[تعرية الباطل وكشف أستاره]
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Jun 2009, 07:46 م]ـ
تعرية الباطل وكشف أستاره منهج قرآني، يقول الحق تبارك وتعالى:
(وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) سورة الأنعام (55)
وهذا المنهج سلكه القرآن الكريم مع جميع المخالفين؛ سلكه مع المشركين ومع اليهود ومع النصارى ومع المنافقين.
إن القرآن لا يماري ولا يداري ولا يقبل ما يسمى بالحلول الوسط أو ما يسمى مسك العصا من المنتصف.
القرآن واضح في عقائده وفي أخلاقه، وفي نفس الوقت لا يقف موقف المتفرج أو المحايد مع معتقدات الآخرين وأخلاقهم، بل إنه يستعرضها ويكشف زيفها وعُوارها ويحكم عليها.
وهذه حقيقة يجب أن يعيها الذي يريد أن يتمسك بالإسلام كما أنزله الله تبارك وتعالى، والدعاة إلى الله أحوج ما يكونون إلى استيعاب هذه الحقيقة وأن تكون منهم على بال.
إن هذا المنهج الذي سلكه القرآن من البداية جعل أتباعه في مواجهة كل فكرة وكل طريق وكل مسلك مخالف، وهذا يعنى المواجهة مع كل من لا يؤمن به.
وهذه حقيقة قد أثقل فهمها على كثير من الداعين إلى القرآن والمنافحين عنه مما دفعهم إلى الوقوع في أخطاء فادحة جرت الكثير من الويلات على الإسلام وأهله.
إن القرآن ترجمة لكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" وقد فقه معناها مشركوا قريش قبل أن يعرفوا التفصيلات، ولهذا جاءت ردة فعلهم رافضة ومعادية وعنيفة، ودفع النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون الثمن ولكن كانت لهم العاقبة.
وإن العالم اليوم الذي لا يؤمن بالقرآن يدرك ما أدركه كفار قريش وغيرهم من الملل بالأمس وهم يتعاملون مع المسلمين على هذا الأساس، والمشكلة ليست في إدارك أولئك، وإنما المشكلة في إدراكنا نحن أهل القرآن لهذه الحقيقة وكيف التعامل معها.
إن الغالبية العظمى من المسلمين لا يدركون هذه الحقيقة، ولو أدركها البعض فإن أكثرهم يصعب عليه أن يدرك أنه لا سبيل أمام أهل القرآن إلا أن يدفعوا الثمن كما دفعه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وإن لم يفعلوا فسيدفعون الثمن باهظا من عقائدهم وأخلاقهم وكرامتهم.