[اختصار شرح مقدمة ابن تيمية في أصول التفسير للطيار.]
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[01 Jul 2009, 04:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
[اختصار شرح مقدمة ابن تيمية في أصول التفسير للطيار.]
الدرس الأول:
المقدمة التعريفية:
1 - المراد بأصول التفسير:
أولا: أصل مادة الأصول في اللغة:
الأصول جمع أصل، وفي اللغة أسفل الشيء أو أساس الشيء.
قال تعالى:
{كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} (إبراهيم:24)
ففارق بين الأصل والفرع.
قال تعالى:
{أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا} (الحشر:5)
وكلمة الأساس والقاعدة مقاربتان لمعنى الأصل في اللغة:
قال ابن فارس في مقاييس اللغة:
الهمزة والسين أي: (أس) يدل على الأصل والشيء الوطيد الثابت.
قال تعالى:
{أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ} (التوبة:109)
أما لفظ (القاعدة) فسنجد عند رجوعنا لمقاييس اللغة أنه يدل على ثبوت الشيء على الشيء ومنه قواعد البيت، وهي أسسه التي يبنى عليها، فالبناء يرفع على القواعد.
قال تعالى:
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ} (البقرة:127).
ثانيا: أصل مادة التفسير في اللغة:
التفسير مأخوذ من مادة فسر، فالتفسير تفعيل من الفسر. ففسر أصل مادتها ثلاثي، وفسر أصل مادتها ثلاثي، وفسر لفظة تدور حول:
الكشف – والإيضاح – والبيان.
*الفرق بين التفسير والتأويل:
أن التأويل إذا أتى بمعنى تبيين معاني الكلام فهو تفسير.
فالتأويل له معنيان:
الأول: التفسير.
الثاني: ما تؤول إليه حقائق الأشياء، يعني ما تصير إليه المآلات.
مثال:
تأويل الرؤى، إذا عبر المؤول رؤيا من الرؤى ثم وقعت في الحقيقة فنقول: هذا تأويل الرؤيا، يعني ما صارت إليه، وهذا مثل ما قال يوسف عليه السلام:
{هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً} (يوسف:100)
وكل ما ذكره العلماء في الفرق بين التأويل والتفسير يدخل تحت ما ذُُكر.
2 - التفسير في الاصطلاح:
المقصود بتفسير القرآن:
هو بيان معاني القرآن، أو الكشف عن معاني القرآن، أو إيضاح معاني القرآن.
ويمكن أن نصنف معلومات كتب التفسير إلى 3 أقسام:
1 - صلب التفسير.
2 - علوم القرآن.
3 - علوم أخرى.
* وصلب التفسير يدخل فيه:
1 - بيان معنى المفردة.
2 - سبب النزول.
لأن أسباب النزول الأصل فيها أنها تعين على فهم المعنى؛ لأنها أشبه بالسياقات الحالية للكلام، فالنص قد يحتمل أكثر من معنى من جهة اللغة، لكن يأتي سبب النزول ويحدد المعنى.
3 - الناسخ والمنسوخ:
والمقصود الناسخ والمنسوخ بمصطلح السلف سواء كان نسخ للأحكام الشرعية أو كان تقييد مطلق أو كان تخصيص عام، أو بيان مجمل، أو استثناء سنرى أن كل هذا يدخل في صلب التفسير، وذلك لأنه يبنى عليه فهم المعنى، والحكم المنصوص عليه في الآية، وليس المستنبط الذي بعد النص.
* أما علوم القرآن فيمكن أن نقسمها 3 أقسام:
1 - علوم السورة: هي التي يقدم بها المفسرون تعريفا عن السورة كـ:
اسم السورة – فضل السورة – مكان نزول السورة –
وعلوم السورة لا تؤثر في صلب التفسير، فكون سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن لا يؤثر في فهم معنى السورة.
2 - علوم الآية:
علوم الآية المرتبطة بعلوم القرآن مثل:
ما هي أطول آية – ما هي أفضل آية.
3 - علم الاستنباط من علوم القرآن:
و الاستنباط من القرآن له مقدمات، أن تعلم علوما تسمى بعلوم الآلة، وهي العلوم المساعدة على الاستنباط:
أ- علوم إسلامية:
النحو – اللغة – البلاغة – أصول الفقه – الفقه.
ب- علوم أخرى:
قد تكون علوم كونية – أو علم الأنساب – الفلسفة – المنطق ... وغير ذلك.
3 - تعريف " أصول التفسير ":
التعريف باختصار:
" هي أصول فهم المعنى "
لكن هذا لا يكفي في بيان معنى أصول التفسير، بل نقول:
" هي الأسس العلمية التي يرجع إليها المفسر حال الاختلاف في التفسير وحال بيانه للمعاني "
وذلك لأنه لدينا جانبان:
الجانب الأول: أن نعرف التفسير الصحيح في حال الاختلاف.
¥