مضل فالسنة هي الوحي الثاني والصحيح من أقوال أهل العلم أنها تدخل في قوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وقد حفظها الله تعالى من كيد الكائدين فسخر لها علماء جهابذة غربلوها ونقحوها وخرجوها في أبهى حلة، وبينوها محجة بيضاء.
وأما الذين يقولون بالاكتفاء بالقرآن الكريم وحده فأنقل لكم بعض رد العلامة الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى عليهم حين يقول: (وقد نبتت للشيطان فتنة جديدة دفعت بعض من ختم الله على قلوبهم إلى حمأة جديدة من الكفر إذ يفترون الكذب على الله؛ فيزعمون أن القرآن وحده هو مصدر التشريع، أما السنة فلا!! وهؤلاء أشد خطرا على الدين ممن ينابذونه العداوة جهارا، إذ يتراءون بالتقديس الخاشع لكتاب الله، فيحسبهم الغر المفتون من ذوي الفكر الثاقب الحر، والتجديد، ويكفرون به رسولا بين ما في القرآن؟ والأمين الذي ائتمنه الله على كتابه، فبلغه، وشهد الله له أنه بلغه، أليس هو الأمين الذي بين وفصل أحكام أمانة ربه؟ "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم" "وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون" ويقول صلى الله عليه وسلم " لا أعرفن الرجل منكم يأتيه الأمر من أمري إما أمرت به أو نهيت عنه، وهو متكئ على أريكته فيقول: ما ندري ما هذا!؟ عندنا كتاب الله وليس هذا فيه!! وما لرسول الله أن يقول ما يخالف القرآن، وبالقرآن هداه الله وإن هذا الحديث ليعد من أعلام النبوة؛ فما أخبر به واقع اليوم!!) دعوة الحق ص 137 - 138
تلك التساؤلات المحرجة المقنعة المفحمة صدرت من ذلك الشيخ، ولن يستطيع القائلون بتلك الشبهة أن يردوا عليها، ولو أعانهم شياطينهم من الإنس والجن، وكان بعضهم لبعض ظهيرا ..